تقاريرمحافظات

تأكيدًا لإنفراد “أخبار الغد” .. إقالة رئيس مياه الشرب بأسيوط وتعيين رفعت إسماعيل

في قرار مفاجئ يسلط الضوء على الكارثة المتفاقمة التي تعاني منها مدينة أسيوط أقال المهندس ممدوح رسلان رئيس الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي المهندس علي الشرقاوي من منصبه كرئيس لشركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسيوط

ليُعين مكانه المهندس رفعت إسماعيل محمد رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسوان هذا التغيير الجذري يأتي في ظل سلسلة من الإخفاقات والإدارات الفاشلة التي أظهرت عجزًا واضحًا في مواجهة الأزمات المتزايدة وتأكيداً لما نشره موقع “أخبار الغد” في الساعات الاولي من صباح اليوم

وأكد مصدر رفيع المستوي في شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسيوط “رفض ذكر أسمه” بأن إقالة رئيس الشركة المهندس علي الشرقاوي يعتبر خطوة وصفت بالمفاجئة وقد أظهرت بوضوح حجم الكارثة التي تعيشها المدينة نتيجة الإخفاقات المتتالية في إدارة الأزمات.

وأضاف المصدر يأتي ذلك القرار في وقت تعاني فيه أسيوط من انقطاع المياه بشكل متكرر وفاضح، حيث امتدت فترات انقطاع المياه لأكثر من 24 ساعة متواصلة، وهو ما يثير تساؤلات جدية حول مدى كفاءة الإدارة الحالية في التعامل مع الأزمات التي تهدد حياة المواطنين.

وأوضح المصدر بأن إقالة الشرقاوي لم يكن مجرد قرار إداري بل كان نتيجة حتمية لفشل ذريع في معالجة مشكلة انقطاع المياه الذي أصبح شبحا يؤرق حياة سكان أسيوط.

حيث عانت المدينة خلال الأسابيع الماضية من كابوس انقطاع المياه الذي تسبب في تفاقم الأزمة بشكل غير مسبوق، حيث أدى الانفجار المتكرر لخط مياه صرف صحي البركة قطر 800 مم إلى انقطاع المياه عن جميع المناطق التي تعتمد على تلك المحطة، مما أسفر عن حالة من الغضب الشعبي العارم.

وفي ظل غياب أي تحركات جادة من قبل الشركة المعنية، استمر الوضع في التدهور، ليصبح انقطاع المياه لأكثر من يومين أمراً طبيعياً.

وفي أعقاب هذه الكارثة برزت حالة من الغضب الجماهيري حيث تخطت فترة انقطاع المياه اليوم الثاني دون أي تحرك فعّال من قبل الشركة لإصلاح الخط مما أدى إلى انفجار آخر بعد ساعة واحدة من إعلان إصلاح الخط

وفي الوقت الذي يبحث فيه المواطنون عن المياه باتت زجاجة المياه الصغيرة كنزًا حقيقيًا فقد وصل سعرها في المحال التجارية إلى 20 جنيها بينما بلغ سعر اللتر نحو 200 جنيه في مشهد يعكس جشع التجار واستغلالهم للظروف الراهنة

تواصلت موجات الاستياء في الشارع الأسيوطي، حيث أبدى المواطنون غضبهم على منصات التواصل الاجتماعي، حيث تصدر هاشتاج “إقالة رئيس مياه أسيوط” قائمة المواضيع الأكثر تداولًا.

وإن فقدان الثقة في شركة المياه بأسيوط أصبح جليًا، خاصة بعد أن تبين أن أعمال الإصلاح والصيانة تُسند لنفس المقاول الذي أثبت فشله الذريع في التعامل مع هذه المشكلات، مما يعكس عدم الاكتراث بمصالح المواطنين واحتياجاتهم.

وقد أكد الأهالي أن مسلسل الفشل الذي تشهده شركة المياه في أسيوط يزداد وضوحًا خاصة مع إسناد عمليات الإصلاح والصيانة لنفس المقاول الذي أظهر فشلاً متكررًا في تصليح الخطوط في ذات الشهر

حيث زادت حالة الغليان بين سكان المدينة بسبب انقطاع المياه المتواصل مما أدى إلى خروج الأصوات المطالبة بإقالة المهندس علي الشرقاوي من خلال منصات التواصل الاجتماعي حيث أطلقوا هاشتاجات تطالب بإقالته الأمر الذي يعكس حالة الاستياء الكبير بين الأهالي

وفي هذا السياق صرح محافظ أسيوط أن المشكلة تتعلق بالخطوط القديمة حيث أشار إلى أن خط مياه البركة لم يُجدد منذ عام 1954 أي حوالي 70 عامًا مما ساهم في هذه الكارثة المفاجئة

وبناءً على ذلك اتخذ قرارًا عاجلًا بتنفيذ خط طرد صرف صحي جديد بقطر 1200 ملم لاستيعاب تصرفات محطات رفع صرف صحي البركة هذا المشروع يمتد حتى محطة معالجة صرف صحي عرب المدابغ

كما تم إدراج تنفيذ محطة صرف صحي البركة 3 لاستيعاب التصرفات الزائدة نتيجة التوسعات العمرانية حيث تعد محطة صرف صحي البركة الأكبر في المدينة وتخدم أحياء شرق وغرب بقدرة رفع تصل إلى 60 ألف متر مكعب يوميًا

هذه التصريحات تُظهر حالة من العجز الإداري، حيث بدت الحلول المقترحة كمسكنات مؤقتة لنقص المياه، في حين أن المشكلة الحقيقية تكمن في الفشل في إدارة المرافق الأساسية.

