مأساة طريق الجلالة: حصيلة فاجعة الحوادث المرورية تتصاعد في مصر
شهد طريق الجلالة في العين السخنة، يوم الاثنين 14 أكتوبر 2024، حادثًا مروعًا أدى إلى وفاة 12 طالبًا جامعيًا وإصابة 33 آخرين، إثر انقلاب أتوبيس كان يقلهم من جامعة الجلالة إلى سكنهم في مدينة العين السخنة، وفقًا لتصريحات وزارة الصحة.
هذا الحادث يعكس واقعًا مقلقًا ومؤلمًا عن سلامة الطرق في مصر في ظل تكرار مثل هذه الحوادث المأساوية.
خلال الأعوام الثمانية الأخيرة، بين عامي 2016 و2023، تُظهر البيانات الرسمية المأساوية أن حوادث الطرق كانت سببًا رئيسيًا في فقدان الأرواح، حيث سُجلت حوالي 56 ألف شخص فقدوا حياتهم بسبب حوادث الطرق، في حين بلغ عدد المصابين 589 ألفًا.
وهذا الإحصاء يكشف عن حجم الكارثة التي يتعرض لها المواطنون على الطرق المصرية.
على الرغم من الجهود الحكومية المبذولة لتطوير البنية التحتية، حيث أنفق قطاع النقل 530 مليار جنيه على تحسين الطرق والكباري خلال العقد الماضي، فإن عدد الحوادث لا يزال مرتفعًا بشكل مقلق.
وتشير التقارير إلى أن إجمالي الإنفاق على تطوير منظومة النقل قد وصل إلى 2 تريليون جنيه، ولكن هذا لم يكن كافيًا لوقف “نزيف الأسفلت”.
أرقام الحوادث على مر السنوات تعكس تذبذبًا ملحوظًا. ففي عام 2016، توفي 8211 شخصًا، بينما انخفض العدد إلى 6178 في عام 2020،
لكنه عاد للارتفاع ليصل إلى 7762 وفاة في عام 2022، ثم انخفض مرة أخرى في 2023 إلى 5861 وفاة. وهذا التباين في الأرقام يشير إلى وجود مشكلات أساسية في السلامة على الطرق.
وبالنسبة للإصابات، كانت الأرقام أكثر حدة. ففي عام 2016، سجلت البلاد 86.5 ألف إصابة، ثم ارتفعت إلى 96 ألف إصابة في العام التالي، لكن العدد انخفض إلى 51.5 ألف إصابة في عام 2021.
ومع ذلك، شهدت البلاد ارتفاعًا جديدًا في عام 2023 ليصل العدد إلى 71 ألف إصابة.
من الواضح أن المشاة كانوا الأكثر عرضة للخطر، حيث أظهرت البيانات أن وفيات حوادث الطرق خلال العامين الماضيين تأثرت بشكل كبير بفئة المشاة،
بينما كان الركاب في المرتبة الثانية من حيث الإصابات على مدى الأعوام الثمانية الماضية.
أرقام مفزعة تكشف معدل قسوة الحوادث. في عام 2016، كان معدل قسوة الحوادث 9.5%، بينما انخفض إلى 7.7% في عام 2017. في عام 2021، سجل المعدل 14.2%، مما يدل على أن الحوادث كانت أكثر فتكًا. وفي عام 2023، عاد المعدل للانخفاض ليصل إلى 8.3%.
هذه الأرقام تسلط الضوء على ضرورة اتخاذ إجراءات صارمة لضمان سلامة الطرق وحماية الأرواح.
يجب أن تكون هناك دراسة معمقة للأسباب وراء الحوادث المتكررة، بالإضافة إلى تطوير خطط وقائية فعالة.
إحصاءات عام 2016 أظهرت 8211 حالة وفاة، بينما في عام 2017 كانت 7370 حالة. وفي 2018، تراجعت الأرقام إلى 6760، ثم انخفضت إلى 6724 في عام 2019. في 2020، توفي 6178 شخصًا،
وتزايدت الأرقام إلى 7326 في 2021. وفي عام 2022، شهدت البلاد 7762 حالة وفاة، ثم انخفضت في 2023 إلى 5861 حالة.
أما بالنسبة للإصابات، فتوزعت الأرقام كما يلي: في 2016، كانت الإصابات 86.5 ألف، ثم ارتفعت إلى 96 ألف في 2017. وفي 2018، تراجعت إلى 91.6 ألف، وفي 2019 وصلت إلى 79.9 ألف.
أما في 2020، فقد انخفضت الإصابات إلى 56.8 ألف، واستمرت في الانخفاض لتصل إلى 51.5 ألف في 2021. وعادت لتسجل 56 ألف إصابة في 2022، ثم ارتفعت مرة أخرى إلى 71 ألف في 2023
ومن الملاحظ أن المشاة كانوا أكثر الضحايا على مدار العامين الماضيين، وهو أمر يستدعي الانتباه ويطرح تساؤلات حول السلامة العامة على الطرق.
تتضح أيضًا قسوة الحوادث من خلال “معدل قسوة الحادث”، الذي يعكس نسبة الوفيات إلى الإصابات.
حيث شهدت مصر في عام 2021 أعلى معدل قسوة بنسبة 14.2%، بينما انخفض المعدل في السنوات التالية، ليصل إلى 8.3% في عام 2023.
هذا يعكس وجود تحديات تتعلق بالسلامة على الطرق، بالرغم من الجهود المبذولة لتحسينها.
تؤكد البيانات الصادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن المنهجية المستخدمة في رصد الحوادث قد تغيرت.
حيث اعتمد المركزي على معلومات وزارة الداخلية حتى عام 2019، والتي لم تكن دقيقة في بعض الحالات،
ولكن بدءًا من 2020، استخدم بيانات وزارة الصحة، لتحديد الأرقام بشكل أكثر دقة. وهذا ما يعكس تغييرًا في دقة البيانات الخاصة بالإصابات.
في خضم هذه الأرقام المقلقة، يبقى السؤال الأهم: ماذا يجب أن نفعل للتصدي لمشكلة حوادث الطرق المتزايدة في مصر؟
يتطلب الأمر تكاتف الجهود بين الحكومة والمجتمع لتطوير استراتيجيات فعالة تعزز من سلامة الطرق وتقلل من المخاطر المرتبطة بها.
بشكل عام، إن الحادث المأساوي الذي وقع على طريق الجلالة يجب أن يكون دافعًا للعمل على تحسين الوضع الحالي.
فاستمرار الحوادث بهذا الشكل يعد إنذارًا بأن هناك ضرورة ملحة لإعادة النظر في السياسات المتبعة فيما يتعلق بالنقل والسلامة العامة.
تحتاج مصر إلى رؤية شاملة وخطط واضحة تساهم في تقليل الحوادث وتحسين السلامة على الطرق، وذلك حفاظًا على أرواح المواطنين، خاصة الشباب منهم الذين يشكلون مستقبل البلاد.
إن الوقت قد حان للانطلاق نحو خطوات جادة واستثمار فعلي في تحسين شبكة الطرق والبنية التحتية، لضمان عدم تكرار مثل هذه المآسي مرة أخرى.
إن تكرار مثل هذه الحوادث يعكس حاجة ملحة لتحسين السلامة على الطرق، وضمان بيئة آمنة لجميع مستخدمي الطريق، خاصة الطلاب الذين يمثلون جيل المستقبل.
إن الأرواح التي تُفقد يوميًا بسبب الإهمال أو عدم الكفاءة يجب أن تكون دافعًا قويًا لتحسين وضع الطرق في مصر.