تقاريرعربي ودولى

حرب البراميل المتفجرة: الاحتلال الإسرائيلي يحاصر عائلات غزة في الفالوجا

تسير الأوضاع في شمال غزة نحو مأساة حقيقية تتجاوز التصورات إذ يواجه السكان في منطقة الفالوجا غرب مخيم جباليا واقعًا كارثيًا يتسبب فيه الاحتلال الإسرائيلي بجرائمه المروعة

حيث تتوالى التقارير حول استخدامه البراميل المتفجرة لنسف المنازل في الأحياء السكنية مما يهدد حياة العائلات المحاصرة هناك إذ أن تلك الأفعال ليست مجرد اعتداءات عسكرية

بل هي جريمة منظمة تستهدف السكان المدنيين في خرق صارخ للقوانين الدولية ولأبسط حقوق الإنسان.

المراسل الصحفي أنس الشريف يتحدث عن واقع مرير يعيشه الأهالي هناك حيث يستعرض حالة من الذعر والفزع تتملك عشرات العائلات المحاصرة التي أصبحت محاصرة بين أنقاض منازلها ونيران الاحتلال فمع نفاد المواد الغذائية والمياه والأدوية،

يجد الأهالي أنفسهم في موقف حرج للغاية إذ لا مفر من البقاء في منازلهم المهددة بالدمار الكلي أو الخروج من تلك المنازل إلى مصير مجهول يرافقه خطر الاستهداف المباشر من قبل القناصة الإسرائيليين.

أولئك الذين يتجرأون على الحركة خارج منازلهم عرضة لخطر الموت الفوري مما يضطرهم إلى البقاء في مكان محاصر في ظروف إنسانية مزرية

فالجوع والمرض يفتكان بأجسادهم في الوقت الذي يعاني فيه العالم من صمت غير مبرر أمام تلك الانتهاكات الإنسانية الواضحة والمخزية في القرن الواحد والعشرين.

وفيما يستمر هذا العدوان المستمر على المدنيين، يعبر مجلس الأمن الدولي عن قلقه من الأحداث التي شهدتها مواقع قوة اليونيفيل في جنوب لبنان حيث تم استهدافها بإطلاق نار مما أدى إلى إصابة عدد من الأفراد

وقد عبرت الأمم المتحدة عن قلقها العميق إزاء هذا الوضع غير المستقر والذي قد يؤثر بشكل كبير على الأمن الإقليمي، إلا أن هذا القلق يبدو كأنه لا يتجاوز الكلمات الخجولة التي لا تحرك ساكنًا في ميدان المعاناة.

على الجانب الآخر، يطل علينا القيادي في حركة حماس أسامة حمدان ليؤكد أن ما يحدث في غزة هو جزء من استراتيجية الاحتلال الذي يسعى لاستخدام أقصى درجات القوة لتغيير الحقائق على الأرض ومحاولة رسم صورة إنجازات وهمية لجيشه في عيون المجتمع الإسرائيلي

مشيرًا إلى أن تلك الخطط العسكرية لم تعد تخفى على أحد فهي لا تتجاوز كونها محاولة لدغدغة عواطف الجمهور الإسرائيلي في ظل الوضع الراهن الذي يشهد تراجعًا كبيرًا في شعبية حكومة الاحتلال أمام عيون العالم.

ومع ذلك، يشدد حمدان على أن عمليات المقاومة ستستمر وتتسع لتدافع عن الشعب الفلسطيني في ظل هذه الظروف القاسية

فهناك إصرار على مواجهة هذا العدوان الذي لا يرحم المدنيين وأيضًا على تفكيك تلك المخططات الاحتلالية التي لا تتورع عن إراقة دماء الأبرياء وتدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها.

إن معركة الشعب الفلسطيني في مواجهة هذا الاحتلال ليست مجرد معركة عسكرية بل هي صراع من أجل البقاء والكرامة

حيث يتعين على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته وأن يتخذ موقفًا حازمًا تجاه هذه الانتهاكات المتكررة التي تستهدف الوجود الفلسطيني في مختلف بقاع الأرض وليس فقط في غزة، فكل يوم يمر يضيف فصلًا جديدًا من فصول المعاناة والشقاء.

في خضم هذا الوضع المتأزم، يدرك الجميع أن القتل والتدمير ليس هو الحل وأن أي محاولة لفرض واقع جديد بالقوة لن تجلب إلا مزيدًا من الألم والمعاناة

إذ أن التاريخ يثبت أنه لا يمكن انتزاع حقوق الشعوب بقوة السلاح، وبالتالي فإن أي سلام حقيقي لن يتحقق إلا بالاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني وإعادة بناء الثقة المتبادلة بين الأطراف المتنازعة.

ومع استمرار قصف المدنيين ونفاد المواد الغذائية والمياه، يتراءى أن الشعب الفلسطيني يواجه تحديات أكبر من أي وقت مضى

فالمشاهد التي تأتي من الفالوجا ومن باقي المناطق في غزة تنذر بكارثة إنسانية حقيقية تحتاج إلى تدخل عاجل من المجتمع الدولي لإنقاذ المدنيين المحاصرين.

إن رسائل المقاومة التي يطلقها الشباب الفلسطيني في مختلف أماكن تواجدهم هي مؤشرات واضحة على أن الشعب الفلسطيني لا يزال متمسكًا بحقه في الدفاع عن أرضه وبقائه في وطنه مهما كلف الأمر

فحتى مع تصاعد قسوة الاحتلال وتزايد استخدامه للأسلحة المحرمة دوليًا، يبقى الأمل في النصر والحرية هو الشعار الذي يرفعه الشعب الفلسطيني في وجه الظلم.

ما يحدث الآن في غزة ليس مجرد صراع محلي بل هو مسألة تهم الإنسانية جمعاء إذ أن كل صوت يرتفع مطالبًا بالعدالة يجب أن يتعالى

ويجب أن يتم دعم الحق الفلسطيني في مواجهة الاحتلال العسكري الذي لا يرحم فهو لا يستهدف الأرض فحسب بل يستهدف وجود الشعب الفلسطيني في حد ذاته.

إن على العالم أن يتحرك بسرعة وأن يدرك أن السكوت أمام هذه الجرائم سيشكل علامة عار في تاريخ الإنسانية

فالتاريخ لا يرحم من يتجاهل حقوق الآخرين ويصم آذانه عن نداءات الإنسانية، وعليه فإن لكل لحظة تمر دون تحقيق العدالة نتائج مأساوية قد تطول آثارها إلى ما بعد الحدود الجغرافية.

لقد بات واضحًا أن المعاناة لن تتوقف إلا بتحقيق العدالة وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه الوطنية

فالحل السياسي الحقيقي هو الطريق نحو الأمن والاستقرار وليس المزيد من الأسلحة والعمليات العسكرية التي لا تجلب إلا الدمار والخراب.

من هنا، تبرز ضرورة تضامن الشعوب الحرة مع حقوق الشعب الفلسطيني والتفاعل مع معاناته بما يضمن تحقيق العدالة والمساواة

فالوضع في غزة يستدعي وقفة جادة من جميع الضمائر الحية في العالم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه ولتوجيه رسالة قوية للاحتلال بأن العالم لم يعد يقبل بتجاهل حقوق الشعوب تحت أي مبرر.

إن الانتصار للحق والعدل هو السبيل الوحيد نحو مستقبل أكثر إشراقًا للجميع مستقبل يضمن العيش بكرامة وحرية

بعيدا عن سطوة الاحتلال وبعيدًا عن الأزمات المتكررة فالشعب الفلسطيني يستحق أن يعيش في وطنه بكرامة وأن يحقق تطلعاته وأحلامه دون قيود أو حصار.

إنه الوقت الآن لمحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم فالسكوت لن يجدي نفعًا والعالم مدعو ليتحمل مسؤولياته الأخلاقية والسياسية تجاه

ما يحدث في غزة إذ لا يمكننا الاستمرار في تجاهل المعاناة المروعة التي يعيشها ملايين الفلسطينيين والذين باتوا في أمس الحاجة إلى الدعم والمساعدة.

كل هذه الأحداث الجارية في شمال غزة هي بمثابة إنذار خطير للعالم بأسره فالمأساة تتفاقم في كل لحظة والمخاطر تتزايد وعليه

يجب أن تتضاف الجهود لنصرة القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب حق الشعوب في الدفاع عن وجودها ومقاومة الظلم والاضطهاد.

إن الشعب الفلسطيني يثبت في كل يوم أنه لا يزال متمسكًا بحقه في البقاء والكفاح من أجل حريته وهو يتجاوز المحن والصعوبات

ليؤكد على إرادته التي لا تنكسر مما يجعله مثالًا حيًا للصمود والمقاومة في وجه الاحتلال.

وبذلك، تبرز الصورة القاتمة التي تعكس واقع الشعب الفلسطيني في زمن الاحتلال إذ أن كل صوت ينادي بالحق

هو بمثابة صرخة في وجه الظلم وكل مقاومة ضد الاحتلال هي خطوة نحو التحرر من قيود الذل والهوان.

إن على العالم أن يعي أن القضية الفلسطينية ليست مجرد قضية إقليمية بل هي قضية إنسانية تهم كل من يسعى إلى عالم أكثر عدالة وسلام

فالتاريخ يسجل مواقف الأمم ويكتب عن صرخات الشعوب التي تبحث عن حريتها وحقها في العيش بكرامة وحرية.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى