تقاريرعربي ودولى

عقوبات اقتصادية قاسية على مصر بفعل عقوبات قوات الدعم السريع المفاجئة

تداولت وسائل التواصل الاجتماعي أخبارًا خطيرة ومقلقة عن قرارات مفاجئة تتعلق بفرض عقوبات اقتصادية على مصر من قبل قوات الدعم السريع في السودان.

ومن المثير للدهشة أن هذه العقوبات تأتي في وقت تتصاعد فيه التوترات بين الطرفين، حيث أعلن أحد المؤيدين لهذه القوات نيتهم الحرمان من تصدير الإبل والضأن والصمغ الكردفاني والصمغ الدارفوري، وهي سلع أساسية تسيطر عليها قوات الدعم السريع.

ومن الواضح أن هذه الخطوة ليست مجرد قرار عشوائي، بل تعكس حالة من الاستياء المتزايد من قبل هذه القوات تجاه مصر، التي تُعتبر المستفيد الأول من موارد السودان منذ عام 1956.

بموجب قرار رسمي يحمل توقيع المستشار العام لقوات الدعم السريع، النذير يونس أحمد، صدرت توجيهات حاسمة بعدم السماح بعبور مجموعة من السلع والمعادن إلى مناطق سيطرة الجيش السوداني.

وهذه السلع تشمل أنواعًا متعددة من الماشية مثل الإبل والأبقار والضأن والماعز، بالإضافة إلى مواد حيوية مثل الصمغ بأنواعه والفول السوداني وزيت الطعام والذرة والذهب.

ومن الواضح أن هذا القرار يهدف إلى تشديد الخناق على مصر التي تعتمد على هذه الواردات الحيوية من السودان.

ومن جهة أخرى، لم تتردد قوات الدعم السريع في إصدار تحذيرات شديدة اللهجة إلى التجار السودانيين، حيث حذر المك أبو شوتال، أحد قادة هذه القوات، من تصدير أي سلع إلى مصر، مؤكدًا أن أي انتهاك لهذا القرار سيواجه بأقسى العقوبات.

وذهب إلى حد القول إنه حتى تصدير فنجان من الصمغ العربي سيتعرض للمسائلة، مما يعكس مدى التوتر الذي يسود الأجواء بين الجانبين.

يأتي هذا التصعيد في ظل اتهامات متبادلة بين الجانبين. فحميدتي، قائد قوات الدعم السريع، اتهم مصر بالتدخل في الشؤون السودانية، مشيرًا إلى قصف طيرانها لقواته لدعم الجيش السوداني.

وقد نفت وزارة الخارجية المصرية هذه الاتهامات، مؤكدة أن مصر تعمل على دعم السلام في السودان وتحسين الأوضاع الإنسانية، وهو ما يعكس التناقض الكبير في المواقف بين الطرفين.

تستورد مصر عددًا من السلع الحيوانية والزراعية من السودان، بما في ذلك اللحوم والفول السوداني والصمغ العربي. ومع ذلك، فإن تصريحات قوات الدعم السريع قد تثير قلقًا واسع النطاق حول إمكانية توفر هذه السلع في السوق المصرية.

ورغم تحذيرات الدعم السريع، أكدت وزارة التموين المصرية أن مصر تمتلك احتياطيًا من اللحوم المستوردة من دول أخرى مثل جيبوتي والصومال، وهو ما قد يساعدها على تجاوز تأثيرات العقوبات المحتملة.

أكدت وزارة التموين أنها تواصل استيراد اللحوم من السودان والصومال وجيبوتي، حيث يتمتع السوق المصري برصيد يصل إلى 20 ألف رأس من الماشية، ما يضمن تلبية احتياجات السوق دون أي تأثيرات سلبية فورية.

ولكن، لا تزال المخاوف قائمة من أن تتصاعد التوترات، مما قد يؤدي إلى تأثيرات على السوق المصرية، خاصة في ظل التقلبات السياسية والأمنية في المنطقة.

وفي الوقت الذي يشدد فيه الدعم السريع على موقفه الحازم تجاه مصر، يبرز الخبير العسكري والاستراتيجي، اللواء سمير فرج، قائلًا إن مصر لا تعتبر طرفًا في النزاع الدائر في السودان، بل تلتزم الحياد، وتركز على دعم الجيش الذي يمثل مؤسسات الدولة.

ورغم ذلك، فإن الوضع الحالي يعكس تصعيدًا غير مسبوق في العلاقات بين السودان ومصر، مما يستدعي التفكير العميق حول تداعيات هذه الخطوات.

تجدر الإشارة إلى أن هذه الأحداث تأتي في وقت حرج يمر به السودان، حيث تشهد البلاد نزاعًا داخليًا مستمرًا، مما يزيد من تعقيد الأوضاع ويجعلها أكثر هشاشة.

فالمواقف المتطرفة التي تتخذها قوات الدعم السريع تعكس انقسامًا داخليًا عميقًا، وتهدد بتفاقم الأزمات الإنسانية والاقتصادية في المنطقة.

في ظل هذه الأجواء المشحونة، يتوجب على المجتمع الدولي التدخل لضمان استقرار الأوضاع في السودان، والتخفيف من حدة التوترات بين الخرطوم والقاهرة.

فالعواقب الوخيمة لتصعيد هذه الأزمات قد تؤدي إلى تداعيات خطيرة على المستوى الإقليمي، وتضع ضغوطًا إضافية على الدول المجاورة.

وإن قرار قوات الدعم السريع بفرض عقوبات اقتصادية على مصر يمثل نقطة تحول حادة في العلاقات بين الجانبين، حيث تتجلى التوترات المتزايدة بشكل واضح.

وفي ظل التحديات الاقتصادية والسياسية الراهنة، يبقى مصير التعاون بين البلدين معلقًا، مما يجعل المشهد الإقليمي أكثر تعقيدًا وتشابكًا.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى