أكدت مصادر موثوقة من داخل محافظة أسيوط أن الانفجار الأخير في خط طرد الصرف الصحي الرئيس بالمدينة يعد الكارثة الخامسة على مستوى المحافظة،
مما أشعل موجة غضب شعبية واسعة ضد شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسيوط ورئيسها المهندس علي الشرقاوي.
هذا الانفجار يأتي بعد سلسلة من الكوارث المتتالية التي كشفت ضعف الإدارة وتردي حالة البنية التحتية.
تزايد الفشل والفساد: أسباب غضب الشارع الأسيوطي
أشار أحمد سليمان، أحد سكان مدينة أسيوط، إلى أن “الانفجارات المتكررة لخط الصرف الصحي في منطقتنا أصبحت مصدر قلق دائم لنا.
منذ يومين، كنا ننتظر عودة المياه بعد الإصلاح الأخير، ولكن تفاجأنا بانفجار جديد في نفس المكان. هذا الأمر ليس مجرد حادثة عرضية، بل يعكس ضعفاً صارخاً في إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسيوط.
ليس هناك مبرر لهذه الفشل المتكرر”. وأضاف سليمان بغضب: “لا يمكننا تحمل المزيد من هذه الانقطاعات. عائلاتنا تعاني، ونحن نطالب بإقالة المسئولين عن هذا التقصير المتكرر”.
وأوضح محمد عبد الحميد، موظف بالتربية والتعليم، أن “المشكلة تتجاوز فقط انقطاع المياه. نحن نتحدث عن إهدار موارد الدولة وإضرار بيئي واجتماعي.
عندما يتم قطع المياه لأيام بسبب الانفجارات المتكررة، تتوقف الحياة بشكل كامل. يجب محاسبة المسئولين على هذا الفشل المتكرر، والبدء فوراً في اتخاذ خطوات فعلية لإصلاح البنية التحتية”.
تلاعب الشركة بالمعلومات والتضليل الإعلامي
أكد محمود السيد، مهتم بالشأن البيئي في أسيوط، أن “شركة مياه الشرب والصرف الصحي في أسيوط تمارس تضليلاً واضحاً للرأي العام.
يتم الإعلان في كل مرة أن الإصلاحات ستتم خلال ساعات محدودة، ولكن الحقيقة مختلفة تماماً. لا يتمكنون من السيطرة على الأزمات بشكل فعّال، ويقدمون بيانات وتوقعات غير دقيقة للمحافظ والمسؤولين”.
كما أشار حسن جلال، موظف آخر بالصحة في أسيوط، إلى أن “الأزمة ليست في الانفجار نفسه، بل في طريقة التعامل معه. الشركة لا توفر الإمكانيات اللازمة لإصلاح الأعطال الطارئة.
تتم الاستعانة بمعدات من شركات أخرى، كفرع سوهاج مثلاً، وهذا يؤكد أنهم غير جاهزين لمواجهة الأزمات. لماذا لا يتم تجهيز الشركة بمعدات تلبي احتياجات الطوارئ؟”.
فساد المقاولين: اختيار الفاشل يتكرر
وأوضح محمود علي، خبير في إدارة المياه والبنية التحتية، أن “المشكلة تكمن في إصرار شركة المياه على التعامل مع نفس المقاول الذي فشل في المرات السابقة.
من غير المنطقي أن يتم الاعتماد على شخص أو شركة أثبتت فشلها مراراً وتكراراً. هناك شركات كبرى مثل المقاولون العرب يتم استدعاؤها دائماً لإنقاذ الموقف بعد فشل المقاولين المحليين، فلماذا لا يتم منحهم المهمة منذ البداية؟”.
وأكدت سامية طه، ناشطة في المجتمع المدني، أن “إصرار المسؤولين في شركة المياه على التعامل مع مقاولين غير أكفاء يعد فساداً صريحاً. هذا ليس فقط هدرًا للمال العام، بل يؤثر بشكل مباشر على حياة المواطنين. لا يمكننا أن نقبل استمرار هذا الوضع بدون مساءلة”.
