إبراهيم الشقلاوي يكشف إفلاس حميدتي ومؤامرته الفاشلة ضد مصر والسودان
في مشهد مثير للجدل يشعل الساحة السياسية السودانية تتكشف الحقائق حول المزاعم المضحكة لقائد ميليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بـحميدتي حول قصف الطيران المصري لعناصر ميليشياته في السودان في محاولة بائسة لإلقاء اللوم على جهات خارجية والتهرب من فشله الذريع.
هذه التصريحات لم تثر سوى سخرية العديد من السياسيين السودانيين الذين اعتبروا أن حميدتي في حالة من الإفلاس السياسي.
يقول الكاتب والسياسي السوداني إبراهيم الشقلاوي إن حميدتي بات مدركًا أن الحرب التي خاضها ضد الجيش السوداني قد أتت بنتائج عكسية تمامًا، فهو لم يكن يتوقع على الإطلاق صمود الجيش في هذه المعركة، لكن الأمر الأكثر مأساوية هو أن قائد ميليشيا الدعم السريع يحاول التغطية على فشله من خلال اتهامات واهية.
الشقلاوي يؤكد أن هذه المزاعم ما هي إلا محاولة رخيصة لابتزاز الشقيقة مصر، حيث زعم حميدتي أن الطيران المصري قد قصف قواته في كرري والفاشر وجبل موية.
في سياق متصل، يشير الشقلاوي إلى أن حميدتي يسعى جاهداً للتستر على الكارثة التي حلت بعناصره المرتزقة، إذ تكبد المئات منهم خسائر فادحة على يد الحوثيين في اليمن،
بينما قبضوا ثمناً زهيدًا عن خدماتهم بلغ عشرة آلاف دولار عن كل عنصر. هذه الأرقام تؤكد حقيقة تفكك ميليشيا الدعم السريع وانهيار قوتها.
تصريحات حميدتي لم تقتصر على اتهام مصر، بل جاءت لتظهر عجزه المطلق عن مواجهة الواقع.
بيان الخارجية المصرية جاء كصدمة لحميدتي حيث نفى تلك الادعاءات بشكل قاطع، مشيرًا إلى المواقف المشرفة لمصر مع الشعب السوداني والجيش، الذي لم يكن له أي دور مباشر في العمليات الحربية، ولكنه ساهم بدور سياسي ودبلوماسي وإنساني للحفاظ على استقرار السودان.
خلال هذا السياق، يظهر خطاب حميدتي كأنه عشاء أخير مليء بالتبريرات والاعتذارات لمؤيديه، حيث أظهر بوضوح يأسه وفشله في مواجهة جيش يمتد تاريخه لأكثر من مائة عام، يعرف كيف يحارب ويحافظ على كيان دولته.
حميدتي يطلق تهديدات جديدة وهو يعلم جيدًا أنها محض أوهام، لأن الشعب السوداني، بكل فئاته، أثبت براعته وصموده، مظهراً عزيمة لا تلين.
وعلى ضوء هذه التصريحات، جاء الرد من الطيارين السودانيين الذين قاموا بتصوير فيديو من داخل إحدى القواعد الجوية،
حيث أظهروا أن قائد ميليشيا الدعم السريع لا يعرف حتى الفرق بين العلم المصري والعلم السوداني. هذه الرسالة كانت بمثابة صدمة له، تعكس جهله وإفلاسه.
في خطوة تصحيحية، نفى الفريق إبراهيم جابر، مساعد القائد العام للجيش السوداني، الاتهامات التي وجهها حميدتي إلى مصر، مشيرًا إلى أن تلك الادعاءات تهدف فقط لتقليل من قدرات الجيش السوداني.
وأكد جابر أن العلاقات بين السودان ومصر قوية ولن تتأثر بهذه التصريحات المتهافتة. وأشار إلى أن مصر دولة ذات ثقل كبير، حتى في حال عدم كوننا جارين، لكانت لدينا الرغبة في التحالف معها، وهذا يؤكد على عمق العلاقات التاريخية بين البلدين.
الفريق جابر قدم رؤية واضحة حول الوضع العسكري، حيث أكد أن العمليات العسكرية للجيش السوداني تسير بأفضل حال، مشيرًا إلى تقدم القوات السودانية في مختلف الجبهات.
وأوضح أن القوات المسلحة السودانية قريبة من الالتحام في مناطق جديدة، مؤكدًا على قدرة الجيش على استعادة السيطرة على المناطق التي يظن المتمردون أنهم بعيدون عن متناول الدولة.
حميدتي يبدو وكأنه يحاول جذب الأنظار نحو الخارج بينما يواجه انهيارًا داخليًا يتفاقم يومًا بعد يوم.
وعلى الرغم من مزاعمه الفارغة، فإن الحقيقة التي لا يمكن تجاهلها هي أن الدعم السريع يعاني من هزائم متكررة وفضائح تجعله في موقف ضعف. الوضع في السودان يتطلب وقفة حقيقية وتضامن بين أبناء الشعب لتحقيق الاستقرار والعدالة.
وبالعودة إلى كلمة جابر، فإن هذه الكلمات تحمل في طياتها رسالة قوية لكل من يحاول زعزعة الاستقرار في السودان، وهو تأكيد على أن الجيش السوداني قوي وقادر على مواجهة التحديات، وأن كل محاولات حميدتي لن تجد صدى في واقع مرير تلوح فيه علامات الفشل.
الشعب السوداني يتطلع إلى مستقبل أفضل، بعيدًا عن الفوضى والاضطرابات التي دمرت العديد من الأرواح، ويؤكد في كل مرة أن التوحد هو السبيل الوحيد لتحقيق ذلك.
إن ما يحدث في السودان الآن يتطلب رؤية وطنية شاملة قادرة على معالجة الأزمات، وإعادة بناء الثقة بين مختلف الفئات، خصوصًا في ظل هذه الأزمات المعقدة التي يعاني منها الوطن.
حميدتي، بدلًا من توجيه الاتهامات، كان من الأجدر به أن يتخذ خطوات جادة لإعادة بناء ميليشياته المهزومة، ولكن يبدو أن الفشل هو عنوان المرحلة الحالية.