الولايات المتحدة تعزز أمن إسرائيل بنشر نظام الدفاع الجوي ثاد
الولايات المتحدة تسرع من إرسال نظام الدفاع الجوي «ثاد» إلى إسرائيل
أعلن البنتاغون اليوم عن تسريع وتيرة إرسال بطارية من نظام الدفاع الجوي المتقدم «ثاد» إلى إسرائيل، مشيراً إلى أن ذلك يتضمن إرسال عدد من الجنود الضروريين لتشغيل النظام. تُعتبر هذه الخطوة جزءًا من الجهود الأمريكية لتعزيز الدفاعات الجوية في المنطقة.
ووفقًا لتصريحات مسؤول أمريكي في وقت سابق، فقد كانت هناك مناقشات مستمرة في أواخر الأسبوع الماضي حول نشر نظام «ثاد» في إسرائيل، وسط التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط. يأتي هذا القرار في إطار سياسة الولايات المتحدة الرامية إلى دعم حلفائها وتحسين قدراتهم الدفاعية.
يُعتبر نظام «ثاد» من أحدث أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي، حيث يتميز بقدرته على التصدي للصواريخ الباليستية في مراحلها النهائية. كما أنه جزء من استراتيجية الولايات المتحدة لنشر مجموعة متنوعة من أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي في الشرق الأوسط وأوروبا، بما في ذلك أنظمة «باتريوت».
قال أحد المسؤولين الأمريكيين: “إن نشر نظام «ثاد» في إسرائيل يمثل التزامنا الثابت بأمن حلفائنا ويدل على أهمية تعزيز القدرات الدفاعية في وجه التهديدات المتزايدة.”
و يناقش المسؤولون أنواع أنظمة الدفاع الجوي التي يجب نشرها في المنطقة وأين يجب وضعها.
وتؤكد الوكالة أن أي نقل لنظام «ثاد» إلى إسرائيل سيتطلب نشر جنود أميركيين لتشغيل النظام المعقَّد.
وأمر وزير الدفاع لويد أوستن، منذ عام، بنشر بطارية من نظام «ثاد» وبطاريات إضافية من «باتريوت» في مواقع مختلفة بالشرق الأوسط لزيادة حماية القوات الأمريكية، وللمساعدة في الدفاع عن إسرائيل.
وفقاً لتقارير، فإن الجيش الأمريكي يمتلك 7 بطاريات من نظام «ثاد».
نظام «ثاد»
نظام «ثاد» مكملاً لنظام «باتريوت»، لكنه قادر على حماية مساحة أوسع، حيث يمكنه اعتراض أهداف على مسافات تتراوح بين 150 و200 كيلومتر.
وصممت شركة «لوكهيد – مارتن» نظام «ثاد» الدفاعي لاعتراض الصواريخ الباليستية قصيرة ومتوسطة المدى، داخل وخارج الغلاف الجوي.
تتكون كل بطارية «ثاد» من أجزاء رئيسية، هي: الصواريخ الاعتراضية، وقاذفات الصواريخ، والرادار، ونظام الاتصال وإدارة النيران، بالإضافة إلى ملحقات أخرى، مثل مولّدات الطاقة.
يبلغ طول الصاروخ الاعتراضي في منظومة «ثاد» أكثر من 6 أمتار، ويصل وزنه إلى أكثر من 650 كيلوجراماً، ويعمل على مرحلة واحدة، ويحتوي جزء المحرك الصاروخي على الوقود الصلب، بينما يحتوي الرأس الحربي على وقود سائل.
ولا يحتوي رأس الصاروخ على موادّ متفجرة، ويعتمد في اعتراض الأهداف المعادية على «الطاقة الحركية»، أي الاصطدام بالهدف خلال طيرانه بسرعة كبيرة، ما يؤدي لتدميره.
ويمتلك الصاروخ الاعتراضي نظام تتبع للأهداف بالأشعة تحت الحمراء، وعندما يقترب من الهدف ينفصل جزء المحرك الصاروخي، ويغير الرأس الحربي اتجاهه بواسطة نفاثات جانبية حتى يعترض الهدف.
وتُثبّت قاذفة الصواريخ على شاحنة ثقيلة حتى يسهل تحريكها من مكان لآخر، وتحتوي كل قاذفة على 8 أنابيب إطلاق للصواريخ تحمل كل منها صاروخاً واحداً يتجاوز طوله 6 أمتار. وفي العادة تضم بطارية «ثاد» 6 قاذفات للصواريخ بإجمالي 48 صاروخاً.
وتستغرق كل قاذفة نحو 30 دقيقة لإعادة تذخيرها بصواريخ جديدة.
كيف تعمل المنظومة؟
يلتقط الرادار الهدف ثم يحدده، ويتابع مسار طيرانه، ويرسل المعلومات عن طريق نظام الاتصال وإدارة النيران إلى القاذفات.
تطلق القاذفة صاروخاً اعتراضياً أو أكثر، حسب طبيعة الأهداف، وعندما يقترب الصاروخ الاعتراضي من الهدف ينفصل الجزء الخلفي من الصاروخ الاعتراضي ويترك للرأس الحربي حرية المناورة حتى اعتراض الهدف.
مرَّ نظام «ثاد» بالعديد من الاختبارات في عقد التسعينات، حتى نشر الجيش الأميركي أول بطارية منه في موقع عسكري بتكساس حتى يُتاح لجنود وضباط الجيش التدريب على تشغيل المنظومة وصيانتها.
ونشر الجيش الأمريكي المنظومة خارج الولايات المتحدة في جزيرة جوام وكوريا الجنوبية ولبعض الفترات في أوروبا.