إذا نظرت حضرتك إلى تركيبة الشعب “اللبناني” تجدها معقدة جداً فهي تقوم على النظام الطائفي.
وهناك ثلاث طوائف كبرى في “لبنان” وهم السنة والشيعة والموارنة..
وهؤلاء جميعاً يمثلون ٧٥٪ من الشعب ، والمناصب القيادية موزعة بينهم ، فالرئيس وقائد الجيش من الموارنة ، ورئيس مجلس النواب من الطائفة الشيعية ، ورئيس الوزراء دائماً من السنة.
وهناك طوائف أخرى أقل عدداً مثل الدروز والروم الأرثوذكس والأرمن وغيرهم.
وهذا النظام الطائفي لم يكن موجوداً من قبل حيث كانت جزء من بلاد الشام ، وأحتلتها “فرنسا” وقامت بوضع هذا النظام الطائفي قبل إعلان أستقلال هذا البلد الشقيق عام ١٩٤٣.
وحزب الله جزء لا يتجزأ من طائفة الشيعة ، ولذلك فإن محاولة العدو الصهيوني القضاء عليه عسكرياً أمر لا يجدي ، بل يزيد الأمور تعقيداً في “لبنان” خاصة إذا أمتد هذا العدوان إلى مناطق يسكنها المسيحيين أو السنة ..
والبحث عن الحل السياسي هو الأجدى وأولى خطواته وقف إطلاق النار.
وفي يقيني أن المجرم “نتنياهو” وحكومته المتطرفة تريد بالحرب على “لبنان” تحسين صورتها أمام الرأي العام الإسرائيلي بعد فشلها في تحقيق أهدافها في “غزة” برغم كثرة الضحايا من الفلسطينيين ، وهي تتمثل في القضاء على “حماس” وهذا لم يحدث حتى الآن ، وإطلاق الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لديها ، ومن الواضح أنهم لن يستعيدوا أسراهم إلا جثث.
وفي أحاديث الشهيد “حسن نصرالله” رحمه الله تجده يتحدث عن نشأة حزب الله ، فقد كان سابقاً جزء من حزب أمل الممثل الرسمي للشيعة في “لبنان” لكن حدث إنشقاق طائفة من المجاهدين كما أسماهم عام ١٩٨٢بسبب مواقعه المائعة من العدوان الإسرائيلي ..
وهكذا نشأ حزب الله ، فهو ليس حزب بالمعنى التقليدي بل منذ البداية هي حركة مقاومة ..
وعن كيفية ترقياته السريعة حتى وصل إلى قيادة الحزب قبل أن يبلغ الأربعين من عمره كانت إجابته: عقب عودتي إلى “لبنان ” عام ١٩٧٨مع أستاذي الشهيد “عباس موسوي” أستقر في “بعلبك” وكانت تلك البلدة بعيدة عن الحرب الأهلية التي تطحن البلاد في ذلك الوقت ..
وبدأنا نشاط واسع هناك وأتسع دوري وأصبحت حياتي تدور بين التدريس وإلقاء الخطب ونشاط ثقافي وفكري بالإضافة إلى العمل السياسي ، وأصبحت مسئولا عن منطقة “البقاع” كلها وهذه المسئولية جعلتني عضواً في المكتب السياسي لحركة أمل الشيعية التي كنت أنتمي إليها حتى أنفصلنا عنها عام ١٩٨٢ عند بدء العدوان الإسرائيلي على “لبنان”.
وأصبح حزب الله قوة قائمة بذاتها وعلى رأسه أستاذي الشهيد “عباس موسوي” وبعد إغتياله عام ١٩٩٣ تم إنتخابي لقيادة الحزب ..
ومن أهم إنجازات حزب الله نجاحه في تحرير جنوب “لبنان” مع بداية الألفية الجديدة وطرد القوات الإسرائيلية من هناك والقضاء على ما كان يسمى جيش “لبنان الجنوبي” الموالي له.
وعن المستقبل تراه دوماً ينظر إلى المستقبل بتفاؤل ..
فهو يؤكد أن شعب “لبنان” بسبعة أرواح كما تقول الحكمة الشهيرة ..
قادر على أن يخرج من كل مصيبة بنجاح ، ويعيد البناء من جديد ..
المشاكل تحاصره حتى في حياته اليومية ، لكنه لا يستسلم أبدا وعنده إرادة من حديد ..
شعب يحب الحياة برغم كل مصائبها !!