قصف كابوس غزة يطال حتى المستشفيات في هجوم غادر والنازحون ضحايا بلا ملاذ
في لحظة مأساوية أخرى تعكس فداحة الوضع في غزة أعلنت مصادر الإعلام الحكومي استشهاد ثلاثة فلسطينيين وجرح أكثر من أربعين آخرين في قصف مدفعي جبان استهدف خيام النازحين داخل أسوار مستشفى شهداء الأقصى الواقع في قلب القطاع
ذلك الصرح الذي كان من المفترض أن يوفر الحماية والعلاج للجرحى والنازحين لكن القصف الوحشي أظهر أن كل مكان في غزة ليس آمنًا وأن أرواح الناس أصبحت رخيصة في نظر المعتدين
في هذا السياق عبّر الصحفي أنس الشريف عن صدمته مما يجري حيث تساءل بمرارة “وين نروح؟” موجهًا أصابع الاتهام إلى الاستهداف المتعمد للمستشفيات التي كانت تمثل ملاذًا للنازحين
كما لو كانت هناك استراتيجية ممنهجة لتدمير كل ما هو إنساني في هذا المكان المنكوب المستشفيات التي يفترض أن تكون أماكن آمنة تحولت إلى أهداف للقتل والتدمير مما يعكس عقلية قاسية تغض الطرف عن القوانين الدولية وحقوق الإنسان
القصف لم يكن مجرد هجوم عابر بل جزء من سلسلة من الأعمال الوحشية التي تشهدها غزة منذ أسابيع حيث تكاد الحياة تتوقف في ظل الخوف والرعب الذي يسيطر على الأوضاع اليومية فلا مكان للاختباء ولا ملاذ آمن للمدنيين العزل الذين يعيشون تحت رحمة القنابل والانفجارات
إن هذا الهجوم الغادر يعكس صورة قاتمة لما آلت إليه الأوضاع في غزة حيث أن النزوح أصبح جزءًا لا يتجزأ من حياة الناس الذين هجروا من منازلهم واعتقدوا أن مستشفى شهداء الأقصى سيكون ملاذًا لهم بعيدًا عن آلة القتل
لكنهم تعرضوا هناك أيضًا للقصف مما يضع علامات استفهام كبيرة حول سلامة الأشخاص الذين يسعون للحصول على الرعاية الصحية
الأسرة الطبية التي كانت تحاول تقديم العون للجرحى في تلك الأثناء شهدت أيضًا لحظات من الرعب والخوف حيث اختلطت صرخات الألم مع أزيز الطائرات وأصوات الانفجارات لتشكل سمفونية مأساوية تعبر عن فجيعة إنسانية لم تعد تحتمل تواصل سقوط الضحايا والجرحى في الوقت الذي يحاول فيه النازحون إيجاد ملاذ آمن في مكان يفترض أن يكون بعيدًا عن أهوال الحرب
التصعيد الأخير لم يتوقف عند هذا الحد حيث تمكنت المقاومة الإسلامية من استهداف قوة مشاة للعدو أثناء محاولتها التسلل إلى الأراضي اللبنانية قرب بلدة مركبا وهو ما يظهر أن المقاومة لا تزال قادرة على الرد رغم كل ما يحدث في غزة حيث أظهرت هذه العملية قوة التحمل والصمود أمام آلة الحرب التي لا ترحم
وسط كل هذه الأحداث تبقى التساؤلات قائمة حول الوضع الإنساني المتدهور في غزة فمع كل قصف وكل استهداف تزداد معاناة المدنيين وتزداد حاجتهم للمساعدة العاجلة
حيث أن الوضع الصحي والمعيشي في تدهور مستمر كل لحظة تمر تجلب معها المزيد من الآلام والأحزان ففي ظل الظروف الحالية فإن المتضررين في حاجة ماسة إلى الدعم الإنساني العاجل
ولا يمكن أن نتجاهل ما يجري في غزة فالصمت الدولي إزاء هذه الكارثة الإنسانية ليس مقبولًا فالدماء التي تراق هناك تستوجب وقفة جادة من المجتمع الدولي والضمير الإنساني
فقد حان الوقت لتحريك الجهود الدبلوماسية لإنهاء هذا الكابوس المتواصل على أهل غزة الذين فقدوا كل شيء إلا الأمل في غدٍ أفضل رغم كل الألم والمعاناة التي يعيشونها
ما يحدث في غزة يتطلب من الجميع أن يتحركوا فهناك أرواح تُزهق يوميًا وذكريات تُمحى وآلام تتجدد وفي قلب هذا الظلام يبقى السؤال قائما كيف يمكن أن نحمي الأبرياء من آلة الحرب التي لا ترحم
وكيف يمكن أن نعيد بناء حياة دمرتها الحروب المتكررة والمآسي المستمرة وسط صمت مُخجل من العالم الذي يدعي حقوق الإنسان ويغض البصر عن كل ما يحدث في غزة
إن صرخات الضحايا والمستشفيات التي تُستهدف والنازحين الذين يُقصفون هي بمثابة نداء عاجل لكل من يملك صوتًا ليكون جزءًا من التغيير
هذه مأساة إنسانية تتطلب حراكًا دوليًا عاجلاً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان وقبل أن تُحرق مزيد من الأرواح وتُدمَّر مزيد من الأمل في غدٍ مشرق