تقاريرحقوق وحريات

شيخ الأزهر: الاحتلال الإسرائيلي يهدد الإنسانية ويحتاج لإجراءات عاجلة

استقبل شيخ الأزهر أحمد الطيب الأستاذ بجامعة كولومبيا جيفري ساكس في لقاء تناول قضايا عدة من بينها الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في ظل التغيرات السياسية الدولية وأثرها على العالم العربي والإسلامي هذه اللقاءات ليست مجرد حوارات أكاديمية بل تحمل في طياتها آراء ومواقف حاسمة تجاه قضايا معقدة تتعلق بحقوق الإنسان والعدالة الاجتماعية

جاءت تصريحات الطيب لتكون صادقة وصريحة إذ أكد على ضرورة وحدة الصف العربي والإسلامي لمواجهة التحديات الكبرى التي تهدد الأمة في وقت يتزايد فيه الدعم الغربي لإسرائيل بينما يتعرض الفلسطينيون لظروف قاسية واحتلال غير إنساني يدمر كل آمالهم في الحصول على حقوقهم الأساسية الطيب أشار إلى أن الحزبان الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة رغم اختلافاتهما في العديد من القضايا إلا أن هناك نقطة التقاء واحدة تجمعهما وهي الدعم المطلق وغير المشروط لإسرائيل هذا الدعم الذي يتجاوز كل الحدود الإنسانية والأخلاقية ويؤثر بشكل كبير على مسار الصراع في المنطقة

صورة الوضع في فلسطين باتت أكثر قتامة مع تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية التي تسببت في تدمير المنازل وقتل المدنيين وتهجير الآلاف في مشهد يثير القلق والدهشة لدى العالم بأسره لقد أصبحنا نشهد أجيالاً من الفلسطينيين يكبرون في ظل الاحتلال دون أن يعرفوا معنى للحرية أو السلام شيخ الأزهر وضع النقاط على الحروف محذراً من أن استمرار هذا الدعم بلا شروط سيؤدي إلى عواقب وخيمة ليس فقط على الفلسطينيين بل على الأمن والاستقرار في المنطقة بأسرها

الأحاديث التي دارت بين الطيب وساكس كانت مليئة بالتحديات حيث تحدث الطيب عن مسؤولية المجتمع الدولي في إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وإنهاء الاحتلال الذي يعد انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية هذه المسؤولية لا تقتصر على الدول العربية فقط بل يجب أن تشمل جميع الدول ذات التأثير في السياسة الدولية وعلى رأسها الولايات المتحدة التي تملك القدرة على إحداث تغيير جذري في موازين القوى

الطبيب لم يتردد في التأكيد على أن الحل لا يمكن أن يأتي من خلال الدعم العسكري لإسرائيل بل يجب أن يكون هناك إقرار بحق الفلسطينيين في العودة إلى أراضيهم وإقامة دولتهم المستقلة هذا الحق الذي يعتبر أساسياً ولا يمكن التفاوض عليه فالديمقراطية التي يتغنى بها الغرب يجب أن تشمل جميع الشعوب بما فيها الشعب الفلسطيني الذي يعاني منذ عقود طويلة من التهميش والانتهاك المستمر لحقوقه

في هذا السياق يعيد الطيب التأكيد على أهمية الحوار بين الأديان والثقافات كوسيلة لتعزيز السلام والاستقرار حيث إن فهم كل طرف لثقافة الآخر يمكن أن يسهم في بناء جسور من الثقة وبالتالي إنهاء الصراعات الطويلة الأمد في المنطقة وليس أدل على ذلك من موقف الأزهر في دعم قضايا السلام العادل والشامل الذي ينادي به الجميع

المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي يعاني منها الفلسطينيون بسبب الاحتلال وتبعاته هي عوامل تزيد من تعقيد الوضع الحالي إذ يعيش كثيرون تحت خط الفقر بينما تظل المؤسسات الدولية مشلولة وغير قادرة على اتخاذ خطوات فعلية لمساعدتهم في حين أن الأوضاع الإنسانية في غزة والضفة الغربية تتدهور يوماً بعد يوم هذه الأزمات تجسد مأساة حقيقية وضرورة ملحة لتحرك عربي وإسلامي ودولي لإنقاذ الشعب الفلسطيني من براثن الظلم

وفي ختام اللقاء كان هناك دعوة ملحة من شيخ الأزهر لضرورة الوقوف مع فلسطين ودعم حقوق الشعب الفلسطيني في المحافل الدولية والتأكيد على أن أي خطوات مستقبلية تجاه السلام يجب أن تعالج الجذور الحقيقية للصراع وليس مجرد تجميل الأوضاع من الخارج ففلسطين ليست مجرد قضية سياسية بل هي قضية إنسانية تتطلب تعاطف ودعم من جميع الأحرار في العالم

هذا الاجتماع بين شيخ الأزهر وأستاذ جامعة كولومبيا يأتي في وقت حرج تستوجب فيه مواقف حاسمة وجريئة من جميع الأطراف المعنية يجب أن تكون هناك إرادة قوية من المجتمع الدولي لإعادة القضية الفلسطينية إلى دائرة الضوء والمشاركة في الحلول المستدامة التي تضمن العدالة والحرية لجميع الشعوب بغض النظر عن انتماءاتهم هذه الرؤية تستند إلى مبادئ العدالة والمساواة التي نادى بها جميع الأديان السماوية

إن ما يحدث في فلسطين يحتاج إلى تحرك جاد يحقق السلام المستدام ويضمن حقوق الفلسطينيين في وطنهم وهو ما يستدعي العمل المشترك بين الشعوب والدول لتحقيق هذه الأهداف السامية يجب أن نكون جميعاً صوتاً واحداً لنصرة القضية الفلسطينية وإحداث تغيير حقيقي في موازين القوى لنحقق ما يستحقه هذا الشعب من حقوق وكرامة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى