في قرار مفاجئ يثير الكثير من التساؤلات ويكشف عن عمق الأزمة التي تعيشها مدينة أسيوط أصدر المهندس ممدوح رسلان رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف قرارًا عاجلًا بإقالة المهندس علي الشرقاوي رئيس شركة مياه الشرب والصرف بأسيوط
بعد سلسلة من الإخفاقات المتكررة التي شهدتها الشركة في إدارة أزمة انقطاع المياه في المدينة التي تعد من أهم المناطق الحيوية في مصر
فقد عانت أسيوط من انقطاع تام للمياه لأكثر من 24 ساعة بسبب فشل الشركة في إصلاح الخط الطرد الرئيسي لشبكة الصرف الصحي للمرة الخامسة خلال أقل من شهر
مما أثار غضب المواطنين ودفعهم للاحتجاج على هذا الفشل المتكرر الذي يكشف عن مستوى التسيب الإداري والفساد المستشري داخل الشركة التي من المفترض أن توفر خدمة أساسية للمواطنين
الخطأ الجسيم الذي ارتكبته شركة مياه أسيوط يتمثل في عدم القدرة على معالجة التسرب الذي حدث في الخط الطرد الرئيسي والذي أدى إلى إغراق المدينة في مشاكل صحية وبيئية جمة
مما اضطر الشركة للقيام بإصلاحات متكررة دون جدوى وبدلاً من اتخاذ الإجراءات المناسبة للحد من المشكلة تم تجاهل شكاوى السكان الذين أصبحوا ضحايا لتخبط الإدارة واستمرار الفشل في معالجة الأزمة
الأدهى من ذلك أن شركة مياه أسيوط قامت بإجراء تجربة تشغيل للخط بعد إصلاحه ولكن ما لبث أن حدث تسريب جديد في الجزء نفسه
مما يدل على عدم وجود خطة واضحة أو استراتيجيات فعالة لإدارة الأزمات وهو ما يجعلنا نتساءل عن مدى كفاءة العناصر الإدارية في الشركة وولائهم للمصلحة العامة أم أن لهم حسابات أخرى
وفي خطوة غير مسبوقة تم الاستعانة بشركة المقاولون العرب لإصلاح التسريبات حيث أكدت شركة مياه أسيوط أنها بدأت في ضخ المياه داخل الشبكات من جديد
ومن المتوقع أن تصل المياه إلى جميع المنازل خلال ساعات ولكن هل هذا يعني أن المشكلة قد حلت بالفعل أم أن الوضع لا يزال هشًا في ظل وجود نفس الأزمات المتكررة
إن هذا المشهد يطرح العديد من الأسئلة حول مستقبل إدارة مياه الشرب والصرف الصحي في أسيوط
وما إذا كانت هناك رؤية واضحة للتطوير والتحسين من قبل المسؤولين الذين يتمتعون بمناصبهم دون أن يقدموا أي حلول فعالة للمشاكل التي تعصف بالمدينة
الأزمة التي تعيشها أسيوط لا تعكس فقط فشل شركة مياه الشرب والصرف بل هي انعكاس لواقع مرير تعيشه الكثير من المدن المصرية
حيث تظل الخدمات الأساسية عرضة للتقاعس والإهمال مما يهدد حياة المواطنين ويعرضهم لمخاطر صحية خطيرة ويجعلهم يتساءلون عن مصيرهم ومصير خدماتهم الحيوية
فهل سيستطيع المهندس ممدوح رسلان من خلال قراراته الحاسمة وضع حد لهذه الفوضى واستعادة ثقة المواطنين في خدمات المياه والصرف الصحي في أسيوط
أم أن الوضع سيبقى كما هو عليه دون أي تغييرات جذرية تذكر تجلب الأمل للناس وتعيد إليهم حقهم في خدمات جيدة وموثوقة
إن ما حدث في أسيوط ليس مجرد حادث عرضي بل هو جرس إنذار لكافة المسؤولين في مجال الخدمات العامة بضرورة اتخاذ خطوات جادة وفعالة لتغيير الواقع المرير الذي يعاني منه المواطنون قبل أن تتفاقم الأمور أكثر
مما هي عليه مما يتطلب وقفة حقيقية لإصلاح المنظومة وتحقيق المصلحة العامة بشكل فعلي وليس مجرد وعود جوفاء