غياب القيادة وإدارة الأزمة
أشار أحمد فؤاد، موظف بالتضامن الاجتماعي، إلى أن “القيادة في شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسيوط فشلت في إدارة الأزمات المتتالية.
عندما حدثت الانفجارات السابقة، لم نر أي تدخل حقيقي من قبل المسؤولين لحل المشكلة بشكل جذري. كان الحل دائماً مؤقتًا، مما جعل الأوضاع تزداد سوءاً”.
وأوضح عمرو جمال، أحد المهتمين بالشأن البيئي، أن “غياب التخطيط وعدم وجود كفاءات مدربة لإدارة الأزمات الطارئة هو سبب رئيسي في استمرار هذه المشاكل. يجب أن يتم استقدام خبراء وكوادر من خارج المحافظة للمساعدة في إيجاد حلول دائمة”.
تأثير الانقطاع على الحياة اليومية
وأكدت هالة منصور، ربة منزل من أسيوط، أن “الانقطاع المتكرر للمياه يجعل الحياة في المدينة شبه مستحيلة.
لا يمكننا الطهي أو تنظيف المنازل، وحتى الأطفال يعانون من عدم توفر مياه للشرب أو للاستحمام. الوضع لا يطاق، ونحن نطالب بمحاسبة المسؤولين فوراً”.
وأوضحت إيمان حسن، مدرسة في أسيوط، أن “التلاميذ يذهبون إلى المدرسة وهم في حالة من القلق لأنهم يعرفون أن المياه قد تكون غير متاحة عندما يعودون إلى المنزل.
هذا الوضع يخلق جواً من التوتر والضغط النفسي على الجميع، ولا يوجد أي تحرك حقيقي من جانب الشركة لحل المشكلة”.
أزمات المياه والعقوبات الجماعية
وأشار عبد الله المصري، موظف بالتربية والتعليم، إلى أن “الشركة تلجأ في بعض الأحيان إلى قطع المياه عن مناطق غير متصلة بخط الصرف المكسور، وهو نوع من العقاب الجماعي غير المبرر.
هناك مناطق تعتمد على محطات رفع خاصة بها، ولا علاقة لها بالانفجارات، ولكن يتم معاقبة سكانها بقطع المياه عنهم أيضاً”.
وأوضحت منى عبد الرحمن، ناشطة في المجال البيئي، أن “هذا النوع من الإجراءات يعكس حالة من التخبط الإداري.
لا يمكن أن يتم معاقبة مناطق بأكملها بسبب خلل في جزء آخر من المدينة. هذا يؤدي إلى تزايد الاحتقان والغضب بين الناس”.
المطالبة بالإقالة والإصلاح الجذري
أكدت غالبية الآراء التي تم استعراضها في التحقيق أن إقالة المهندس علي الشرقاوي، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسيوط، أصبحت مطلبًا شعبيًا ملحًا.
وأوضح سامح عبد الله، أحد المهتمين بالشأن العام، أن “الشارع الأسيوطي يطالب الآن ليس فقط بإقالة المسؤولين عن هذه الفوضى، بل أيضًا بفتح تحقيق شامل في كل ما يتعلق بإدارة الشركة. يجب محاسبة كل من كان له دور في هذه الأزمات المتتالية”.
واختتمت سمر علي، موظفة حكومية، بالقول: “نحن نعيش في أزمة مستمرة، ولا يبدو أن هناك نية حقيقية لإصلاح الوضع.
ما نحتاجه هو تدخل سريع وقوي من الحكومة لإقالة المسؤولين، وإعادة هيكلة إدارة الشركة، وضمان عدم تكرار هذه الكوارث مرة أخرى”.
فضيحة كبرى تضرب شركة مياه الشرب بأسيوط: الفشل يلاحقها وأصوات الغضب تتعالى للمحاسبة
تتزايد الضغوط على شركة مياه الشرب والصرف الصحي بأسيوط، في ظل فشلها المستمر في إدارة الأزمات المتكررة. ومع تصاعد الغضب الشعبي، أصبح الإصلاح الجذري والمحاسبة الشاملة ضرورة ملحة.