تقارير

إبادة جماعية في غزة: جرائم الاحتلال وسط تواطؤ دولي صادم

تتصاعد بشكل متسارع وتيرة الجرائم الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في قطاع غزة وسط تواطؤ دولي وصمت مخزٍ من العالم تشهد الأراضي الفلسطينية عمليات إعدام ميدانية ممنهجة تنفذها القوات الإسرائيلية بدم بارد دون تمييز بين طفل أو شيخ أو امرأة

يشير التقرير الأخير لمقررة الأمم المتحدة الخاصة بالأراضي الفلسطينية إلى أن هذه الجرائم ليست حوادث فردية على الإطلاق بل تعد جزءاً من سياسة متعمدة تتبعها قوات الاحتلال منذ عقود تواصل إسرائيل استهداف المدنيين العزل بحجة “مكافحة الإرهاب”، لكنها في الواقع تواصل سياسة الإبادة بحق الشعب الفلسطيني.

في قطاع غزة تتزايد أعداد الشهداء والجرحى نتيجة القصف العنيف والمستمر الذي لا يفرق بين عسكري ومدني حيث تُستهدف المنازل والأحياء السكنية والمستشفيات في هجمات لا يمكن وصفها إلا بأنها حرب إبادة جماعية الاحتلال الإسرائيلي يتعمد قصف التجمعات السكانية ويزيد معاناة الفلسطينيين من خلال حصار خانق منذ سنوات يمنع دخول المساعدات الإنسانية والطبية اللازمة للجرحى المدنيين في الوقت الذي يناشد العالم وقف القتل تواصل إسرائيل تصعيدها العسكري.

وفي تطور خطير آخر تشهد منطقة جباليا في غزة اشتباكات عنيفة بين قوات الاحتلال والفصائل الفلسطينية المسلحة بينما تواصل وسائل الإعلام الإسرائيلية التعتيم على تفاصيل الأحداث المأساوية تحاول الحكومة الإسرائيلية فرض رقابة عسكرية مشددة لمنع نشر الحقائق حول ما يحدث في غزة في محاولة لتضليل الرأي العام العالمي ومع ذلك فإن المشاهد التي تنقلها بعض وسائل الإعلام تكشف حجم المأساة والدمار الكبير.

في الوقت نفسه يتم نقل الإصابات من جنود الاحتلال إلى المستشفيات في إيخيلوف وتل هشومير بواسطة المروحيات التي لم تتوقف عن العمل على مدار الساعة يتم إرسال المصابين من شمال غزة وجنوب لبنان

حيث تشهد إسرائيل مواجهات على جبهات متعددة تفشل الرقابة العسكرية الإسرائيلية في إخفاء الأعداد الكبيرة للقتلى والجرحى بين صفوف الجنود هذا إلى جانب الأضرار الهائلة التي لحقت بالبنية التحتية الإسرائيلية جراء الصواريخ التي أطلقتها الفصائل الفلسطينية.

وتعد مدينة حيفا أحد أبرز المدن التي تعرضت للدمار الكبير نتيجة الصواريخ التي سقطت على مناطق حيوية فيها لا يزال حجم الخسائر البشرية والمادية غير معروف بسبب الرقابة العسكرية الإسرائيلية الصارمة التي تفرضها السلطات في محاولة لمنع انكشاف حجم الدمار الحقيقي وتعيش حيفا حالة من الفوضى والنزوح الكبير حيث يحاول السكان الفرار من المدينة خوفاً من التصعيد المستمر بينما يناشد رئيس البلدية سكان المدينة بعدم مغادرتها مما يضعهم أمام خيارين إما البقاء وسط الخطر أو مواجهة مصير مجهول خارج المدينة.

في شمال غزة وتحديداً في منطقة تل الزعتر شهدت العائلات الفلسطينية التي رفضت التهجير مجزرة جماعية حيث قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية عشرات المنازل المأهولة بالسكان في محيط مفترق نصار هذه العملية الدموية أسفرت عن سقوط ١٠٠ شهيد وجريح بينهم أطفال ونساء بينما بقيت الجثث متناثرة في الشوارع والطرقات والمستشفيات التي تضيق بمن استشهد منهم وأولئك الذين لا يزالون تحت الأنقاض في مشهد يعيد إلى الأذهان جرائم التطهير العرقي التي يمارسها الاحتلال دون هوادة.

على الرغم من حجم الكارثة الإنسانية التي تشهدها غزة والدمار الهائل الذي يلحق بالمدنيين لا تزال إسرائيل تواصل عملياتها العسكرية بغطاء دولي في الوقت الذي تحاول فيه حكومة الاحتلال إخفاء تفاصيل ما يحدث وفرض رقابة عسكرية على وسائل الإعلام المحلية والدولية تصر الفصائل الفلسطينية على مقاومة هذا الاحتلال بكل الوسائل المتاحة رغم الفارق الهائل في العتاد والقوة العسكرية إسرائيل بارتكابها هذه الجرائم تفتح فصلاً جديداً من فصول الصراع الدموي في المنطقة.

وفي حين تسعى بعض الدول إلى تهدئة الأوضاع ووقف التصعيد إلا أن إسرائيل تصر على مواصلة عدوانها غير مبالية بالمطالبات الدولية بضرورة احترام حقوق الإنسان والقانون الدولي هذا التمادي الإسرائيلي في استخدام القوة المفرطة يضع المجتمع الدولي أمام اختبار حقيقي حول مدى قدرته على لجم الاحتلال ووقف هذه الانتهاكات المتكررة بحق الفلسطينيين لكن الواقع يشير إلى أن هناك تواطؤا دوليا وصمتا شبه كامل على هذه المجازر اليومية.

وفي ظل استمرار العمليات العسكرية تعاني غزة من أوضاع معيشية وإنسانية كارثية حيث يتعرض السكان لنقص حاد في الغذاء والماء والدواء بفعل الحصار الإسرائيلي المستمر الذي يحرمهم من أبسط مقومات الحياة الإنسانية تتفاقم الأزمة في ظل استهداف الاحتلال للبنية التحتية من كهرباء ومياه مما يزيد من معاناة السكان المحاصرين في القطاع تتواصل معاناة الفلسطينيين وسط صمت دولي ومطالبات محدودة بضرورة إنهاء هذه الكارثة الإنسانية.

ختاماً فإن ما يحدث في غزة ليس مجرد تصعيد عسكري عابر بل هو استمرار لسياسة إسرائيلية ممنهجة تهدف إلى إخضاع الفلسطينيين من خلال القتل والتدمير والتشريد هذه الجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال تحت ستار الأمن والدفاع عن النفس تكشف عن نوايا حقيقية للقضاء على الهوية الفلسطينية وتجريد الشعب الفلسطيني من حقوقه الإنسانية المشروعة تحتاج هذه الجرائم إلى محاسبة دولية عاجلة

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى