دراسة..ازدياد حدة المقاومة على مختلف الجبهات منذ بداية أكتوبر الحالي، وتحقيق قفزة نوعية في أدائها العسكري.
كشفت دراسة أعدها الباحث الإعلامي الفلسطيني، عدي جعار، عن ما وصفه بـ “قفزة نوعية في أداء المقاومة على مختلف الجبهات”. واعتمد في دراسته على بلاغات فصائل المـقاومـة منذ بداية أكتوبر الحالي حتى نهاية يوم الثلاثاء 15 تشرين الأول/أكتوبر الجاري.
وشملت الدراسة جميع الفصائل الفلسطينية، بالإضافة إلى بلاغات الجبهات في لبنان والعراق واليمن، مع العودة إلى أخبار عمليات الضفة والداخل والاشتباكات اليومية في المخيمات.
وأشار جعار إلى أنه عمل على تحليل ما يزيد عن 500 بلاغ عسكري من زاوية “حرب الاستنزاف”.
ووفق الدراسة التي نسخة منها، فقد استهدفت المقاومة في مختلف الجبهات قرابة 90 آلية للاحتلال، ودمّرت الكثير منها خاصة على الجبهة اللبنانية، وتعرضت “إسرائيل” لأكثر من 132 عملية إطلاق صاروخي وطائرات مسيّرة استهدفت جميع الأراضي المحتلة وصولًا إلى الجولان، واعترف الاحتلال بوقوع 39 قتيلًا ومئات الإصابات على مختلف الجبهات، فيما تؤكد بلاغات المقـاومة أن العدد يبلغ أكثر من ذلك بكثير
وفي غزة تُشير أرقام المقـاومة إلى تجدد عافيتها – ولو جزئيًا – وقدرتها على الاستمرارية وإدارة مواردها، فقد استهدفت خلال الفترة المرصودة بالدراسة، 65 آلية، ونفذت 14 عملية قالت إنها أوقعت خلالها مجموعات من الجنود – لم تحدد العدد في كل مجموعة – بين قتيل وجريح، بالإضافة إلى 35 جنديا أكدت أنها أوقعتهم بين قتيل وجريح.
وكشفت الدراسة عن أن المقاومة في غزة نفذت ما يزيد عن 35 عملية استحكام مدفعي بـ “الهاون” ورجوم وصواريخ 107 على أهداف للاحتلال داخل قطاع غزة أهمها نتساريم، إضافة إلى قصف تل أبيب وسديروت وعسقلان وعدد من مستوطنات الغلاف، وتنفيذ 5 عمليات قنص.
وأشار جعار في دراسته إلى أن “هذه الأرقام تعود بنا إلى أرقام الـ6 أشهر الأولى من العدوان على غزة، ما يشير إلى قدرة المقاومة على التجدد، ولو بشكل جزئي، وفي نقاط معينة”.
أما في الضفة الغربية والداخل المحتل، فقد كان هذا الشهر هو الأصعب على الاحتلال منذ بدء الحرب، بحسب الدراسة، فقدت نفذت المقــاومة 4 عمليات في الداخل المحتل اعترف الاحتلال فيها بوقوع 10 قتلى و38 مصابًا.
واعترف الاحتلال كذلك بـ4 إصابات أخرى في اشتباكات مخيم “بلاطة” بمدينة جنين شمال الضفة الغربية، إضافة إلى تفجير عشرات العبوات الناسفة بالآليات والقوات في “جنين” و”طولكرم” و”نابلس” و”طوباس” شمال الضفة الغربية المحتلة.
ولفتت الدراسة إلى أن الجبهة اللبنانية كانت الأعنف خلال الأسبوعين الماضيين، بواقع 231 عملية استهداف لتجمعات جنود وتحركات ومرابض مدفعية بمختلف أنواع الأسلحة، وأكثر من 87 عملية إطلاق صاروخي استهدفت مناطق متعددة من فلسطين المحتلة، وتركزت في صفد وحيفا وضواحي “تل أبيب” ووصلت إلى نتانيا.
وأضافت الدراسة تقول إن “الأيام الماضية تشير إلى تصاعد أكبر في استهداف مدينة حيفا حتى أصبحت تعادل ضربات صفد في الشهر الماضي”.
وأعلنت المقاومة الإسلامية في لبنان عن تدمير 17 آلية قالت في معظمها إنها قتلت وجرحت كل من فيها، إضافة إلى تنفيذ 16 عملية أكدت خلالها أنها أوقعت في كل عملية مجموعة من الجنود بين قتلى وجرحى دون تحديد العدد في كل مجموعة، بحسب البلاغات العسكرية التي استندت إليها الدراسة.
وأوضحت الدراسة كذلك أن الجبهة العراقية تعطي ثقلها الأكبر في الضرب للجولان السوري المحتل، فقد نفذت 37 عملية باستخدام الطائرات المسيرة في معظمها، وبعضها باستخدام صواريخ كروز، استهدفت بأكثر من 75 بالمئة من عملياتها الجولان المحتل، ونجحت في إحدى الضربات بضرب معسكر للواء “غولاني” التابع لجيش الاحتلال، الذي اعترف بعدها بمقتل جنديين ووقوع 24 مصابًا 2 منهم بحالة خطيرة.
وبحسب الدراسة أيضا، فقد نفذت الجبهة اليمنية خلال الفترة المرصودة 12 عملية خلال 15 يومًا، 7 منها عمليات استهداف صاروخي وطائرات مسيرة تركزت معظمها في يافا شمال فلسطين المحتلة، واستهدفت 5 سفن أمريكية وبريطانية كُنَّ في طريقهم نحو فلسطين المحتلة.
وتطرقت الدراسة إلى الضربة الإيرانية “الوعد الصادق 2” التي استهدفت مواقع عسكرية للاحتلال يوم 1 تشرين الأول/أكتوبر الجاري، “حيث كشف إعلام الاحتلال، وبعد أسبوعين على مضيّها أنها تسببت بخسائر قدرت بثلاثة وخمسين مليون دولار، وأن عدد الشقق الفاخرة التي تضررت بلغ 150 شقة سكنية، وأن الضربة نجحت في استهداف 10 مواقع بعضها مواقع عسكرية”.
ويؤكد الباحث جعار أن الأرقام تُشير “أن هناك قرارًا جَمعيًا بين قوى المقاومة بالمنطقة بتحويل الحرب إلى حرب استنزاف طويلة الأمد، وهذا لا تُشير إليه الأرقام فقط، بل كلمة الناطق باسم كتائب القسام أبو عبــيدة التي نشرت في ذكرى مرور عام على طوفان الأقصى، والتي أكدت معركة عض الأصابع والمنهزم من سيصرخ أولًا”