تقارير

تصعيد دراماتيكي في الضفة وفضح شبكة تجسس كبرى تهز إسرائيل

في خضم تصاعد الأحداث والتوترات التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي سياسة القمع والعدوان بلا هوادة.

وهذا الأسبوع، شهدت مدينتي نابلس وحلحول شمال الخليل في الضفة الغربية هجومًا شرسًا من قبل قوات الاحتلال، حيث قامت باقتحامات عسكرية عنيفة.

وهدف هذا التصعيد واضح: إخضاع السكان الفلسطينيين وترويعهم، وذلك ضمن مخطط إسرائيلي مستمر منذ عقود لتفكيك النسيج المجتمعي الفلسطيني وفرض سيطرتها المطلقة على المنطقة.

قوات الاحتلال داهمت نابلس، المدينة التي تعاني منذ سنوات من حصار خانق وأعمال قمع ممنهجة. أحياء المدينة القديمة تحديدًا شهدت مواجهات عنيفة مع المواطنين الفلسطينيين الذين حاولوا التصدي لهذه القوات المدججة بالسلاح والعتاد الثقيل.

وبينما كانت القوات الإسرائيلية تحاصر الأحياء وتطلق النيران بشكل عشوائي، سارعت الطائرات المروحية العسكرية لتحلق فوق المنطقة،

ما زاد من حالة الرعب والخوف بين صفوف السكان الذين أصبحوا عاجزين عن الدفاع عن أنفسهم. في نفس الوقت،

كانت جرافات الاحتلال تعمل على تدمير ممتلكات المواطنين، وسط إدانات دولية خجولة وعاجزة عن ردع هذا التصعيد المتوحش.

أما في مدينة حلحول شمال الخليل، فكانت الأوضاع تتجه نحو تصعيد مشابه. قوات الاحتلال اقتحمت المدينة في ساعات الفجر الأولى وسط إطلاق نار كثيف.

الشوارع تحولت إلى ساحات مواجهة بين جنود الاحتلال والشبان الفلسطينيين الذين حاولوا مقاومة هذه الاقتحامات بالأسلحة البسيطة المتاحة لهم.

عمليات القتل والتدمير لم تتوقف عند هذه النقطة، بل تجاوزت ذلك إلى شن حملات اعتقال عشوائية

طالت العديد من الشبان الفلسطينيين، ضمن سياسة واضحة تهدف إلى تدمير مستقبلهم وتهجيرهم قسرًا من أرضهم.

على الجانب الآخر من الحدود، كانت الأراضي المحتلة في الشمال تشهد تصعيدًا خطيرًا هي الأخرى.

مستوطنة صفد في شمال إسرائيل كانت هدفًا لرشقة صاروخية كبيرة أطلقت من جنوب لبنان، وسط حالة من الهلع والذعر بين صفوف المستوطنين.

هذه الهجمات الصاروخية جاءت في وقت حساس للغاية، إذ كانت إسرائيل مشغولة بتصعيد عدوانها في الضفة الغربية وغزة، لتتفاجأ بضربة قوية على جبهتها الشمالية.

عمليات الاعتراض الإسرائيلية لم تكن كافية لمنع سقوط بعض الصواريخ في محيط المستوطنة، مما أدى إلى أضرار جسيمة في المنازل والممتلكات.

هيئة البث الإسرائيلية سارعت لتأكيد الخبر، مشيرة إلى أن خمسة صواريخ على الأقل سقطت في منطقة صفد، وأن اثنين من الإسرائيليين أصيبا بجروح نتيجة لسقوط صواريخ على ساحة أحد المنازل.

هذه الضربة التي أربكت إسرائيل جاءت في ظل تقارير أخرى عن إمكانية أن تكون هذه العملية الصاروخية مجرد بداية لتصعيد أكبر قد يشمل جبهات أخرى.

فالتحذيرات الصادرة من جنوب لبنان تشير إلى أن المقاومة هناك لا تزال على أهبة الاستعداد لأي مواجهة محتملة،

وأنها تملك القدرة على توجيه المزيد من الضربات الموجعة للكيان الإسرائيلي الذي يعاني من انقسامات داخلية غير مسبوقة.

وفي تطور خطير آخر، تم الكشف عن عملية استخباراتية نوعية قلبت الموازين رأسًا على عقب، عملية بقيادة إسماعيل قاآني قائد فيلق القدس الإيراني.

هذه العملية أسفرت عن كشف أكبر شبكة تجسس في لبنان تعمل لصالح إسرائيل، يقودها عنصر غربي يعمل بسرية تامة.

كانت إسرائيل تعتقد أنها نجحت في التغلغل داخل صفوف المقاومة في لبنان وضرب أحد المقرات الحساسة التي كان من المفترض أن يكون فيها قادة بارزون من بينهم قاآني نفسه،

لكن عملية الكشف هذه صدمت الأجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية وأثبتت أن المقاومة في لبنان لا تزال تمتلك قدرات هائلة على كشف العمليات الاستخباراتية الأكثر تعقيدًا.

إسرائيل لم تستطع إخفاء صدمتها من هذا التطور، خاصة وأنه يأتي في وقت تشتد فيه الضغوط عليها من كافة الجهات.

الاعتقاد الإسرائيلي السائد كان أن هذه الشبكة التجسسية قادرة على تقديم معلومات حيوية ومفصلية تمكنهم من تنفيذ ضربات دقيقة ضد المقاومة في لبنان،

لكن الكشف عن الشبكة ليس فقط حرم إسرائيل من هذه المعلومات، بل أسقط كل الخطط التي كانت تعتمد على هذه الشبكة لتنفيذ عمليات كبيرة ومؤثرة في المستقبل القريب.

النتائج التي تمخضت عن هذه العملية الاستخباراتية لا تقتصر على الجانب العسكري فقط، بل تتعدى ذلك لتشمل الجانب النفسي والرمزي.

المقاومة في لبنان أرسلت رسالة واضحة إلى إسرائيل والعالم أجمع إنها قادرة على مواجهة التحديات مهما كانت معقدة أو مدعومة بأجهزة استخبارات دولية.

هذا الفشل الإسرائيلي يعيد إلى الأذهان الفشل التاريخي الذي مُنيت به في عدة حروب سابقة،

ويؤكد أن الكيان الإسرائيلي لا يزال هشًا أمام المقاومة، مهما حاول إظهار قوته العسكرية والتكنولوجية.

وفي ظل هذه التطورات، تبقى التساؤلات حاضرة: هل سيتوقف هذا التصعيد عند حدود المواجهات الحالية أم أننا على أعتاب مرحلة جديدة من التصعيد العسكري في المنطقة؟

هل سترد إسرائيل بشكل أكبر على هذه الصواريخ التي سقطت على صفد؟ وكيف ستواجه الخسائر الاستخباراتية الفادحة التي تكبدتها بعد فضح شبكة التجسس في لبنان؟

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى