في يوم السادس من أكتوبر، نُحيي ذكرى انتصار مصر الباسلة في حرب أكتوبر المجيدة. إن هذه المعركة تجسد صمود أبنائها وقوة إرادتهم في مواجهة التحديات، وتعتبر مناسبة لتذكر القيم النبيلة التي تعكس عزة الوطن وإصرار أبنائه على تحرير الأرض ورفع راية الكرامة عالياً.
هذه الذكرى ليست مجرد احتفالية سنوية، بل هي دعوة للتأمل في معاني السيادة والكرامة. فقد ترسخت قيم الشجاعة والوحدة الوطنية في نفوس المصريين عبر التاريخ، مما يجعل اليوم يومًا للاتحاد في ظل التحديات المتزايدة. تظل وحدة الصفوف السبيل الأوحد لحفظ سيادة وطننا وصون مصالحه.
وفي هذه المناسبة العظيمة، لا يمكننا سوى استذكار الروابط الأخوية التي تجمع بين مصر واليمن. فقد كانت مصر، منذ القدم، رمزًا للتعاون والدعم للأشقاء العرب. موقفها المشرف في دعم الثورة اليمنية عام 1962 يشهد على ذلك، حيث عكست تلك اللحظة روح الأخوة والتضامن بين الشعبين، إذ لم تكن المبادئ العادلة بشأن حق تقرير المصير مجرد شعارات، بل واقعًا حيًا من خلال تاريخنا المشترك.
إن اليمن يعبر عن عميق امتنانه لمصر، التي لم تتردد لحظة في تقديم الدعم خلال الأوقات الصعبة. يعد هذا الموقف النبيل تجسيدًا لروح التضامن العربي التي نُعلي من شأنها، آملين أن تمتد إلى كافة المجالات وتعزز قوتنا وتماسكنا في مواجهة التحديات التي تلوح في الأفق.
في سياق هذه الذكريات المباركة، نجدد تهانينا لمصر العظيمة ولشعبها الوفي. نسعى إلى أن تبقى مصر منارةً مضيئة تحمل شعلة العطاء والتضحية، حيث نتطلع نحو مزيد من التعاون الثنائي الذي يفتح آفاقًا جديدة لمواجهة التحديات المشتركة ويعزز من بناء مستقبل مشرق للأجيال القادمة.
وكل عام ومصر بخير، وكل عام وذكريات الشجاعة والمقاومة تُشعل في قلوبنا جذوة الإيمان بالوحدة والعطاء، لنكون جميعًا نواة صلبة في مواجهة الأزمات، مستلهمين من ثورة 14 أكتوبر 1963،
التي كانت حدثًا تاريخيًا هامًا ضد الاستعمار البريطاني في اليمن. تلك الثورة، التي انطلقت من منطقة الضالع نتيجة للمظالم الاجتماعية، أسفرت عن انتزاع الحرية وطرد القوات الاستعمارية، ما أدى إلى تأسيس جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية.
عبر مسار النضال هذا، استطعنا بناء مستقبل يمني مشترك، حيث اندمجت الجمهورية الجنوبية مع الجمهورية العربية اليمنية في 22 مايو 1990 لتشكل الجمهورية اليمنية. تُعتبر تلك الثورة رمزًا للحرية والنضال في تاريخ اليمن الحديث، وتؤكد على أهمية التضامن العربي في جميع الحقب الزمنية.
نؤكد على قيم الحب والإخاء، ونسعى لمزيد من التعاون، رافعين راية العزة معًا، لنصنع غدًا أفضل لأجيالنا القادمة.