إقتصادتقارير

مليشيا الدعم السريع تسيطر على تجارة السودان وتمنع التصدير لمصر

في تطور دراماتيكي يشهده الوضع الاقتصادي في السودان حظرت مليشيا الدعم السريع تصدير السلع الأساسية إلى مصر

مما يضع الاقتصاد السوداني أمام تحديات خطيرة ويعكس نفوذ هذه المليشيا على الأسواق المحلية وعلاقات السودان التجارية الخارجية

التجار في مختلف المدن السودانية يشعرون بوطأة هذه القرارات التي جاءت بشكل مفاجئ بعد أن كانت هناك آمال في تحسين الصادرات وتعزيز الاقتصاد المحلي

بحسب بيانات رسمية فإن حجم الصادرات السودانية إلى مصر كان قد بلغ في العام الماضي 250 مليون دولار أمريكي

ويمثل ذلك نحو 20 بالمئة من إجمالي الصادرات السودانية هذا يعني أن منع تصدير السلع إلى مصر سيؤدي إلى خسائر فادحة للمصدرين والمزارعين

تجار البقوليات والحبوب الأساسية يعبرون عن قلقهم البالغ نتيجة هذا القرار حيث أن الفول السوداني الذي يشتهر به السودان قد كان يمثل أحد السلع الرئيسية التي يتم تصديرها إلى مصر بمعدل سنوي يصل إلى 100 ألف طن ويشكل ما يزيد عن 30 بالمئة من الإنتاج المحلي

ويعتبر الفول جزءاً أساسياً من النظام الغذائي المصري مما يجعل هذا الحظر يمثل ضربة مزدوجة لكل من الاقتصاد السوداني والمصري

تشير التقارير إلى أن مليشيا الدعم السريع قامت بفرض سيطرتها على المعابر الحدودية ومنعت الشاحنات المحملة بالسلع من عبور الحدود إلى مصر وهو ما يعكس التوتر المتصاعد في العلاقات التجارية بين البلدين

هذه الخطوة تعكس تصاعد الصراع بين المليشيا والحكومة الانتقالية ويؤكد على قوة المليشيا في إدارة الأسواق واستغلال الأزمات لتحقيق مصالحها الشخصية

تجار الخضار والفواكه أيضاً يواجهون ضغوطات نتيجة هذه القرارات حيث أن تصدير المنتجات الزراعية إلى مصر كان يمثل شريان الحياة للعديد من المزارعين المحليين والذين يعتمدون على هذه التجارة لتأمين لقمة عيشهم

هذا القرار يعني أن الآلاف من المزارعين سيواجهون صعوبة في بيع محاصيلهم مما يؤدي إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية في المناطق الريفية

بجانب ذلك فإن تأثير هذا القرار يتجاوز حدود السودان حيث يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع الغذائية في الأسواق المصرية

مما يهدد الأمن الغذائي في البلاد ووفقاً لتقديرات الخبراء فإن أسعار الفول قد ترتفع بنسبة تصل إلى 50 بالمئة في السوق المصري نتيجة هذا الحظر وهو ما يضع ضغوطاً إضافية على الأسر المصرية في ظل أزمة اقتصادية خانقة بالفعل

المحللون يرون أن هذا القرار قد يكون جزءاً من استراتيجية أوسع تهدف إلى زيادة السيطرة الاقتصادية والسياسية من قبل مليشيا الدعم السريع على مفاصل الدولة السودانية

فعلى الرغم من الاتفاقيات التي تم توقيعها لإدارة الموارد وتوزيع الثروات إلا أن المليشيا تواصل فرض هيمنتها على التجارة مما يثير مخاوف من تفاقم الأوضاع

في خضم هذه الأزمات تبرز تساؤلات عديدة حول مصير التجارة بين السودان ومصر وكيف ستتطور الأحداث في الأيام القادمة

التجار والمزارعون في السودان يخشون من أن تكون هذه الخطوة بداية لتقييد المزيد من السلع الأساسية مما يهدد الاستقرار الاقتصادي في المنطقة

المواطنون في مصر أيضاً عليهم مواجهة آثار هذه الأزمات حيث أنهم يعتمدون على الواردات من السودان لتعزيز احتياجاتهم الغذائية

هذا الأمر يعكس طبيعة العلاقات الاقتصادية بين البلدين والتي تتأثر بشكل كبير بالصراعات الداخلية في السودان

علاوة على ذلك فإن منع تصدير السلع إلى مصر سيؤدي إلى فقدان فرص العمل في السودان

حيث يعتمد العديد من الأشخاص على هذه التجارة كمصدر رئيسي للدخل وهذا قد يؤدي إلى تفشي البطالة وزيادة معدلات الفقر في المجتمع السوداني

مع استمرار هذه الأوضاع المتوترة يبقى السؤال المطروح هل ستتمكن الحكومة السودانية من استعادة السيطرة على الأسواق

ووقف تغول مليشيا الدعم السريع على التجارة الداخلية أم أن هذا الصراع سيستمر ويؤدي إلى مزيد من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية

في النهاية فإن الوضع الاقتصادي في السودان يشهد تقلبات غير مسبوقة في ظل هذه الظروف المعقدة حيث تتداخل عوامل السياسة والاقتصاد

مما يجعل من الصعب التنبؤ بمستقبل التجارة بين السودان ومصر وبالتأكيد فإن هذا الحظر لن يكون له آثار قصيرة المدى بل سيستمر تأثيره لسنوات قادمة على مختلف الأصعدة

إذاً فإن السودان يقف على حافة أزمة اقتصادية جديدة تتطلب تضافر الجهود لاستعادة السيطرة على التجارة والموارد وإيجاد حلول فعالة للأزمات المتزايدة

هذه الأحداث تمثل ناقوس خطر يجب الانتباه له حيث أن استمرار هذه الأوضاع قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة تهدد الأمن الغذائي والاقتصادي في المنطقة بأسرها

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى