في تطور كارثي وصادم أثار الجدل والقلق في الأوساط الرياضية العربية، لا تزال الحالة الصحية لنجم الكرة السعودية فهد المولد تشغل بال جماهيره ومحبيه، بعد الحادث المروع الذي تعرض له منتصف سبتمبر 2024.
المولد الذي كان يعُد واحدًا من أبرز نجوم الكرة السعودية وأيقونة للمنتخب الوطني، سقط من شرفة منزله في الطابق الثاني بمدينة دبي، مما أدى إلى دخوله في غيبوبة طويلة وتعرضه لإصابات خطيرة ألزمته البقاء تحت العناية المركزة والتواجد على جهاز التنفس الصناعي.
الحادث الذي وقع في ظروف غامضة دفع العديد للتساؤل حول مدى خطورة الحالة، وما إذا كانت ثمة شبهة جنائية وراء هذا السقوط المرعب، مما يفتح أبواب التكهنات والجدل على مصراعيها حول ما إذا كانت هذه الحادثة نتيجة لحادث عرضي أم وراءها عوامل خفية.
تطورات الحالة الصحية وبيان وكيله الشخصي
في ظل الترقب الكبير لمعرفة مصير المولد، أعلن جراح الظفيري وكيل أعماله عن بعض التفاصيل المهمة حول حالته الصحية من خلال حسابه على منصة “إكس”.
الظفيري أكد أن حالة فهد المولد مستقرة حاليًا، رغم أنه ما زال على جهاز التنفس الصناعي، في انتظار تطورات الأيام القادمة التي قد تحمل بعض الأمل أو ربما المزيد من الأنباء السيئة.
وفي سياق متصل، انتشرت شائعات خلال الساعات الماضية تشير إلى وفاة المولد، مما أشعل موجة من الذعر بين جماهيره،
إلا أن الظفيري نفى بشكل قاطع هذه الأخبار، واصفًا إياها بأنها شائعات مؤلمة تزيد من معاناة عائلة اللاعب ومحبيه، مؤكداً أن الإجراءات القانونية قد تم اتخاذها ضد من يروج لتلك الأنباء الكاذبة.
المولد الذي كان يقضي وقتاً مع أسرته في منزله بدبي، تعرض للسقوط المفاجئ في الثاني عشر من سبتمبر 2024، مما أدى إلى نقله بشكل عاجل إلى مستشفى في الرياض بواسطة الإخلاء الطبي.
هذه الحادثة جاءت مباشرة بعد مشاركته في مباراة منتخب السعودية ضد الصين ضمن تصفيات كأس العالم 2026،
والتي شهدت انتصار المنتخب السعودي بهدفين مقابل هدف. تلك المباراة كانت الأخيرة التي شارك فيها قبل الحادث المأساوي الذي قلب حياته رأسًا على عقب.
إرث رياضي حافل
قبل وقوع الحادث، كان فهد المولد يُعتبر رمزًا لكرة القدم السعودية، إذ بدأت مسيرته الرياضية منذ العام 2011 مع نادي الاتحاد السعودي.
خلال هذه السنوات الطويلة، صنع المولد اسمه كلاعب أساسي في المنتخب الوطني السعودي وترك بصماته في العديد من البطولات والمباريات المهمة.
في العام 2018، حقق إنجازًا غير مسبوق كأول لاعب سعودي يشارك في الدوري الإسباني من خلال تجربته مع نادي ليفانتي الإسباني، وذلك على سبيل الإعارة من نادي الاتحاد، مما وضعه في دائرة الأضواء العالمية.
بعد هذه التجربة الأوروبية، عاد إلى الدوري السعودي لينضم إلى نادي الشباب في موسم 2022، حيث استمر في تقديم أداء قوي جذب الأنظار محليًا ودوليًا.
أكثر اللحظات التي لا يمكن نسيانها في مسيرته الكروية، هي تلك التي أحرز فيها هدف الفوز للمنتخب السعودي في مرمى اليابان خلال تصفيات كأس العالم 2018، مما أعاد المنتخب السعودي للمشاركة في المونديال بعد غياب استمر لأكثر من 12 عامًا.
هذا الهدف بات أيقونة في تاريخ كرة القدم السعودية ولا يزال محفورًا في ذاكرة كل مشجع سعودي. الآن وبعد مرور سنوات، عاد اسم فهد المولد ليكون محور الحديث ولكن في ظروف أشد مأساوية، إذ يتابع الجميع تطورات حالته الصحية بشغف وخوف.
الشكوك حول الحادثة
الحادثة التي أدت إلى سقوط فهد المولد من شرفة منزله ما تزال غامضة وتثير العديد من الأسئلة. هل كان الحادث مجرد حادث عرضي أم أن هناك أيدٍ خفية وراء ما جرى؟ السلطات الإماراتية والسعودية تتابع تحقيقاتها لكشف حقيقة ما حدث، وهناك حديث عن وجود شبهات جنائية،
إلا أن التفاصيل الرسمية ما زالت نادرة وغير مؤكدة. الجمهور الرياضي والإعلاميون ينتظرون بفارغ الصبر أي معلومات قد تكشف النقاب عن ملابسات هذه الحادثة الغامضة التي هزت الأوساط الرياضية في السعودية وخارجها.
غياب فهد المولد عن التصفيات
الحادث الذي تعرض له المولد جاء في توقيت حساس جدًا بالنسبة للمنتخب السعودي، إذ أنه يغيب عن أهم المباريات في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2026. الجماهير كانت تنتظر منه تقديم المزيد من العطاء على أرض الملعب كما اعتادت منه في السنوات الماضية.
الغياب المأساوي لفهد المولد عن التصفيات زاد من الضغط على الفريق، خاصة مع اقتراب المواجهة المرتقبة مع منتخب اليابان في الجولة الثالثة من التصفيات، وهو المنتخب الذي كان المولد قد سجل في شباكه الهدف التاريخي في تصفيات مونديال 2018.
قبل المباراة المنتظرة بين السعودية واليابان في الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026، كانت الجماهير قد تفاعلت مع أخبار غياب المولد بقلق وحزن شديدين.
تداول المستخدمون عبر منصة “إكس” مقاطع فيديو تظهر هدفه الشهير في شباك اليابان من عام 2017، الهدف الذي قاد “الأخضر” لتحقيق الفوز والعودة إلى المونديال بعد سنوات طويلة من الغياب.
اللحظات التي استعادتها الجماهير كانت مليئة بالمشاعر الحزينة مع التمني بالشفاء العاجل للمولد الذي كان دائمًا حاسمًا في مثل هذه المواقف الكبيرة.
لمسات وفاء من زملائه
في لمسة وفاء رائعة وغير متوقعة، قرر سالم الدوسري، زميل فهد المولد في المنتخب الوطني، تقديم لفتة مميزة في المباراة التي جمعت السعودية واليابان.
الدوسري الذي يرتدي عادةً القميص رقم 10 مع المنتخب، تخلى عن هذا الرقم في تلك المباراة وارتدى القميص رقم 19، وهو الرقم الذي كان يحمله فهد المولد قبل الحادث.
هذه اللفتة المؤثرة كانت بمثابة رسالة دعم قوية من الدوسري إلى زميله المولد، مما أثار إعجاب الجماهير وزاد من تعاطفهم مع اللاعب الغائب بجسده والحاضر بروحه في الميدان.
ولم تقتصر مظاهر التضامن على الدوسري فقط، بل كانت إدارة المنتخب السعودي بأكملها قد عبرت عن دعمها للمولد من خلال وضع قميصه في غرف الملابس وعلى شباك المرمى قبل انطلاق المباراة أمام اليابان.
صور القميص المعلق في مناطق مختلفة من الملعب انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي، في رسالة تضامن قوية مع اللاعب الذي يمر بأصعب لحظات حياته، وذلك وسط تعاطف كبير من جماهير المنتخب التي ملأت المدرجات.
ردود الفعل الدولية
الحادث الذي تعرض له فهد المولد لم يقتصر تأثيره على الجماهير السعودية فقط، بل امتد ليشمل العديد من الرياضيين من مختلف الدول. لاعب المنتخب الياباني تاتسوا إيندو، الذي يلعب في صفوف ليفربول الإنجليزي، عبر عن حزنه الشديد لسماع نبأ الحادث المأساوي الذي تعرض له المولد.
إيندو الذي واجه المولد في مباراة تصفيات كأس العالم 2018، أشار إلى أنه يتذكر جيدًا الهدف الجميل الذي أحرزه المولد في مرماه، وتمنى له الشفاء العاجل والعودة إلى الملاعب.
المولد بين الحياة والموت والجماهير في انتظار الحقيقة
في ظل هذه الظروف المأساوية والصادمة، يبقى فهد المولد في قلب كل سعودي وعاشق للكرة السعودية. اللاعب الذي سطر اسمه في صفحات التاريخ الرياضي السعودي بات اليوم يواجه أخطر تحدٍ في حياته.