أوضح عدد من سكان مدينة الفردوس بعمارات الشرطة والقطاع الاستثماري أن الوضع في منطقتهم أصبح لا يُطاق، بعد انتشار الكلاب الضالة بشكل مخيف.
حيث تزايدت حوادث عقر الكلاب في الآونة الأخيرة، مما دفع الأهالي إلى توجيه استغاثة عاجلة إلى المهندس عادل النجار، محافظ الجيزة، لإنقاذهم من هذه الظاهرة التي تهدد حياتهم.
وفي هذا السياق، أشار المواطن حسام عادل، أحد سكان العمارات، إلى أن الوضع أصبح خطيراً للغاية. “نحن نتعرض يومياً لمواقف مخيفة بسبب الكلاب الضالة التي تتجول في الشوارع، وأصبحنا نخشى الخروج من منازلنا، خاصة الأطفال.” وأضاف أن العديد من جيرانه تعرضوا لعقر الكلاب، مما زاد من حالة القلق والخوف.
كما أوضح المواطن هالة ممدوح، مدرسة في المدينة، أن هذه الظاهرة لم تكن موجودة بهذا الشكل من قبل. “كنا نرى بعض الكلاب، لكن الآن أصبحت كأنها غزت الشوارع، ولم يعد هناك أي مكان آمن.
أصبحت المدارس والأماكن العامة مخيفة.” وأشارت هالة إلى أنها شهدت حالة عقر لأحد طلاب المدرسة، مما دفعها للتفكير في كيفية حماية الأطفال.
آثار ظاهرة الكلاب الضالة
أشار الدكتور سامي صلاح، خبير بيطري، إلى أن انتشار الكلاب الضالة يعكس مشكلة أكبر تتعلق بعدم وجود سياسة فعالة لرعاية الحيوانات في مصر.
وأوضح أن الكلاب الضالة تعاني من نقص الرعاية الطبية والغذاء، مما يجعلها أكثر عدوانية. “إذا لم نتخذ خطوات عاجلة للتعامل مع هذه الظاهرة، فستستمر في الانتشار، وستكون العواقب وخيمة.”
في ذات السياق، أكد المواطن أحمد فرج، موظف حكومي، أن هذه المشكلة تؤثر على الحياة اليومية للأهالي.
“كلما خرجت من المنزل، أجد نفسي في مواجهة هذه الكلاب. أنا شخصياً أشعر بالخوف حتى من الذهاب إلى السوبر ماركت القريب.” وأضاف أن انتشار الكلاب جعل السكان في حالة تأهب دائم، حيث أصبحوا يتجنبون الخروج ليلاً.
ردود الفعل من الجهات المختصة
أوضح مصدر مسؤول في محافظة الجيزة “رفض ذكر أسمه”، أن هناك خططاً قيد التنفيذ لمواجهة مشكلة الكلاب الضالة. لكنه اعترف بأن الحلول ليست سريعة أو سهلة. “نحن بحاجة إلى جهود جماعية، من التوعية إلى تنظيم عمليات الإيواء والتعقيم للكلاب.”
وأضاف أن هناك مشروعاً للتعاون مع منظمات الرفق بالحيوان، لكن تنفيذ هذه المشاريع يعتمد على توفير التمويل والدعم الكافي. “نحن ندرك أن الوضع صعب، لكننا نعمل على إيجاد حلول فعالة.”
الأبعاد الاجتماعية والنفسية
أكدت الدكتورة ليلى كمال، أخصائية نفسية، أن وجود الكلاب الضالة يؤثر على نفسية السكان. “الخوف من الكلاب قد يؤدي إلى قلق دائم لدى الأهالي، مما يؤثر على جودة حياتهم وعلاقتهم بالبيئة المحيطة.”
وأضافت ليلى أن هذا الخوف قد يتجلى في سلوكيات الأطفال، مما يجعلهم أكثر انطوائية ويتجنبون اللعب في الخارج. “من المهم أن نحمي الأطفال من هذا النوع من الخوف، لأنه يمكن أن يؤثر على تطورهم.”
دور المجتمع المدني
أشار أحمد مصطفى، ناشط في مجال حقوق الحيوان، إلى أن المجتمع المدني يمكن أن يلعب دوراً مهماً في حل هذه المشكلة. “من المهم توعية الناس بكيفية التعامل مع الكلاب الضالة، وأيضاً تنظيم حملات للتعقيم وتوفير الملاجئ.”
كما دعا مصطفى الحكومة إلى ضرورة دعم المبادرات التي تهدف إلى الرفق بالحيوان، وتقديم الدعم المالي والفني للمشاريع التي تركز على معالجة مشكلة الكلاب الضالة.
صوت الأهالي
تحدثت رانيا محمد، ربة منزل، عن تجربتها الشخصية مع الكلاب الضالة. “كنت في نزهة مع أطفالي عندما تعرضنا لهجوم من مجموعة من الكلاب. كان موقفاً مخيفاً للغاية، وأشعر أنني لم أعد أستطيع الذهاب إلى أي مكان.” وأكدت أنها ليست الوحيدة، فالكثير من الأسر في المدينة تعاني من نفس القلق.
في الوقت ذاته، أكد المواطن كريم عزيز، الذي يعمل في مجال الأمن، أن الأمر يتطلب تدخلاً سريعاً. “يجب أن نضع حلاً جذرياً لهذه المشكلة، وإلا فسوف تتفاقم أكثر.”
آراء متعددة
بينما يعبر بعض السكان عن خيبة أملهم من الاستجابة الحكومية، يرى آخرون أنه يجب أن يتحمل المجتمع جزءاً من المسؤولية. قالت هالة ممدوح، “علينا جميعاً أن نكون جزءاً من الحل، وأن نساعد في توعية الآخرين حول كيفية التعامل مع الكلاب الضالة.”
وفي النهاية، يبقى السؤال مطروحاً: هل ستتحرك الجهات المختصة لإنقاذ أهالي مدينة الفردوس، أم ستستمر هذه المعاناة؟ سكان المدينة في انتظار إجابات، وآمالهم معلقة على استجابة محافظ الجيزة لهذه الاستغاثة العاجلة.