مصر

لبنان ينهار: أكثر من مليون نازح داخلي وأزمة إنسانية خانقة

الأزمة الإنسانية في لبنان تتفاقم بشكل غير مسبوق وسط صمت دولي وتجاهل للمعاناة التي يعيشها الشعب اللبناني بفعل العدوان الإسرائيلي الأخير

تصريحات وزير الزراعة اللبناني تكشف حجم الكارثة الحقيقية التي يعاني منها البلد مع تفاقم أعداد النازحين في الداخل إذ تجاوزت المليون وأربعمئة ألف شخص

وهو ما يمثل تهديداً حقيقياً لوجود الدولة اللبنانية واستقرارها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي

العدوان الإسرائيلي الذي استهدف لبنان مؤخراً خلف وراءه دماراً هائلاً لا يقتصر فقط على المنشآت والبنية التحتية بل أيضاً على البشر الذين باتوا بين قتيل وجريح ونازح

فالأرقام التي كشف عنها وزير الزراعة اللبناني حول أعداد النازحين في الداخل اللبناني تشير إلى كارثة إنسانية بكل معنى الكلمة

حيث أكد أن هذا العدد الهائل من النازحين يشكل عبئاً كبيراً على الدولة اللبنانية التي باتت عاجزة عن تأمين الحد الأدنى من مقومات الحياة لهؤلاء النازحين

مما يجعل الوضع خطيراً للغاية ويهدد بانهيار المنظومة الاجتماعية والاقتصادية في البلاد

في ظل هذه الأزمة المتفاقمة تقف الحكومة اللبنانية عاجزة أمام هذا التدفق الهائل للنازحين الذين فقدوا منازلهم ومزارعهم ومصادر رزقهم بفعل الغارات الجوية والقصف المستمر الذي طال مختلف المناطق اللبنانية

الحكومة اللبنانية تجد نفسها أمام تحديات هائلة لتوفير الرعاية الصحية والتعليم والإيواء والمساعدات الغذائية لهؤلاء النازحين الذين يواجهون أوضاعاً معيشية بالغة الصعوبة وسط تفاقم الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالبلاد منذ سنوات

يأتي هذا العدوان الإسرائيلي في وقت يعاني فيه لبنان من أزمات سياسية واقتصادية خانقة فقد شهدت البلاد انهياراً اقتصادياً غير مسبوق خلال السنوات الأخيرة

إذ تراجعت قيمة العملة الوطنية بشكل كبير وارتفعت معدلات البطالة والفقر بشكل مخيف مما جعل الحكومة اللبنانية عاجزة عن تلبية احتياجات شعبها الأساسية ومع هذا العدوان الجديد تضاعفت الأزمات وزادت من صعوبة الوضع

حيث يعاني النازحون اللبنانيون من نقص حاد في المواد الغذائية والأدوية والمستلزمات الأساسية في ظل عجز الدولة اللبنانية عن تقديم الدعم المطلوب لهم

المجتمع الدولي يلتزم الصمت إزاء ما يحدث في لبنان في حين أن المؤسسات الدولية والمنظمات الإنسانية لم تقدم الدعم الكافي للتعامل مع هذه الكارثة الإنسانية

ورغم المطالبات المتكررة للحكومة اللبنانية بتدخل المجتمع الدولي لتقديم المساعدات الإنسانية الضرورية

إلا أن الاستجابة الدولية لا تزال ضعيفة وغير كافية لتلبية الاحتياجات الهائلة التي يفرضها هذا الوضع المأساوي

هذا النزوح الداخلي الكبير يضغط بشكل هائل على البنية التحتية اللبنانية الضعيفة أصلاً والتي تعرضت لدمار كبير بفعل القصف الإسرائيلي

حيث تعاني المناطق التي نزح إليها اللبنانيون من نقص حاد في المياه والكهرباء والصرف الصحي فضلاً عن الاكتظاظ السكاني الهائل الذي يفاقم الأوضاع المعيشية الصعبة ويزيد من انتشار الأمراض والأوبئة في ظل غياب الرعاية الصحية اللازمة

ويعبر المزارعون اللبنانيون بشكل خاص عن استيائهم وغضبهم من هذا الوضع إذ أن القطاع الزراعي اللبناني تعرض لضربة قاضية نتيجة العدوان الإسرائيلي الذي دمر آلاف الهكتارات من الأراضي الزراعية وألحق أضراراً جسيمة بالبيوت البلاستيكية والآلات الزراعية

مما جعل المزارعين عاجزين عن مواصلة أعمالهم الزراعية التي تشكل مصدر رزقهم الوحيد هؤلاء المزارعون وجدوا أنفسهم بلا مأوى وبلا مصدر رزق ما يجعلهم عرضة للفقر المدقع والجوع في ظل غياب الدعم الحكومي أو الدولي

الأزمة لا تقتصر على النازحين والمزارعين فقط بل إن جميع فئات الشعب اللبناني تأثرت بشكل أو بآخر جراء هذا العدوان

إذ يعاني الاقتصاد اللبناني من شلل شبه كامل في ظل تدمير البنية التحتية الحيوية التي يعتمد عليها البلد في إنتاج الطاقة والصناعة والتجارة وهو ما ينعكس سلباً على جميع مناحي الحياة في لبنان

ويتهم مراقبون الحكومة اللبنانية بالتقصير في مواجهة هذه الأزمة إذ أنها لم تتخذ الإجراءات اللازمة لحماية المدنيين وتوفير الملاذ الآمن لهم أثناء العدوان

بل إن الاستجابة الحكومية جاءت بطيئة وغير كافية لاحتواء تداعيات هذه الكارثة الإنسانية وهذا ما يزيد من غضب الشارع اللبناني الذي يشعر بالخذلان والإحباط من أداء حكومته في هذه المرحلة الحرجة

وفي ظل هذه الأوضاع المتدهورة يتساءل كثيرون عن مصير لبنان ومستقبله في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي وغياب الحلول السياسية والدبلوماسية التي من شأنها أن تنهي هذه الأزمة

فمع تزايد أعداد النازحين اللبنانيين يوماً بعد يوم وتفاقم الأوضاع الاقتصادية والمعيشية يبدو أن لبنان مقبل على مرحلة من الفوضى والانهيار التام

إذا لم يتم تدارك الوضع سريعاً وإيجاد حلول جذرية لهذه الكارثة التي باتت تهدد وجود الدولة اللبنانية نفسها

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى