مصر

حزب غد الثورة يدعم قوات حفظ السلام المصرية في الصومال

أصدر حزب غد الثورة الليبرالي المصري برئاسة الدكتور أيمن نور بيانا يدعم فيه قوات حفظ السلام المصرية التي تؤدي دورًا مهمًا في دعم الاستقرار والأمن في دولة الصومال الشقيقة، التي تعاني من صراعات طويلة الأمد وتعقيدات محلية ودولية.

وقال الحزب في بيانه إن القوات المصرية في الصومال تعمل في ظل ظروف شديدة الصعوبة، وتواجه تحديات متعددة تشمل الجماعات المسلحة المحلية، والقبائل المتنازعة، والجرائم المنتشرة والانفلات الأمني.

وأشار الحزب إلى أبرز التهديدات التي تواجه قوات حفظ السلام المصرية التى تتمثل في الجماعات المتطرفة، وعلى رأسها “حركة الشباب”. هذه الجماعة الإرهابية ترتبط بتنظيم القاعدة وغيره من المنظمات الإرهابية وتستهدف بشكل مباشر قوات الأمن والقوات الدولية، مما يشكل خطرًا دائمًا يهدد حياة جنودنا، خاصة بعد التلويح الصادر من هذه المنظمات ضد قواتنا.

وتابع الحزب أن هذه الجماعة تعتمد على تكتيكات حرب العصابات والهجمات الانتحارية، مما يتطلب مواجهة هذه التهديدات بتكتيكات عسكرية متطورة واستعدادات أمنية عالية.

ولفت الحزب إلى أهمية القبائل الصومالية التى يراها جزءًا مهمًا آخر من التحديات، خاصة في ظل ارتباط بعضها بعلاقات مباشرة مع إثيوبيا، مما يعقد المشهد. وقال البيان إن تلك القبائل تمتلك بعض هذه القبائل ميليشيات مسلحة، قد تكون غير مرتبطة بالجماعات الإرهابية، لكنها تمثل تحديًا كبيرًا في ظل النزاعات القبلية المستمرة حول الموارد والأراضي.

ويرى الحزب في بيانه أن هذه البيئة المعقدة التي تواجهها القوات المصرية لحفظ السلام تتطلب التعامل بحذر بالغ مع التحديات والمجموعات المختلفة لضمان عدم تفاقم النزاعات بين قواتنا والكيانات المحلية بأشكالها المختلفة. فالصومال بلد ذو تركيبة قبلية، وهذه الديناميكيات القبلية تؤثر بشكل كبير على العلاقات المحلية والصراعات. من الجدير بالذكر أن قبائل مثل دارود وإسحاق والهوية تتشابك مصالحها وصراعاتها، مما يعقد مهمة قوات حفظ السلام في التعامل معها.

وأوضح البيان أن التحدي الأكبر أمام القوات المصرية هو الحفاظ على الحياد بين هذه القبائل المتنازعة وضمان أن تكون مشاركتها في حفظ الأمن مقبولة لدى جميع الأطراف المحلية. إلى جانب التهديدات المباشرة من الجماعات المسلحة والقبائل، تعاني الصومال أيضًا من غياب شبه كامل للقانون في العديد من المناطق، مما يؤدي إلى انتشار الجرائم مثل الاختطاف والابتزاز والسرقة، وهي جرائم تمثل تحديًا إضافيًا لقوات حفظ السلام.

الصومال يعاني من انهيار في البنية التحتية، مما يزيد من صعوبة تحركات قوات حفظ السلام. الطرق غير الممهدة، والمناخ القاسي، والمسافات الطويلة بين المدن والمناطق الريفية تجعل من التنقل والإمدادات تحديًا آخر يضغط على مهام الجنود المصريين. إن التعامل الفعّال مع المجتمع المحلي يعد عاملًا حاسمًا في نجاح قوات حفظ السلام.

ويؤكد الحزب على أهمية بناء الثقة بين القوات المصرية وقادة القبائل والمجتمع المدني لضمان تحقيق السلم والأمن في ظل هذه الظروف الصعبة. تحتاج هذه العلاقات المحلية إلى حساسية خاصة وفهم عميق للديناميكيات الاجتماعية والسياسية في الصومال.

وأضاف غد الثورة أن الصومال يمثل ساحة للتنافس الدولي والإقليمي، حيث تسعى بعض الدول إلى تحقيق مصالحها على حساب استقرار المنطقة. إن هذا التنافس الإقليمي والدور الإثيوبي يزيد من تعقيد مهمة قوات حفظ السلام، حيث تتعرض هذه القوات لضغوط من أطراف خارجية تحاول استغلال الوضع لتحقيق مكاسب سياسية أو اقتصادية.

ووجه حزب غد الثورة نداءً إلى الأمم المتحدة والمنظمة الدولية للصليب الأحمر لدعم الجهود الإنسانية في الصومال وتقديم المساعدة اللازمة، فدور الصليب الأحمر يعد ضروريًا في تقديم الرعاية الإنسانية والطبية لمواجهة هذه الظروف الصعبة. كما نعول على تعاونهم المستمر مع قوات حفظ السلام المصرية لضمان توفير الحماية والرعاية.

وناشد الحزب السيد أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، والمقررين الخاصين المعنيين بالشؤون الأمنية والإنسانية، بضرورة تقديم الدعم اللازم لقوات حفظ السلام الدولية في الصومال، وخاصة القوات المصرية التي تواجه ظروفًا استثنائية من حيث المخاطر والتحديات.

وطالب بيان الحزب بضرورة تعزيز التنسيق الدولي لضمان توفير الدعم اللوجستي والتكنولوجي الكافي لمواجهة التهديدات المتعددة، بما في ذلك تقديم الدعم الاستخباراتي والتقني لمكافحة الإرهاب وضمان سلامة الجنود والمدنيين.

وأكد حزب غد الثورة الليبرالي المصري على دعمه الكامل لقوات حفظ السلام المصرية التي تقوم بواجبها الإنساني في دعم استقرار الصومال. إن هذه المهمة الصعبة تتطلب منا جميعًا التضامن والدعم. ونطالب المجتمع الدولي بتكثيف الجهود لتوفير الحماية اللازمة لقوات حفظ السلام وضمان تحقيق الأمن والاستقرار في هذه المنطقة المضطربة.

وأكد الحزب في ختام البيان على رؤيته بضرورة أن تظل مصر ملتزمة بدورها في دعم الاستقرار في إفريقيا، وتواصل تقديم الدعم والمشاركة في عمليات حفظ السلام الدولية، مهما كانت التحديات والمخاطر. وندعو الله لهم بالسلامة والعودة سالمين إلى أهلهم ووطنهم.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى