تقارير

مارجريت عازر: صرخة إنسانية ضد كوارث حقوق الفتيات عالمياً

في وقت تكتنف فيه الظلام المخاوف التي تواجه الفتيات في مختلف أنحاء العالم يتجلى يوم الفتاة العالمي كفرصة حقيقية لتسليط الضوء على المصاعب والمآسي التي يتعرضن لها في مجتمعاتهن اليومية

وفي مختلف الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية تعاني الفتيات من التمييز الصارخ والعنف الممارس ضدهن سواء كان ذلك في الأسر أو المدارس أو حتى في المجتمعات المحيطة من دون أي حماية أو دعم من السلطات المعنية

لذا فإن هذا اليوم يمثل أكثر من مجرد احتفال فهو دعوة ماسة للتحرك ومواجهة التحديات الكبيرة التي تقف عائقاً أمام تحقيق حقوقهن

تحدثت النائبة مارجريت عازر العضوة السابقة بمجلس النواب عن أهمية هذا اليوم في رفع الوعي حول القضايا التي تعاني منها الفتيات

مشيرة إلى أنه يسلط الضوء على الفجوة الكبيرة في المساواة التي لا تزال قائمة في المجتمع اليوم إن الحديث عن الفتيات

يجب أن يتجاوز المجاملات والتعبيرات العاطفية إلى خطوات عملية تسهم في تمكينهن من الحصول على حقوقهن الأساسية بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والفرص الاقتصادية

تسعى الأمم المتحدة من خلال هذا اليوم إلى تحقيق أهداف نبيلة تتمثل في تعزيز حقوق الفتيات والمساهمة في توفير بيئات إيجابية تدعم تطورهن ونجاحهن

مشيرة إلى أن الفتيات يمتلكن القدرة على أن يكن قادة المستقبل إذا ما توفرت لهن الفرص المناسبة والإمكانيات اللازمة لتحقيق طموحاتهن وتجاوز العقبات التي تواجههن

ومع ذلك تظل الحقائق على الأرض مؤلمة فالفتيات لا يزلن يعانين من تفشي العنف الجنسي والتحرش والاعتداءات اليومية التي تعيق مسيرتهن نحو التعليم والعمل

إن يوم الفتاة العالمي ليس مجرد احتفال بل هو بمثابة جرس إنذار يدعو الجميع إلى ضرورة اتخاذ موقف حازم ضد تلك الممارسات اللاإنسانية التي تفتك بحقوق الفتيات وتعيق تقدمهن

ففي العديد من البلدان لا تزال الفتيات تُجبرن على ترك مدارسهن مبكراً بسبب الضغوط الاجتماعية والاقتصادية وفي حالات أخرى يُحرمون من التعليم بسبب النزاعات المسلحة أو الظروف الاقتصادية الصعبة

وفي سياق آخر سلطت عازر الضوء على الدور الحاسم للتعليم في تغيير واقع الفتيات مؤكدة أن التعليم هو مفتاح التغيير الحقيقي وهو السبيل الوحيد لتحقيق المساواة في جميع المجالات

فالفتيات المتعلمات يملكن القدرة على تحسين مجتمعاتهن والمساهمة في التنمية الاقتصادية وتحقيق النمو المستدام ولذا يجب أن تكون هناك استراتيجيات واضحة لضمان توفير التعليم الجيد للفتيات في جميع أنحاء العالم

كما أعربت عازر عن قلقها من تنامي ظاهرة زواج القاصرات الذي يمس حقوق الفتيات بشكل مباشر ويعرضهن لمخاطر جسيمة

فالفتيات اللواتي يُجبرن على الزواج في سن مبكرة يفقدن حقهن في التعليم وينفصلن عن أحلامهن وطموحاتهن مما يكرس دائرة الفقر والتمييز في المجتمعات التي ينتمين إليها

وبناءً على ذلك فإن يوم الفتاة العالمي هو تذكير قوي للجميع بأن العمل لا يزال مطلوباً من أجل تحقيق المساواة والعدالة في حقوق الفتيات

فالدعوات والمناشدات لا تكفي إذا لم تتبعها إجراءات فعالة ومستمرة فمن المهم أن تُبذل الجهود على جميع الأصعدة سواء من الحكومات أو المنظمات غير الحكومية أو المجتمع المدني لضمان حقوق الفتيات وحمايتهن من كل أشكال التمييز والعنف

علاوة على ذلك يجب أن يرافق هذا اليوم خطوات عملية على الأرض تتمثل في زيادة الوعي وتعليم المجتمعات حول أهمية حقوق الفتيات والضرورات الملحة لتغيير النظرة السلبية تجاههن

من خلال حملات توعوية فعالة وبرامج تعليمية تستهدف الأجيال القادمة وتعمل على زراعة ثقافة احترام حقوق الفتيات وضمان حصولهن على الفرص المتساوية

وتأكيداً على ضرورة التغيير أضافت عازر أن الإعلام يلعب دوراً محورياً في هذا الإطار إذ يجب أن يتبنى رسائل قوية تروج لحقوق الفتيات

وتسلط الضوء على قصص نجاحهن وتحدياتهن ولتحقيق ذلك ينبغي على وسائل الإعلام أن تركز على تغطية شاملة تعكس واقع الفتيات وتجاربهن الشخصية في مواجهة التحديات وتجاوزها

في ختام حديثها أكدت عازر على أهمية الوحدة والتضامن في دعم حقوق الفتيات إذ لا يمكن لأي طرف أن يحقق التغيير بمفرده بل يجب أن تتضافر الجهود لتشكيل تحالفات قوية تعمل نحو تحقيق العدالة والمساواة للفتيات

فالوقت حان لنقف جميعاً صفاً واحداً ونرفع أصواتنا عالياً لنصرة الفتيات وتحقيق أحلامهن وطموحاتهن ففي النهاية إن تقدم المجتمع يقاس بتقدم فتياته

إن يوم الفتاة العالمي هو بمثابة استدعاء للضمير العالمي نحو التحديات التي تواجهها الفتيات في كل أنحاء العالم وبالتالي فإن التحرك الآن هو أمر لا مفر منه ويجب أن يتم بجرأة وإرادة صلبة لتحقيق العدالة والإنصاف في حقوقهن

فالأمل يظل معقوداً على الأجيال القادمة لتكريس قيم المساواة والعدالة في عالم تسوده الظلم والتفرقة الأمر الذي يتطلب منا جميعاً التزاماً حقيقياً وفعلياً لتحقيق هذه الغاية النبيلة

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى