تقاريرعربي ودولى

قصف الطائرات الإسرائيلية: جحيم ينفجر فوق سماء رياق ولبنان

في تصعيد غير مسبوق، يضرب الطيران الحربي الإسرائيلي بلدة رياق في البقاع، حيث تتساقط القنابل كالأمطار الغزيرة، مخلفة وراءها دمارًا هائلًا وذعرًا يسيطر على قلوب السكان.

وهذا الهجوم لم يكن إلا بداية لسلسلة من الغارات التي استهدفت مناطق مختلفة من القطاع الغربي في جنوب لبنان، في مشهد يعكس وحشية آلة الحرب الإسرائيلية التي لا ترحم.

المشهد في البقاع الأوسط كان مأساويًا، حيث انتشر نشاط الطائرات المسيّرة على علو منخفض، تحوم فوق المناطق كالأشباح، متى ستضرب مجددًا؟

أي شخص يجرؤ على الخروج من منزله قد يصبح ضحية للانفجارات العنيفة التي تهز الجبال. وفي الوقت نفسه، دوت صفارات الإنذار في عرب العرامشة بالجليل الغربي، معلنة عن توتر عسكري وشيك.

لكن المقاومة لم تقف مكتوفة الأيدي. في تحدٍ صارخ، استهدفت مجموعة من رجال المقاومة تجمعًا لجنود الاحتلال في ثكنة زرعيت بصلية صاروخية مدوية، ثم تلا ذلك هجوم آخر على تجمع مماثل في موقع الجرداح،

وكأنما حُددت الأهداف بشكل دقيق. امتدت العمليات لتشمل قصف قاعدة سوما في الجولان السوري المحتل، في رسالة واضحة أن المقاومة لا تزال قوية، قادرة على الرد في أي وقت وأي مكان.

وفي غزة، حيث يشتعل الصراع، أعلنت كتائب القسام عن تدمير ناقلة جند الاحتلال بعد استهدافها بعبوة “شواظ” وقذيفة “الياسين 105″،

مما أدى إلى إيقاع طاقمها بين قتيل وجريح. وفي الوقت ذاته، شهدت منطقة الريان تفجيرًا لعين نفق كان يستخدمه الاحتلال، في خطوة تعكس قدرة المقاومة على العمل خلف خطوط العدو.

سرايا القدس انطلقت في عمليات قصف تجمعات القوات الإسرائيلية المتوغلة في محيط الإدارة المدنية شرق جباليا، محدثة انفجارات قوية من قذائف الهاون.

في اشتباكات عنيفة، كانت المواجهات تجري من مسافة الصفر، حيث تكثف قوات الاحتلال هجماتها في منطقة “التوام”. ولم تتردد المقاومة في استهداف آلية عسكرية من نوع “ميركافاه” بقذيفة (RPG) في منطقة “القصاصيب”، مما يبرز حالة الإصرار على المقاومة.

وفي تحالف استراتيجي، دكّت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى بالاشتراك مع سرايا القدس مقار قيادة وسيطرة في محور “نتساريم”،

واستهدفت مدرعة الاحتلال بقذيفة “RPG”. هذا التعاون بين الفصائل الفلسطينية يعكس وحدة الهدف والرؤية في مواجهة الاحتلال.

لكن ليس في غزة وحدها بل في الضفة الغربية أيضاً، كتائب شهداء الأقصى شنت هجمات عنيفة على القوات الإسرائيلية،

حيث استهدفت حاجز قلنديا بعبوة ناسفة شديدة الانفجار. وامتد الهجوم ليشمل مستوطنة إفني حيفتس في طولكرم، حيث أُمطرت الرصاص في اتجاه جنود الاحتلال.

في لبنان، لا تزال المقاومة تستمر في استهداف تجمعات القوات الإسرائيلية بصلية صاروخية كبيرة، حيث تعرضت ثكنة يفتاح ومحيطها لقصف كثيف. كما أن التجهيزات الفنية الموضوعة على رافعة في موقع العباد لم تسلم من هجمات الصواريخ الموجهة.

صواريخ المقاومة كانت تهوي في مناطق مختلفة، من زوفولون شمال مدينة حيفا إلى كفرسولد، وحتى رأس الناقورة.

لا شيء يبدو أنه يمكنه إيقاف هذا الزخم العسكري، حيث تتوالى الضربات على القوات الإسرائيلية في مستعمرات متعددة، ما يجعلها تعيش حالة من القلق المستمر.

كلما زادت الهجمات، زادت حالة التوتر في صفوف الاحتلال. الضغوط النفسية على الجنود الإسرائيليين تتزايد، ومع كل انفجار يخرج من أفواه صواريخ المقاومة،

تتعاظم مشاعر القلق والخوف من المصير المجهول. ما يجعل الأمر أكثر تعقيدًا هو غياب الأمن والأمان لدى السكان المدنيين في المناطق المتأثرة.

في الوقت الذي تشتد فيه المعارك، تحلق الطائرات المسيّرة فوق الأراضي المحتلة، تنفذ هجمات على أهداف استراتيجية.

وفي العراق، المقاومة تجسدت في الهجوم على هدف حيوي في أم الرشراش “ايلات” المحتلة، ما يعكس اتساع جبهة الصراع وتضافر الجهود بين الفصائل المختلفة في مواجهة الاحتلال.

في خضم كل هذا، تتعالى أصوات النشطاء والمحللين، يحذرون من تداعيات هذا التصعيد، حيث لا يمكن التنبؤ بما قد يحدث في الأيام المقبلة.

النداء إلى وقف التصعيد لم يعد كافيًا، فالأمور تتجه نحو مزيد من التعقيد والكوارث، والقلق يسيطر على الجميع. إننا أمام مشهد مرعب يهدد الاستقرار في المنطقة برمتها، ويتطلب وقفة جدية من الجميع لإيقاف هذا النزيف المتواصل.

هذا الصراع الذي دخل في دوامة من العنف سيؤثر بلا شك على حياة الملايين، ويستمر في إثارة مشاعر الخوف والقلق.

ومع ازدياد قوة المقاومة، تظل الأوضاع في توتر دائم، مما يجعل أي حل سلمي يبدو بعيد المنال. العالم يتابع، والقلوب تخفق، في انتظار ما ستسفر عنه الأحداث المقبلة.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى