تقارير

مأساة إنسانية في عمارة 278 بمساكن الشباب في مدينة العبور .. مجاري تلوث الحياة

في مشهد يبعث على القلق والاستياء يعيش سكان عمارة 278 بمساكن الشباب بجوار سنتر الياسمين في مدينة العبور مأساة حقيقية تتمثل في طفح المجاري الذي يدمر حياتهم منذ أكثر من عام

بلا أي تحرك من الجهات المعنية وكأنهم يعيشون في منطقة منسية لا تصلها الأضواء ولا الالتفاتات الإنسانية

تجسدت معاناة السكان في انبعاث روائح كريهة تفوح في الأرجاء وتغمر شققهم التي يفترض أن تكون ملاذاً آمناً لهم ولأبنائهم ومع كل يوم يمر تتفاقم المشكلة بشكل يدعو للفزع إذ يتحول هذا الطفح إلى بؤرة لتجمع الحشرات والأمراض ما يجعل حياة الأسر هناك جحيماً مستمراً

على الرغم من الشكاوى المتعددة التي تقدم بها السكان عبر الخط الساخن 15100 في محاولات يائسة للحصول على حلول جذرية لهذه الكارثة إلا أن تلك النداءات لم تلقَ آذاناً صاغية

وكأن هناك جداراً يمنع استجابة المسؤولين لمصائب هؤلاء المواطنين فهل يُعقل أن يتجاهل المسؤولون معاناة مجموعة من البشر وتبقى أحوالهم في هذا التدهور المأساوي

يعيش الأهالي حالة من الإحباط بسبب انعدام الاستجابة من الجهات المسؤولة وعجزهم عن تأمين حياة كريمة لهم ولأبنائهم الذين يعانون في صمت

ويتعرضون لمخاطر صحية جمة نتيجة تلوث البيئة المحيطة بهم وهذه البيئة التي يفترض أن تكون مكاناً آمناً للعيش أصبحت مصدراً للأمراض والقلق المستمر

من بين تلك الأسر نجد آباءً وأمهات يتساءلون بمرارة عن دور وزارة الإسكان ورئاسة جهاز مدينة العبور في التصدي لهذه الكارثة المستمرة التي تهدد مستقبل أطفالهم وتؤثر سلباً على صحتهم ورفاهيتهم فهل يعقل أن يظل السكوت سيد الموقف في ظل كل هذه المعاناة

الأهالي لا يطالبون سوى بحل لمشكلتهم اليومية التي أضحت ثقلاً على كاهلهم فالأمر ليس مجرد مشكلة تتعلق بالمرافق بل هو تهديد واضح لصحة الأبناء ولنوعية الحياة التي يستحقونها كحق إنساني أصيل فهل يمكن أن نرى تحركاً حقيقياً لإنقاذ هؤلاء من بؤسهم المستمر

مع كل محاولة من سكان العمارة لتصعيد الشكاوى وزيادة وتيرتها يتساءلون لماذا كل هذا التجاهل لمطالبهم البسيطة

هل أصبحت أرواحهم وأرواح أبنائهم رخيصة إلى هذا الحد ولماذا لا تتحرك الجهات المعنية لوضع حد لمعاناتهم لماذا يُترك هؤلاء العائلات لمواجهة هذه المأساة بمفردهم

لقد أصبحت الأمور أكثر تعقيداً مما يمكن تخيله فالأضرار الصحية تتزايد بشكل ينذر بالخطر حيث تظهر حالات مرضية جديدة مرتبطة بتلوث المجاري وقد تتعرض الأسر بأكملها لخطر حقيقي يهدد حياتهم وصحتهم ومع ذلك لا نجد أي بوادر للأمل في الأفق

إن الأهل في هذه العمارة يطالبون بحقوقهم كأفراد يعيشون في مجتمع يسعى لتحسين جودة الحياة للمواطنين والعيش في بيئة صحية وآمنة

ولا ينبغي لأحد أن يغض الطرف عن هذه المطالب المشروعة التي تعبر عن واقع مرير يتطلب تدخلاً سريعاً وفعالاً من الجهات المختصة

الحكومة مسؤولة عن حماية المواطنين وتوفير بيئة صحية لهم ولأبنائهم ولكن في ظل هذه الحالة يبدو أن المسؤولين في غفلة عما يحدث في عمارة 278 مما يثير التساؤلات حول التزامهم وحرصهم على حياة الناس وصحتهم

ما يحدث هنا ليس مجرد مشكلة بسيطة بل هو فشل إداري يستوجب التقييم فهل يستمر هذا الفشل أم نشهد يوماً ما استجابة حقيقية لإنقاذ هؤلاء من هذا الكابوس الذي طال أمده

من يملك الجواب عن مآسي هؤلاء السكان الذين يصرخون في صمت ويطلبون العون من أي جهة يمكنها مساعدتهم ويبدو أن الجدران تعكس صرخاتهم غير المسموعة التي تتردد في أرجاء المكان من دون أي أمل في الاستجابة

إن لم تتحرك وزارة الإسكان ورئاسة جهاز مدينة العبور لوضع حد لهذه المأساة فإن الأوضاع ستتفاقم أكثر فأكثر فهؤلاء الناس في حاجة ماسة لعناية ورعاية تليق بكرامتهم الإنسانية

إنها دعوة للحركة السريعة قبل أن يفوت الأوان وتتحول هذه المشكلة إلى أزمة أكبر من تلك التي نعيشها حالياً فالأمر لم يعد مجرد طفح مجاري بل هو تهديد حقيقي لأرواح ومصائر عائلات بأكملها تطالب بحل عاجل يجنبهم خطر الأمراض التي تلوح في الأفق

الأمر يتطلب فعلاً شجاعاً وقراراً حاسماً من وزارة الإسكان ورئاسة جهاز المدينة لنرى تحركاً على الأرض لأن انتظارات هؤلاء الأفراد لم تعد تحتمل أكثر من ذلك فالأمر أكبر من مجرد مشكلة مجاري إنه يتعلق بحقوق الناس في حياة كريمة وصحية

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى