عربي ودولى

قطف الزيتون… من موسم الخير والزيت إلى موسم عربدة المستوطنين

منذ بدأ الفلاحون الفلسطينيون قطف ثمار الزيتون، للموسم الحالي الذي يبدأ من تشرين الأول/ أكتوبر، ويستمر لنحو 3 شهور، وهم يتعرضون لهجمات شرسة من عصابات المستوطنين بحماية كاملة من جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وتتفاوت تلك الهجمات بين إطلاق النار عليهم ومنعهم من الوصول لأراضيهم وتقطيع أشجار الزيتون وسرقة المحصول، وغيرها من الاعتداءات.

وأحصى ناشطون أكثر من 70 اعتداءً، منذ مطلع تشرين الأول/أكتوبر الجاري وحتى مساء أمس السبت (12 يوما)، في مناطق متفرقة في الضفة الغربية المحتلة، شملت تحطيم أشجار زيتون ومهاجمة مزارعين ومنعهم من قطف الثمار.

وتركزت تلك الاعتداءات في مناطق شرق مدينة رام الله (وسط)، وجنوبي مدينة نابلس (شمال)، وشمال مدينة سلفيت (شمال).

ويقول الناشط في “مناهضة الاستيطان” فؤاد حسن لـ “قدس برس” إنهم غير قادرين على ملاحقة تلك الاعتداءات وإحصائها، نظرا لكثرتها ووحشيتها.

مشيرا إلى أن بلدات مثل “قريوت” و”قصرة” و”جالود” و”دوما” على نحو خاص، وغالبية مناطق جنوب نابلس على وجه العموم، كانت مركزا لتلك الهجمات، لا سيما أن هناك ما لا يقل عن 16 مستوطنة و30 بؤرة استيطانية جاثمة على أراضي الفلسطينيين في المنطقة، وسكانها يعدون من أشرس المستوطنين وأكثرهم تطرفا.

وضرب حسن مثالا على ذلك، مستحضرا ما تعرض له قاطفو الزيتون في الأراضي القريبة من البؤرة الاستيطانية “إديش كودش” صباح أمس السبت، وتكرر اليوم الأحد، “حيث شن ما لا يقل عن مائة مستوطن وبعضهم كان مسلحا، هجوما كبيرا، ما أجبر الأهالي على مغادرة المكان والتوقف عن مواصلة عملية القطاف”، مستدركا “لا نعلم إن بقي المستوطنون في الموقع، وسرقوا المحصول أو حرقوا الأشجار… فالخيارات كلها متوقعة، مع إقامة جيش الاحتلال لحاجز عسكري لضمان عدم عودة أصحاب الأرض”.

كما أشار إلى أن قوات الاحتلال طردت المزارعين، من قريتي “يتما” و”قبلان” جنوبي نابلس، وطالبتهم بالابتعاد عن ما يسمى شارع “ألون” الاستيطاني لمسافة 300 متر هوائياً، ما يعني فعلياً أن كل المناطق المزروعة بالزيتون يصبح ممنوع الوصول إليها.

وأعرب رئيس مجلس قروي “يتما” أحمد جاموس عن خوفه من خسارة الموسم، للعام التالي على التوالي، “خاصة أنهم في العام الماضي تركوا الزيتون على الأشجار ولم يقطفوه، بعد اندلاع أحداث السابع من أكتوبر”.

واندلعت مواجهات مساء اليوم السبت، بين المزارعين الفلسطينيين والمستوطنين الذين هاجموهم في أثناء قطفهم الزيتون في قرية “المغير” شرق رام الله وسط الضفة الغربية، وفي مكان آخر من القرية أغلق المستوطنون الطرق الفرعية الزراعية الموصلة لحقول الزيتون، ما يعد أسلوبا من أساليب كثيرة يطبقونها على الأرض، للحيلولة دون قدرة المزارعين الفلسطينيين على الوصول إلى أراضيهم من أجل قطف ثمار الزيتون.

كما أقدمت عصابات المستوطنين على قطع عشرات الأشجار المثمرة، التي تزيد أعمارها عن أربعين عاماً وأكثر، مستخدمين مناشير كهربائية، ومن ثم هناك من فقد كليا مصدر رزقه.

ووفقا تقرير لـ “معهد الأبحاث التطبيقية – أريج”، تم في العام الماضي 2023 اقتلاع 8 آلاف و 814 شجرة مثمرة في الضفة، من بينها 7 آلاف و 904 أشجار زيتون مثمرة (90 بالمئة من العدد الإجمالي للأشجار الفلسطينية المثمرة التي اُقْتُلِعَت).

وأشار “أريج” في تقرير إلى أن الإنتاج المتوسط لكل شجرة زيتون في الأراضي الفلسطينية هو 16 كيلوغرامًا، وعند حساب الناتج الإجمالي لأشجار الزيتون التي اُقْتُلِعَت خلال الفترة السابق ذكرها، فقد بلغ 126 ألفا و 464 كيلو غراماً.

وبحساب تكلفة سعر الكيلوغرام الواحد من ثمار الزيتون (أربعة دولارات وخمسة سنتات لكل كيلوغرام)، ينتج عنه خسارة مالية إجمالية تكلفتها حوالي خمسمئة وثلاثة عشر ألف دولار. كما أن هذه الأشجار التي اُقْتُلِعَت تؤدي إلى خسارة في كمية ثاني أوكسيد الكربون الممتص من الجو بما يصل إلى 5.7 مليون كيلو غرام.

ومن المتوقع أن يبلغ إنتاج الضفة الغربية حوالي 18 ألف طن من الزيت لهذا الموسم، يتم تصدير منها بين 4 إلى 5 آلاف طن سنويًا، بينما يُستهلك الباقي محليًا. في حين فقد قطاع غزة جزءًا كبيرًا من إنتاجه خلال عامي 2023-2024 بسبب الحرب، حيث دُمرت أكثر من 75 بالمئة من أشجار الزيتون من أصل 1.3 مليون شجرة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى