معاناة الفلسطينيين في شمال غزة تتفاقم بعد تسعة أيام من الإبادة الإسرائيلية
تشهد شمال غزة اليوم وضعًا إنسانيًا مأساويًا، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المياه والغذاء منذ تسعة أيام بفعل القصف الإسرائيلي المستمر وقطع المساعدات الإغاثية. مع دخول اليوم التاسع من هذه الأزمة، يزداد قلق المنظمات الإنسانية والأسر المتضررة من تفاقم الوضع المعيشي.
تعيش العديد من الأسر الفلسطينية في شمال غزة تحت الحصار، مع انقطاع شبه كامل للمساعدات الإنسانية وشاحنات المياه العذبة. تدهور الوضع الصحي بشكل كبير، حيث يعاني الأطفال والنساء من الجوع والعطش، مما جعلهم في مواجهة مع تدهور سريع في صحتهم العامة.
وطالب العديد من نشطاء حقوق الإنسان والمنظمات الدولية بضرورة تدخل عاجل لإنهاء الحصار وفتح المعابر من أجل إدخال المساعدات الأساسية. لقد أدت القيود المفروضة إلى تفشي حالات نقص التغذية وانتشار الأمراض، وهو ما يهدد حياة الآلاف من المدنيين.
يعاني سكان شمال قطاع غزة، لليوم التاسع على التوالي، من نقص حاد في المياه والغذاء بسبب القيود المفروضة على دخول المساعدات الإغاثية. تشهد المنطقة، منذ بدء العملية العسكرية الإسرائيلية في الخامس من أكتوبر/ تشرين أول الحالي،
أثناء العملية العسكرية، توقفت جميع محطات تحلية المياه في محافظة شمال قطاع غزة عن العمل، مما أدى إلى تفاقم معاناة الأهالي. أيمن الكحلوت، أحد سكان بيت لاهيا، قال للأناضول: “إن الجيش يتعمد استهداف أي شخص يتحرك لجلب المياه أو تشغيل الآبار في المنطقة، ومعظم العائلات تعاني اليوم من قلة مياه الشرب”.
كما أشار غازي المجدلاوي للأناضول إلى أن “الجيش فجر عدداً من الروبوتات الإلكترونية في مربعات سكنية غربية مخيم جباليا، مما أدى لتدمير عشرات منازل المواطنين”.
تعيش المنطقة واقعاً مريراً بين الجوع والعطش وغياب الخدمات الصحية تحت وطأة القصف والدمار. وتؤكد التقارير أن القوات الإسرائيلية تفرض حصاراً صارماً على بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا، مما يهدد حياة أكثر من 400 ألف فلسطيني في شمال القطاع.
وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية، يناشد أهالي شمال غزة جميع المؤسسات الدولية للتحرك العاجل وفرض ضغوط على إسرائيل لوقف الجرائم ضد الإنسانية بحقهم.
تصعيد عسكري في مخيم جباليا: جيش الاحتلال يدمر المنازل ويحيط بالمناطق الرئيسية
تستمر الأوضاع الأمنية في مخيم جباليا بالتدهور، حيث تواصل القوات الإسرائيلية عملياتها العسكرية المكثفة، مما أدى إلى تفجير وتدمير العديد من المباني السكنية. وقد سجلت الليلة الماضية سلسلة من الانفجارات التي تسببت في إلحاق الأذى بالسكان المحليين الذين يشعرون بالقلق والخوف نتيجة هذا التصعيد.
تشير التقارير إلى أن جيش الاحتلال يتمركز في مناطق استراتيجية غربي وشرقي المخيم، مانعًا أي عمليات خروج أو دخول. وقد أكد الشاب غازي المجدلاوي في حديثه لوكالة الأناضول أن العائلات المحاصرة في المناطق المذكورة تعاني من شح الموارد وعدم قدرتها على تلقي المساعدة.
وفقًا لشهادات الشهود، شن الجيش هجمات باستخدام robots إلكترونية في عدة مربعات سكنية، مما أدى إلى تدمير العشرات من المنازل. وذكر المجدلاوي أن “الجثث لا تزال مرمية في الشوارع وتحت الأنقاض بسبب عدم قدرة فرق الإسعاف والدفاع المدني على التحرك”.
أضاف المجدلاوي بأن الوضع يتفاقم مع كل ساعة تمر، حيث تتواصل المناورات العسكرية لقوات الاحتلال، مما يزيد من المخاوف تجاه حياة المدنيين المتواجدين في المناطق المتأثرة.
اعتقال الرجال ومصير النساء المجهول في مخيم جباليا: خطورة الأوضاع تتصاعد
تواصل الأوضاع الميدانية الخطيرة في شرق مخيم جباليا، حيث يعيش الأهالي حالة من الرعب والقلق. يتحدث رائد الخطيب، الذي يبلغ من العمر خمسين عامًا، عن ظروف مأساوية في منطقته، حيث قامت قوات الجيش باقتحام المنازل واعتقال الرجال، مما ترك النساء في وضع غير آمن ومصير مجهول.
وأوضح الخطيب للأناضول أن الجيش قد نفذ عمليات اقتحام في الأيام الأخيرة، حيث اعتُقل عدد من الرجال في المنطقة، بينما أُمرَت النساء بالتوجه نحو جنوب القطاع. هذا الأمر يعكس حالة عدم الاستقرار والقلق السائدة في المجتمع المحلي، حيث يشهد السكان قصفًا إسرائيليًا متواصلًا لم يتوقف حتى لدقيقة.
وأكد الخطيب أن القصف والاستهدافات تسود كل مكان، مما يعيق إمكانية مغادرة العائلات المحاصرة لمنازلها، رغم الخطر الكبير الذي يواجهونه. “هناك عشرات العائلات لا يزالون محاصرين في منازلهم في شارع السكة ومناطق مخيم جباليا، وكأننا نعيش في جحيم لا ينتهي،” يقول الخطيب.
نقص حاد في الغذاء والمياه في شمال قطاع غزة: مناشدات إنسانية للتدخل الفوري
تواجه عائلات في شمال قطاع غزة أزمة إنسانية خانقة نتيجة نقص المياه والغذاء، حيث توقفت جميع محطات تحلية المياه عن العمل وسط القصف المستمر، مما يزيد من معاناة الملايين الذين يحتاجون للمساعدة الفورية.
أعلنت شركة “إيتا”، أكبر مصدر للمياه الصالحة للشرب في شمال القطاع، أنها توقفت عن العمل بسبب الأوامر العسكرية الإسرائيلية. تتعرض العائلات للمعاناة المستمرة، حيث أشار الأب أيمن الكحلوت من بلدة بيت لاهيا، إلى أن مياه الشرب نفدت من منزله منذ يومين. ويقول: “كنا نحصل على المياه من بئر زراعي يعمل كل يومين، ولكن منذ بدء العمليات العسكرية، لم يعمل البئر حتى مرة واحدة بسبب الخوف من القصف.”
إن الوضع الإنساني يزداد سوءًا مع تعمد قوات الاحتلال استهداف كل من يحاول جلب المياه أو تشغيل الآبار، مما يترك العديد من الأسر دون مصدر للشرب. وأضاف الكحلوت: “نحن نعتمد حالياً على بعض المعلبات والبقوليات فقط، ولا يوجد أي أنواع طعام أخرى تسد رمق الناس.”
الأب أيمن يناشد المجتمع الدولي للضغط من أجل السماح بإدخال الإمدادات الأساسية، محذرًا من أن القصف ليس الوحيد الذي يهدد الحياة، فالناس سيموتون أيضًا بسبب نقص المواد الغذائية والمياه. “إذا لم نمت بالقصف، فسوف نموت بنقص المستلزمات الأساسية”، قال أيمن.
– الوضع الصحي المتدهور في شمال قطاع غزة: المستشفيات تواجه التهديدات الإسرائيلية
تعيش المستشفيات الثلاثة في شمال قطاع غزة، وهي كمال عدوان والعودة والإندونيسي، أوضاعًا صحية مأساوية وسط تهديدات إسرائيلية بالإخلاء والتدمير، مما يزيد من معاناة المرضى الطاعمين في ظل الحصار العسكري المفروض.
تعمد الجيش الإسرائيلي إلى استهداف طواقم الإسعاف في شمال قطاع غزة، حيث يعد مستشفى كمال عدوان الواقع في بلدة بيت لاهيا من بين الأكثر تضرراً. ووفقًا لمدير المستشفى حسام أبو صفية، ورغم التهديدات المستمرة، لا تزال المستشفيات الثلاثة تعمل على إنقاذ الأرواح في المنطقة. وأشار أبو صفية إلى أن المستشفى الإندونيسي يستقبل حالياً 28 مريضاً ويعمل به 17 من الطواقم الطبية، لكنه مع ذلك غير قادر على استقبال حالات جديدة بسبب نقص الكادر الطبي.
وذكر أبو صفية أن “العودة” تعمل بكامل طاقتها، كما ذكر نجاح المنظمات الدولية في إدخال شاحنة وقود واحدة إلى مستشفى كمال عدوان يوم السبت. ومع ذلك، فقد حذر من أن الكميات المحدودة من الوقود التي تم إدخالها لا تكفي سوى لبضعة أيام، مما يهدد استمرارية الخدمات الطبية.
في سياق متصل، حاول الجيش الإسرائيلي إطباق الحصار على منطقة جباليا ومنع الأهالي من النزوح إلى مدينة غزة، موجهاً أوامر بإجلائهم فقط عبر شارع “صلاح الدين”. ومع بدء العملية العسكرية الحالية في 7 أكتوبر، يتم تهجير سكان بلدات بيت حانون وجباليا وبيت لاهيا، مما يوحي بوجود خطة عسكرية تهدف إلى تحويل المنطقة إلى منطقة عسكرية مغلقة.
حسام أبو صفية: نعرض حياة المرضى للخطر في غياب الدعم الكافي.
قال أبو صفية “نحن نغامر بحياة المرضى عندما لا نحصل على الموارد الكافية لمساعدتهم، التعزيزات الدولية قد تكون الأمل الوحيد في ظل لهيب الحرب القائمة”.
خلفت الإبادة الجماعية في غزة أرقامًا مرعبة، حيث تجاوز عدد القتلى والجرحى الفلسطينيين 140,000، بالإضافة إلى أكثر من 10,000 مفقود، مما يثير قلقاً دولياً حول ما يحدث في المنطقة.