المجلس العربيعربي ودولى

د.ايمن نور من سراييفو: الربيع العربي لم ينهزم ولم ينتصر لكنه يقاوم

قال الدكتور أيمن نور رئيس حزب غد الثورة الليبرالي إن الربيع العربي لم يُهزم ولم ينتصر بشكل كامل، لكنه ما زال يقاوم. جاء ذلك في مستهل كلمته بمؤتمر التحول الديمقراطي في العلم العربي في العاصمة البوسنية سراييفو الذي ينظمه المجلس العربي في حضور نخبة سياسية وفكرية على رأسهم الدكتور المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية التونسية السابق وتوكل كرمان الحائزة على جائزة نوبل.

وأكد د. أيمن نور أن أكبر دليل على استمرار الربيع العربي في المقاومة هو أننا نلتقي اليوم في سراييفو، موجها الشكر للشركاء البوسنيين الذين استضافوا المؤتمر كرم واهتمام.

وجاء نص الكلمة كالآتي:

نحن نلتقي خارج أوطاننا، لكننا مصممون على مواصلة النضال من أجل العودة. هذا النضال يسير في مسارين لا يمكن فصلهما: المسار المرتبط بتحرير الأرض والمسار المرتبط بتحرير الإنسان.

أود أن أستذكر معكم بدايات تأسيس هذا المجلس العربي، الذي انطلق في عام 2014. كان اللقاء الأول في قصر قرطاج، حين كان الرئيس المنصف المرزوقي رئيسًا لتونس، وكان هذا اللقاء هو الأول من نوعه على أرض عربية. حينها، أسسنا المجلس كمنبر للربيع العربي وكجسر اتصال بين المشاريع الديمقراطية العربية الحقيقية. اليوم، نحتفل بمرور 10 سنوات على تأسيس هذا المجلس.

خلال هذا العقد، شهدنا الكثير من الإحباطات، لكننا عشنا أيضًا بعض الانتصارات، وإن كانت محدودة. أنا من جيل النكسة، الذي اعتاد على الانكسارات أكثر مما اعتاد على الانتصارات، لكن لا يمكن إنكار أننا في العقدين الأخيرين شهدنا بعض النجاحات. ولعل أبرزها انتصارات الربيع العربي في بداياته، والتي كانت إحدى ثمارها تأسيس هذا المجلس. لقد شهدنا الربيع العربي وهو يحقق تقدماً ويحكم لفترة في تونس، كما شهدناه يقاوم في سوريا، ومآلاته في اليمن كما أشارت زميلتنا العزيزة.

ربما في الفقرات الأولى من العهد الديمقراطي، يُتحدث عن تطور البشرية من أجل الحرية، بدءًا من مواجهة العبودية، مرورًا بمواجهة التمييز ضد المرأة، وصولاً إلى النضال من أجل تحرير الأرض من الاستعمار، وأخيرًا إلى المرحلة التي نعيشها اليوم، وهي مرحلة النضال من أجل حرية الإنسان. مصر قبل 105 سنوات زاوَجَت بين فكرة الاستقلال وفكرة حرية الإنسان، عندما رفع الشعب المصري في ثورة 1919 شعار “الاستقلال والدستور”.

في العام الماضي، كنت هنا في سراييفو، وكنت أطالب بحرية زميلنا النائب أحمد الطنطاوي لجمع التوكيلات والترشح للانتخابات. واليوم، أجد نفسي أطالب بحرية الطنطاوي للخروج من السجن، حيث انتهى به المطاف المعتاد: من الترشح للانتخابات إلى السجن. هذا المسار جربته بنفسي.

الانتخابات مهمة جدًا، ويجب أن تكون صناديق الاقتراع وسيلة للتعبير عن إرادة الشعب، لا أداة لقمعها. ما يحدث في بلادنا اليوم، خصوصًا ما شهدناه في تونس مؤخرًا، يذكرنا بضرورة منع الأمة من العودة إلى الوراء. علينا أن نستعد للانطلاق نحو الأمام، وهذا العهد الديمقراطي هو إحدى أدواتنا لتحقيق ذلك، من خلال الاتفاق على قيم ديمقراطية حقيقية ومشتركة.

أود أن أختم بالإشادة بشخصيات كبيرة أثرت في حياتي، وعلى رأسهم أستاذنا الدكتور محمد المنصف المرزوقي، الذي ظل دائمًا نموذجًا للتمسك بالمبدأ والموقف. كما لا يمكنني نسيان دور الأستاذة توكل كرمان، وعماد الدائمي، وشركائنا الآخرين. وخلال اجتماعاتنا الأخيرة، اجتمع الجميع على ضرورة تكريم الدكتور المنصف المرزوقي باعتباره رمزًا للديمقراطية والتعايش السلمي لهذا العام.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى