غزة تحت النيران: صرخات إنقاذ من عناية الموت للأطفال
في ظلال الحرب الدائرة في غزة يخرج صوت الطبيبة الذي يختلط بالدموع والألم صرخة تتردد في أروقة مستشفى كمال عدوان هذا الصرح الذي يعاني من نقص حاد في الموارد والعناية
بينما تتزايد أعداد الأطفال المصابين في قسم العناية المركزة حيث يصبح الأمل ضئيلا في إنقاذ أرواحهم بعد قصف مستمر يهز المنطقة ويخلف وراءه مآسٍ تتجاوز الوصف والأرقام
الواقع هنا يختزل معاناة كبيرة فالأطفال الذين يفترض أن يكونوا في أمان وعناية هم ضحايا لسياسة قاسية لا تفرق بين صغير وكبير الصرخات تتعالى في أقسام المستشفى والأطباء يكافحون بأدوات بسيطة وسط انهيار نظام الرعاية الصحية في وجه قصف مستمر يتجدد كل لحظة في سابقة مرعبة لا يمكن تجاهلها
القصف الذي استهدف محيط مقر الدفاع المدني في مخيم جباليا يضيف فصولًا جديدة إلى مأساة الشعب الفلسطيني هنا لا تقتصر الخسائر على عدد الشهداء والجرحى
بل تتجاوز ذلك لتلامس الأمل في غد أفضل حيث تتحول الأحلام إلى كوابيس في زوايا الحصار الخانق كل قذيفة تسقط تذكّر بأن الأطفال لم يعد لديهم متسع للعب وأن عائلاتهم تحيا في ترقب مستمر لأخبار مروعة
أما حزب الله فقد قام بتوجيه ضربة موجهة ضد جنود الاحتلال الإسرائيلي في موقع الجرداح كإشارة قوية إلى أن المقاومة ليست مجرد شعارات
بل هي واقع مرير يعيشه هؤلاء المقاومون الذين يواصلون الصمود في وجه آلة الحرب الإسرائيلية إن التحذيرات التي أطلقها حزب الله للمستوطنين تدل على تصعيد المواجهة وتحذرهم من الاقتراب من مواقع جنود الاحتلال في وقت يبدو فيه أن التصعيد العسكري هو الخيار الوحيد المتاح
في جانب آخر يبرز الإعلام العبري ليؤكد على أن جيش الاحتلال يطلب من المستوطنين في منطقة عرب العرامشة اللجوء إلى الملاجئ نتيجة للاشتباكات العنيفة والقصف المتبادل مع حزب الله في المنطقة الحدودية هنا تنكشف هشاشة الأمن الإسرائيلي في وجه مقاومة مستمرة جعلت من الصمود خيارًا لا بديل عنه
لكن السلبية لا تقف عند حدود غزة فالأحداث تتوالى حيث شهدت منطقة «هرتسليا» قرب تل أبيب إصابة مباشرة لأحد المباني بسبب سقوط طائرة مسيرة فشلت الدفاعات الجوية للاحتلال في التصدي لها وتؤكد هذه الحادثة الفشل الذريع في تأمين الأجواء الإسرائيلية رغم الإمكانيات المتاحة مما يعكس حالة من الفوضى وعدم الاستقرار
صدى الانفجار الذي دوى في تل أبيب الكبرى أثار الرعب بين السكان حيث كان لتساقط الطائرة المسيرة أثرٌ كبير على انقطاع التيار الكهربائي بالمنطقة وأضحت الأجواء هنا مشحونة بالتوتر مما ينذر بأن القادم قد يكون أسوأ حيث تلوح في الأفق تبعات الأزمة التي تفوق التوقعات
إن ما يجري في غزة وما ينعكس على الجبهات الأخرى في لبنان وإسرائيل هو صورة حية لصراع مرير يتحول فيه الإنسان إلى مجرد رقم في معادلة سياسية وعسكرية تتجاوزهم جميعا حيث تتحول المدن إلى ساحات حرب ويموت الأطفال في لحظات يفترض أن تكون مليئة بالبراءة
أمام هذه التحديات يحتاج المجتمع الدولي إلى موقف جاد لوقف هذه المآسي فالأصوات التي تطالب بالتدخل الإنساني بدأت تتعالى ولكن هل ستلقى آذاناً صاغية هل سيتحرك العالم لإنقاذ ما تبقى من الأمل في قلوب هؤلاء الأطفال الذين يعانون في صمت مع كل لحظة تمر تزداد الشكوك حول مستقبلهم
ولن تكون غزة مجرد عنوان في الأخبار بل هي رمز للمعاناة الإنسانية وصمود لا يلين في وجه الظلم إن التحديات الحالية تتطلب التفافاً عالمياً يخرج عن إطار الكلمات إلى أفعال حقيقية تصنع فارقاً في حياة الملايين الذين يتطلعون إلى غدٍ مشرق بعيدًا عن القذائف والدمار
إنها صرخة حياة لا يمكن تجاهلها نحتاج جميعًا إلى استجابة تضع الإنسان في قلبها وتعمل على إنقاذ الأرواح بدلاً من تركها في مهب الريح صرخات الأطفال في غزة لا تزال تتردد في الأذهان تطالب بحياة كريمة وحقوق أساسية تكفل لهم الأمان والعيش بكرامة في عالم لا يرحم.