لا يمكن تجاهل تأثير التوسعات العمرانية المتزايدة على البنية التحتية الضعيفة، مما يزيد من تعقيد الأزمة الحالية.

وللأسف، يبدو أن الأمور تتجه نحو مزيد من الانهيار، حيث يتعين على شركة المياه التعامل مع مشكلات متزايدة ومعقدة دون وجود خطة واضحة وفعالة.

هذه الأحداث المتسارعة تكشف عن وجود أزمة كبيرة في إدارة المرافق العامة في أسيوط حيث أصبح من الضروري إعادة النظر في الخطط والاستراتيجيات المعتمدة للتعامل مع مثل هذه الأزمات

فليس من المقبول أن تستمر مدينة بهذا الحجم في مواجهة أزمات مياه شرب وصرف صحي متكررة مع غياب الحلول الجذرية التي تضع في اعتبارها احتياجات المواطنين وتعمل على تحسين جودة الحياة لديهم

إن الوضع الحالي في أسيوط يمثل عارًا على مستوى الإدارة المحلية، حيث تغيب الخطط الاستراتيجية الطويلة الأمد، وتحل الفوضى محل النظام.

تطرح الأزمة تساؤلات جوهرية حول كيفية إدارة المرافق الحيوية ومدى اهتمام القائمين على تلك الإدارات بحياة المواطنين واحتياجاتهم الأساسية.

الأهالي في أسيوط لم يعد لديهم صبر لمواجهة هذه الأزمات المستمرة فقد باتت المياه شيئًا نادرًا وضروريًا في حياتهم اليومية

ومع ازدياد الاستياء الشعبي قد يتطلب الأمر تحركًا عاجلاً من قبل الجهات المسؤولة لإنقاذ الموقف قبل فوات الأوان الأمر الذي يتطلب رؤية استراتيجية للتعامل مع البنية التحتية المهترئة وإعادة تأهيل الشبكات وتعزيز قدرات الإدارة المحلية على مواجهة مثل هذه الأزمات

المواطنون في أسيوط لم يعد بإمكانهم تحمل هذه المعاناة، وأصبحوا مدفوعين للاحتجاج على الفشل الإداري الذي بات يهدد حياتهم اليومية.

إن فقدان الثقة في السلطات المعنية يتزايد، بينما تتحول المعاناة إلى قضية تمس كرامة المواطن وحقه في الحصول على خدمات أساسية.

في ظل هذه الظروف الكارثية، يبقى الأمل ضعيفًا في تحسين الوضع، حيث تتزايد الأصوات المطالبة بالتحقيق في أسباب الفشل المستمر.

من المؤكد أن الوقت قد حان لتحمل المسؤولية، إذ أن الأزمات لا تُحل بالتجاهل بل تتطلب جهودًا حقيقية وإرادة قوية لتغيير الواقع المرير الذي يعاني منه الأهالي في أسيوط.

وتبقى الأسئلة مطروحة حول كيف يمكن للجهات المسؤولة في مصر أن تستعيد ثقة المواطنين في خدماتها الأساسية وكيف يمكن معالجة تلك الأزمات التي تهدد الحياة اليومية للملايين هذا هو التحدي الأكبر أمام السلطات المحلية التي يجب أن تتحرك سريعًا لتفادي الكارثة القادمة

إن لم تتخذ خطوات حاسمة لإنهاء هذا الفشل المتكرر وإيجاد حلول دائمة تضمن توفير مياه الشرب والصرف الصحي لكل مواطن في هذه المدينة التي تعاني بشدة من نقص الخدمات الأساسية

إن الأسئلة التي تطرحها هذه الأزمة لا تتعلق فقط بإقالة مسؤول بل تتعلق بمستقبل المدينة نفسها، وإمكانية تلبية احتياجات سكانها الأساسية من الماء والصرف الصحي.

إن الوضع يتطلب وقفة جادة من كل المعنيين لإعادة هيكلة النظام وتقديم حلول عملية وفعالة تجنّب المدينة مزيدًا من الانهيارات.

مستقبل أسيوط في خطر، والإدارة الحالية بحاجة ماسة إلى إعادة النظر في استراتيجياتها، إن لم يكن لحماية سمعتها فليكن ذلك على الأقل للحفاظ على حياة مواطنيها الذين باتوا ضحية لفشل ذريع في إدارة الأزمات.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى