صنبو تغرق في الإهمال .. الأهالي يصرخون شوارعنا مستنقعات وحقوقنا في خطر
تتوالى المآسي في قرية صنبو التابعة لمركز ديروط بمحافظة أسيوط حيث تحول الحلم إلى كابوس وامتزجت الآمال بالهموم نتيجة للإهمال الفاضح من مقاول مشروع الصرف الصحي الذي أصبح مصدرًا للمعاناة اليومية لسكان القرية
وبدلاً من أن يوفر لهم الخدمة التي يحتاجونها أصبح سببًا في تعكير صفو حياتهم تفوح الروائح الكريهة من برك المياه التي تسد الشوارع وتهدد سلامتهم
مما جعل التنقل بين أزقة القرية أمرًا بالغ الصعوبة واستحال على المواطنين السير في شوارعهم التي باتت وكأنها حواجز عازلة بين الناس ومنازلهم
يتعاظم الخطر مع كل يوم يمر إذ لا يوجد أي متابعة أو إشراف على الأعمال الجارية ولا يبدو في الأفق أي علامة على وجود مهندس أو مشرف يعمل على إتمام المشروع بالشكل الصحيح
الأمر الذي يثير التساؤلات حول مدى الالتزام بالمعايير المطلوبة والجدول الزمني المحدد لتنفيذ الأعمال
هذه الحالة من الإهمال تكشف عن غياب المساءلة وعدم الالتزام بالمواصفات التي تضمن سلامة المشروع وتزيد من شدة المعاناة
مواطنو قرية صنبو لا يستسلمون أمام هذا الواقع المرير بل يرفعون أصواتهم مطالبين بضرورة تكثيف المتابعة الميدانية للمشروع والعمل على مطابقة التنفيذ مع ما هو مخطط له
وقد قدموا مطالباتهم بحل جذري وسريع للمشاكل التي يواجهونها والتي باتت تهدد حياتهم اليومية ومستوى المعيشة لديهم
فالطرق المغمورة بالمياه والمخلفات أصبحت تعكس صورة سلبية عن القرية وتزيد من حالة الإحباط التي يعاني منها الجميع
لا يخفى على أحد أن مدخل القرية الغربي الذي يُعرف بشارع البساتين يعاني بشكل خاص من تدني مستوى الخدمة
حيث أصبحت الطرق غير صالحة للاستخدام الآدمي وتحولت إلى برك من المياه الراكدة التي تنقل الأمراض وتؤثر سلبًا على صحة المواطنين
ومع عدم وجود أي تحرك واضح من الجهات المعنية نجد أن الأمر أصبح يستدعي التدخل الفوري وضرورة اتخاذ إجراءات سريعة لضمان عودة الأمور إلى نصابها الصحيح
الأمور لا تتوقف عند هذا الحد بل تتجاوز ذلك إلى تفشي ظاهرة بيع نواتج الحفر خارج المشروع مما يساهم في تقليص الكمية المتاحة للردم ويرفع من مستوى الفوضى الحاصلة في القرية هذه الممارسات تعكس غياب الرقابة
وتؤكد أن هناك من يستغل الأوضاع لتحقيق مكاسب شخصية على حساب صحة وسلامة المواطنين الأمر الذي يتطلب من المسؤولين التحرك فورًا لوضع حد لهذه الانتهاكات
وفي ظل هذا الوضع الكارثي الذي تعيشه قرية صنبو يطالب المواطنون الجهات المسؤولة بالتدخل العاجل لإصلاح الشوارع وإعادة ردم البرك التي غزت أزقة القرية
فالأمر لم يعد يحتمل التأجيل فالحياة اليومية للمواطنين في خطر محدق ومعاناتهم تتصاعد بشكل يومي إنهم يعبرون عن استيائهم من عدم الاستجابة لمطالبهم
ويؤكدون أن الحقوق الأساسية لكل مواطن تشمل الحصول على بيئة نظيفة وآمنة تتناسب مع مستوى الإنسانية
وفي الوقت الذي ينشغل فيه الجميع بالمشاكل اليومية يجب أن يتذكر المسؤولون أن لكل مشكلة حلًا يتطلب فقط الإرادة والنية الصادقة للعمل على تحسين الأوضاع
إن التهاون في معالجة القضايا المحلية يعني ترك المواطنين يواجهون مصيرهم وحدهم بينما تستمر معاناتهم وتتفاقم أوجاعهم هذا الوضع يفرض تحديات جديدة ويتطلب من المسؤولين أخذ زمام المبادرة لتحسين الأوضاع وتخفيف المعاناة
هناك حاجة ماسة لوضع خطة عمل عاجلة تستند إلى إشراك المجتمع المحلي في مراقبة سير المشروع وتقديم الاقتراحات الفعالة التي تسهم في تجاوز العقبات الحالية
فالشفافية والمصداقية هما الأساسان اللذان يجب أن يبنى عليهما أي مشروع يهدف إلى تحسين مستوى حياة الناس
إن إشراك المجتمع يمكن أن يكون له أثر إيجابي على تطوير الخطط اللازمة لتنفيذ المشروع بشكل أفضل مما يضمن تحقيق الأهداف المرجوة من البداية
لذا يرفع مواطنو قرية صنبو أصواتهم مطالبين بحقوقهم في حياة كريمة وبيئة نظيفة آمنة لهم ولأطفالهم فهم يستحقون أكثر من مجرد وعود أو تسويف إن صمت الجهات المسؤولة يعني قبول الوضع الحالي
وبالتالي يجب أن يتم اتخاذ إجراءات فورية وسريعة لوضع الأمور في نصابها الصحيح وتحسين مستوى الخدمات المقدمة يجب أن تكون هناك خطة طموحة تراعي احتياجات المواطنين وتعمل على تحقيق آمالهم وطموحاتهم
فليكن صوت المواطن هو الدافع للتغيير وليكن الإهمال هو الشرارة التي تشعل الحماس للعمل من أجل بناء مستقبل أفضل إن الإهمال ليس خيارًا بل هو جريمة في حق الإنسانية
ويجب أن يتحمل الجميع مسؤوليته إن قريه صنبو تستحق أن تعود إلى الحياة وأن تتخلص من الفوضى التي تعيشها
وعليه فإن الكلمة الآن للمسؤولين ليكونوا عند حسن الظن ويعملوا جاهدين لإنقاذ هذه القرية من براثن الإهمال والخراب