محافظات

إعلام منفلوط يكشف الكوارث المجتمعية: زواج قاصرات وجرائم ختان مرعبة

في إطار حملة إعلامية شاملة تهدف إلى إعادة بناء وعي الإنسان المصري، أطلق قطاع الإعلام الداخلي بالهيئة العامة للاستعلامات مبادرة “بداية جديدة لبناء الإنسان” تحت شعار “ايد في ايد هننجح اكيد” برعاية الدكتور أحمد يحيى رئيس قطاع الإعلام الداخلي، وبتوجيهات الدكتور ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات.

وفي سياق هذه الحملة نظّم مركز إعلام منفلوط لقاء حواري استضافته جمعية تنمية المجتمع ببني عدي، وذلك تحت عنوان “الموروثات المجتمعية الخاطئة وأثرها على حقوق المرأة”.

أدارت اللقاء منى أحمد قطب، مديرة مركز إعلام منفلوط، التي رحبت بالحضور وقدمت نبذة عن أهمية الحملة الإعلامية ودورها في تعزيز وعي المجتمع بكافة فئاته حول القضايا الصحية والتعليمية والدينية.

وركزت في كلمتها على أن المبادرة تهدف إلى تغيير الموروثات المجتمعية السلبية التي تؤثر سلباً على المرأة وحقوقها، وتشمل نواحي متعددة من الحياة.

زواج القاصرات: جريمة مجتمعية مغلفة بالدين والتقاليد

أحد المحاور الرئيسية التي تم تسليط الضوء عليها في اللقاء هو الزواج المبكر للفتيات قبل سن الـ 18، وهو من الموروثات المجتمعية الخاطئة التي تعصف بحقوق الفتاة وطفولتها. أكد الشيخ عبد العزيز عبد العظيم محمد، رئيس قسم الإرشاد الديني وشؤون القرآن بإدارة أوقاف منفلوط، أن هذا الزواج غير معترف به في الشريعة الإسلامية التي تحث على العدل والرحمة تجاه المرأة. شدد الشيخ على أن الفتاة في هذا السن لا تمتلك النضج الكافي لتحمل مسؤوليات الزواج وتربية الأسرة، مما يعرضها لمخاطر صحية واجتماعية جسيمة، مثل احتمالية حدوث الطلاق أو وفاة الزوج وتركها بلا حقوق. وبدلاً من الزواج، دعا الشيخ إلى تربية الفتيات على القيم الأخلاقية، التي هي الأساس في بناء مجتمع متوازن أخلاقياً ودينياً.

ختان الإناث: جريمة إنسانية مغلفة بالعادات

ومن القضايا التي نوقشت في اللقاء أيضاً، جريمة ختان الإناث، التي تُعتبر واحدة من أكثر الموروثات المجتمعية السلبية تدميراً لنفسية وصحة الفتيات. تحدثت أمل عمران، مديرة التثقيف الصحي والإعلام بالإدارة الصحية بمنفلوط، عن الأضرار الجسدية والنفسية التي يتسبب فيها الختان، مؤكدةً أن هذه الممارسة ليست من الدين بأي شكل من الأشكال، بل هي عادة اجتماعية بالية. وأضافت أن ختان الإناث يمكن أن يؤدي إلى نزيف خطير أو حتى الوفاة، فضلاً عن التأثير النفسي العميق الذي يظل مع الفتاة طوال حياتها.

كما شددت أمل عمران على أن الجهات الحكومية تسعى جاهدةً لمحاربة هذه الظاهرة، مشيرةً إلى أن القانون يعاقب بشدة كل من يشارك في إجراء هذه العمليات الوحشية، بعقوبات تشمل السجن وغرامات مالية تصل إلى 10,000 جنيه. وأكدت أن الإبلاغ عن هذه الجرائم يمكن أن يتم من خلال الخط الساخن لنجدة الطفل، داعيةً الجميع إلى المشاركة الفعالة في التصدي لهذه الانتهاكات حفاظاً على صحة الفتيات وحقوقهن.

حرمان المرأة من الميراث: سرقة شرعية وقانونية

ناقش الشيخ عبد العزيز أيضاً قضية حرمان المرأة من الميراث، وهو أحد الموروثات المجتمعية التي تتعارض مع الشرع والقانون. وقد أكد الشيخ أن حرمان المرأة من نصيبها في الميراث يعد انتهاكاً واضحاً لتعاليم الدين الإسلامي التي تضمن للمرأة حقوقها كاملةً في هذا الجانب. وحث الحضور على ضرورة اللجوء إلى القضاء في حالة التعرض للحرمان من الميراث، مشيراً إلى أن المحاكم الأسرية هي الجهة المختصة للفصل في مثل هذه النزاعات.

العنف ضد المرأة: سلوك غير مقبول شرعاً ومجتمعياً

ومن الموروثات المجتمعية الأخرى التي تم تسليط الضوء عليها، العنف ضد المرأة الذي اعتبره الشيخ عبد العزيز عبد العظيم منبوذاً وغير مقبول في الدين الإسلامي، مشيراً إلى أن الله ورسوله أوصيا بحسن معاملة المرأة والإحسان إليها. وأكد أن الاعتداء على المرأة بأي شكل من الأشكال يتنافى مع قيم الرحمة والعدل التي يدعو إليها الإسلام، ويجب أن يتم معاقبة من يمارس العنف ضد المرأة، سواء كان هذا العنف جسدياً أو نفسياً.

الحملات التوعوية: خط الدفاع الأول ضد الموروثات السلبية

وفي نهاية اللقاء، تطرقت أمل عمران إلى أهمية توعية المجتمع بخطورة هذه الموروثات السلبية على المرأة وعلى المجتمع ككل. ودعت النساء إلى التعاون مع الجهات المعنية والإبلاغ عن أي حالات تتعلق بالزواج المبكر أو ختان الإناث، مشيرةً إلى أن حماية الفتيات من هذه الممارسات الوحشية هي مسؤولية الجميع.

الختام والأسئلة

في ختام اللقاء، فتح المجال أمام الحضور لطرح الأسئلة والاستفسارات، والتي تركزت معظمها حول كيفية التصدي لهذه الموروثات السلبية وما هي الإجراءات التي يمكن اتخاذها على مستوى الفرد والمجتمع لحماية حقوق المرأة. وقد تميزت النقاشات بالود والتفاؤل في أجواء تسودها الرغبة في بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة، مع تأكيد الجميع على أن التغيير الحقيقي يبدأ من توعية المجتمع وتصحيح المفاهيم الخاطئة التي تضر بكيان الأسرة والمجتمع.

اللقاء الحواري هذا يعكس الأهمية البالغة للحملات التوعوية في مجابهة الموروثات السلبية التي تعصف بحقوق المرأة وصحة المجتمع ككل، ودور الجميع في التصدي لها بدءاً من الفرد مروراً بالمؤسسات الاجتماعية والدينية وصولاً إلى السلطات القانونية

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى