هجوم حزب الله يهزّ لواء جولاني.. إصابات وخسائر فادحة في صفوف نخبة الجيش الإسرائيلي (تقرير)

تعرض لواء جولاني الإسرائيلي، الذي يُوصف بأنه “رأس حربة” الجيش الإسرائيلي، لضربة موجعة في هجوم نفذته مسيرة أطلقتها قوات حزب الله مساء الأحد، ما أسفر عن مقتل 4 جنود وإصابة نحو 70 آخرين. ووصف الإعلام العبري المسيرة بأنها “رخيصة الصنع”، مشيراً إلى أن الهجوم وقع أثناء تناول الجنود “العشاء الأخير”، مما أضفى طابعاً مأساوياً على الخسائر.

نخبة الجيش الإسرائيلي وسمعة تاريخية

لطالما حظي لواء جولاني بهالة من الأهمية داخل إسرائيل، حيث يُنظر إليه كأحد أهم ألوية الجيش الإسرائيلي. تأسس في 22 فبراير 1948 بعد قرار ديفيد بن غوريون، أول رئيس وزراء لإسرائيل، وتولى تنفيذ العديد من العمليات العسكرية الكبرى في فلسطين ولبنان. يتلقى جنود هذا اللواء تدريبات قاسية، خاصة وحدات مثل “إيجوز”، التي تشتهر بقدراتها على نصب الكمائن والقيام بعمليات استطلاعية دقيقة.

تاريخ دموي ومعارك متواصلة

شهد لواء جولاني على امتداد تاريخه الطويل العديد من المعارك في فلسطين والدول المجاورة. بدأت مشاركته العسكرية منذ نكبة 1948، حيث تم تكليفه بمواجهة الجيوش العربية التي تدخلت للدفاع عن فلسطين. وفي السنوات اللاحقة، لعب دوراً محورياً في العديد من العمليات العسكرية، مثل عملية “ديكل” لاحتلال مدينة الناصرة في يوليو 1948، وعملية “حيرام” للسيطرة على منطقة الجليل شمالي فلسطين.

كما شارك اللواء في عدة صراعات ضد الجيش السوري، وفي عمليات عسكرية داخل لبنان، أبرزها عملية “سلام الجليل” عام 1982 والتي شهدت مواجهات عنيفة مع قوات منظمة التحرير الفلسطينية. وخلال حرب لبنان الثانية في 2006، كان لواء جولاني في مقدمة القوات الإسرائيلية التي اجتاحت جنوبي لبنان.

الخسائر المتعاقبة في غزة

سجل لواء جولاني خسائر فادحة خلال مشاركته في العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة. ففي عملية “الرصاص المصبوب” عام 2008، فقد 4 من جنوده بنيران صديقة خلال توغلهم في مدينة جباليا. وفي عام 2014، خلال عملية “الجرف الصامد”، تكبد اللواء خسائر كبيرة، حيث سقط 13 من أفراده في يوم واحد خلال اشتباكات مع كتائب القسام في حي الشجاعية.

وفي السياق الحالي، يشارك لواء جولاني في عملية “السيوف الحديدية” ضد قطاع غزة، التي انطلقت عقب هجوم حركة حماس في 7 أكتوبر 2023، دون ورود معلومات تفصيلية عن تحركاته في هذه العملية.

هجوم حزب الله يغير المعادلة

الهجوم الأخير الذي نفذه حزب الله يأتي ليضع لواء جولاني أمام تحدٍ جديد. ورغم قوة الردع التي تحاول إسرائيل الترويج لها بشأن هذا اللواء، فإن الهجوم أظهر هشاشة أمام الضربات المتكررة، ما أثار تساؤلات حول قدرة هذا اللواء على الصمود في معارك قادمة.