والدة علاء عبدالفتاح تضرب عن الطعام لليوم الـ 13 والنظام يواصل تجاهله لصرخة الحرية
تدخل الدكتورة ليلي سويف الاستاذة الجامعية والناشطة السياسية اليوم الـ 13 في إضرابها الكامل عن الطعام احتجاجا على اعتقال نجلها الناشط السياسي علاء عبدالفتاح في وقت تتصاعد فيه الأصوات المطالبة بالإفراج عنه وتزايد القلق على حياته وسط ظروف اعتقال قاسية لا تطاق يواجهها كل من يعبر عن رأيه بصدق في هذا البلد
علاء لم يكن مجرد ناشط سياسي بل رمز للشجاعة والثبات وهو اليوم يحمل لقب كاتب الشجاعة لعام 2024 من منظمة القلم الدولية التي اعتبرت جهوده في الدفاع عن حقوق الإنسان والشجاعة في مواجهة الظلم استثنائية وفريدة من نوعها في عالم اليوم الذي يعاني من القمع والرقابة
الإضراب عن الطعام الذي تخوضه والدة علاء عبدالفتاح يعد تحركا جريئا يعكس عمق الألم الذي يعتصر قلبها وصرخة عاجلة لإنقاذ حياة ابنها الذي اختارت الحكومة محاصرته في ظلام الزنازين وفي غياب أي تحرك رسمي للإفراج عنه تعيش عائلته في حالة من الرعب والقلق المتواصل على حالته الصحية وسط إهمال متعمد من السلطات التي ترفض الاستجابة لمطالبها المشروعة
الوقت يمر بسرعة مع كل لحظة تمر تعاني فيها هذه الأم المناضلة من تداعيات الإضراب ما يضعنا أمام مشهد مأساوي تتكشف فيه عمق المأساة الإنسانية التي تعاني منها العائلات التي تتعرض للتضييق بسبب الآراء السياسية التي يحملونها ومن المفترض أن يتمتع بها الجميع
الظروف المحيطة باعتقال علاء تستدعي من المجتمع الدولي تكثيف الضغوط على الحكومة للإفراج عنه وأولئك الذين يقفون معه في وجه الظلم إن تجاهل هذه النداءات يعني السماح باستمرار مسلسل القمع والانتهاكات في حق الأبرياء الذين لا يسعون سوى للتعبير عن آرائهم
بدلاً من أن تتخذ السلطات خطوات لتهدئة الوضع وفتح حوار حقيقي مع المعارضة تواصل هذه السياسة القمعية التي لن تؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع وتزايد الغضب الشعبي فكلما زادت الضغوط على المعتقلين وكلما طالت فترات الاعتقال زادت الأزمات الإنسانية ولم يعد أمام المجتمع الدولي سوى اتخاذ مواقف حاسمة تجاه هذه الانتهاكات الجسيمة
لقب كاتب الشجاعة الذي حصل عليه علاء يمثل اعترافاً عالمياً ببطولته ومقاومته وإنسانية قضيته يجب أن تتجلى في كل زاوية من زوايا الإعلام وعلى منابر الحقوق الإنسانية أينما كانت فكل يوم يمر في ظل غياب العدالة هو يوم تضاف فيه أحزان جديدة وتفقد فيه الأرواح الطاهرة الأمل في غد أفضل
بينما تستمر والدته في الإضراب عن الطعام تزداد المشاعر الإنسانية والعدالة لتصبح في قمة أولويات النقاش العام فالأمر لا يتعلق فقط بحالة فردية بل هو تجسيد لمعاناة جماعية فكل أسرة تعاني من هذه الظروف القاسية تصرخ من أجل الحرية والكرامة
إن ما يحدث الآن يعد نداءً عاجلاً لكل ضمير حي في هذا العالم لمطالبة الحكومات بالتدخل من أجل إنهاء هذا العار الذي يعيشه أبناء الوطن يجب أن يرتفع الصوت عاليا ويكون التضامن هو السلاح لفرض التغيير والتحرر من قيود القمع التي تضعها السلطات على الحريات الأساسية
فالحرية حق أساسي يجب أن يتمتع به الجميع والضغط المستمر من قبل المجتمع المدني والحقوقيين لن يهدأ حتى تتحقق العدالة ويعود علاء إلى أحضان أسرته ويعود الوطن إلى سابق عهده من الحرية والكرامة والعدالة للجميع