د. علي الأعور لـ”أخبار الغد”: إسرائيل سقطت في السابع من أكتوبر وضاعت هيبتها
في حوار حصري مع الدكتور علي الأعور، الخبير في الشؤون الإسرائيلية، لموقع “أخبار الغد”، تحدث عن مصير الكيان الإسرائيلي ومستقبل بنيامين نتنياهو في ظل احتمالات المحاكمة الدولية العادلة.
وأشار إلى التحولات الكبيرة التي شهدها الكيان الإسرائيلي بعد السابع من أكتوبر، واصفًا هذا اليوم بـ”الطوفان” الذي غيّر المعادلة وألقى بظلاله على هيبة إسرائيل وجيشها واستخباراتها.
إسرائيل إلى أين بعد طوفان الأقصى؟
أكد د. علي الأعور أن إسرائيل دخلت مرحلة جديدة بعد السابع من أكتوبر، إذ بدأت في تنفيذ مخططات كبيرة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أبرزها السعي لاحتلال قطاع غزة بشكل كامل وتقسيمه إلى مناطق مختلفة.
وذكر أن إسرائيل قد عينت “جوردن” حاكمًا عامًا لقطاع غزة، ما يعتبر بمثابة احتلال رسمي، في حين تستمر الهجمات على شمال غزة، بما فيها عمليات التهجير لسكان المناطق الشمالية نحو الجنوب.
مخططات الضفة الغربية والتحديات الإسرائيلية
وعن الضفة الغربية، أوضح الأعور وجود مخطط لضم مناطق الضفة الغربية وتحويلها إلى جزء من إسرائيل، ما يشمل ضم مناطق “C” وإلغاء اتفاق أوسلو، ولكن هذا المخطط يواجه معارضة شديدة من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وأشار إلى أن المقاومة الفلسطينية لا تزال قوية، وأن الضفة الغربية تعيش على حافة الانفجار، مع تزايد احتمالات اندلاع انتفاضة مسلحة ضد الاحتلال.
المقاومة الفلسطينية والدعم من الجبهة الشمالية
كما تحدث د. علي الأعور عن دور المقاومة الفلسطينية في غزة، التي أعادت ترتيب صفوفها بعد الضربات الإسرائيلية.
وأكد أن حزب الله اللبناني يواصل دعم المقاومة رغم الضربات التي تلقاها، وأن الصواريخ لا تزال تستهدف شمال إسرائيل.
وأضاف أن إيران والعراق يدعمان المقاومة عبر الطائرات المسيّرة، مشيرًا إلى ضعف تأثير الضغط الدولي على إسرائيل بسبب التحولات الميدانية.
التحديات السياسية لنتنياهو ومستقبله
أشار الأعور إلى أن بنيامين نتنياهو يواجه تحديات كبيرة داخليًا، إذ لم يتمكن من تحقيق انتصار واضح في الحرب، كما يتعرض لضغوط متزايدة من الداخل بسبب أزمة الأسرى وفشل سياساته.
ولفت إلى أن معارضة نتنياهو الحقيقية قد تأتي من داخل اليمين الإسرائيلي، خاصة مع ظهور “نفتالي بينيت” الذي يسعى لفرض رؤية براغماتية تختلف عن سياسة نتنياهو المتشددة.
نهاية المشروع الصهيوني؟
يرى د. علي الأعور أن يوم السابع من أكتوبر شكّل نقطة تحول كبيرة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث بدأ المجتمع الإسرائيلي يفكر في الهجرة العكسية بعد إدراكه لعمق الأزمة.
وأكد أن نتنياهو يسعى للعودة إلى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين في الدوحة أو القاهرة، في محاولة للحفاظ على حصانته البرلمانية والدبلوماسية لتجنب المحاكمة.
واختتم الأعور حديثه بأن على نتنياهو أن يتبنى حلًا سياسيًا يعتمد على حل الدولتين إذا ما أراد حماية نفسه من السقوط السياسي والقانوني، والعمل على إعادة المستوطنين إلى مناطقهم في الشمال والجنوب عبر اتفاقيات سياسية جديدة.