قضية تجسس خطيرة تفضح اختراق إسرائيل لفيلق القدس الإيراني
كشفت مصادر إيرانية مقربة ومطلعة ” الخميس”، أن قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني يخضع للتحقيق لـ تعرضه للاختراق، بعد الاشتباه في تخابر رئيس مكتبه إحسان شفيقي مع إسرائيل.
وأوضحت المصادر أن قاآني أصيب بأزمة قلبية ونقل إلى المستشفى خلال التحقيقات معه وسط حالة من القلق الكبير بشأن مدى التغلغل الإسرائيلي داخل هرم القيادة الإيراني.
وبدأت التحقيقات مع قاآني بعد إيداع رئيس مكتبه في السجن الذي وردت معلومات عن تواصله مع إسرائيل من خلال وسيط يعيش خارج إيران.
يأتي هذا وسط أنباء عن وجود خلافات داخل أجنحة فيلق القدس منذ اغتيال قائده السابق قاسم سليماني وهي خلافات ضغطت باتجاه عزل قاآني.
وبحسب المصادر فهناك اتجاه لإعادة هيكلة جديدة لفيلق القدس بعد تنحية قاآني، الذي سوف يتم تكريمه بحسب المرشد علي خامنئي خلال الأيام المقبلة.
وأضاف عزام لقناة سكاي نيوز عربية أن: اختراق فيلق القدس أمر كبير كونه يدير السياسة الإيرانية الخارجية من طهران إلى بغداد إلى الضاحية الجنوبية في بيروت.
إيران.. دولة مثقوبة
وأكدت مصادر أن إيران دولة استبدادية تعمل في الظلام وبقاء المسؤول سنوات طويلة يتيح إمكانية ترهل الدولة وتغليب الولاء على الكفاءة، والذي يترتب عليه النفاق والرياء والولاء الظاهري في ظل غياب الشفافية بسبب غياب الرقابة وتحجيم دور الإعلام والرأي العام
وأشارت المصادر أن انكشاف حزب الله فيما حدث مؤخرا تعبير عن انكشاف الحرس الثوري الإيراني أيضا.
وألمحت المصادر إلى أن اغتيال رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس إسماعيل هنية وعلماء البرنامج النووي الإيراني وسرقة أرشيف المشروع النووي يدل على أن إيران “دولة مثقوبة”.
الاختراق أكبر من قاآني وفي مناصب أرفع
مشددين على أن توعد إسرائيل بضربة قوية ومفاجأة لإيران قد يكون دليلا على امتلاكهم معلومات دقيقة عن الوضع داخلها.
والتحدث كثيرا من جانب الإيرانيين على أنهم قوة عظمى ثبت أنه غير صحيح.
ربما يكون الاختراق أكبر من قاآني وشخص في منصب أعلى أراد التضحية به وبمدير مكتبه وإلصاق التهم بهما.
من جانبه، اعتبر الخبير في الشؤون الإيرانية في مركز الأهرام للدراسات محمد عباس ناجي أن هذا الاختراق الشديد قد أدى لمقتل عدد من قادة الجماعات الموالية لإيران ما يوحي بأن شخصيات كبيرة على مستوى رفيع لها علاقة بالموضوع.
وأضاف ناجي لقناة “سكاي نيوز عربية” أن مسألة الاختراق في إيران ليست جديدة ومن قبل رئيس وكالة مكافحة التجسس كان جاسوسا وأن حالة الاختراق لإيران شديدة وواسعة النطاق وليست منذ اندلاع ما يسمى بـ”طوفان الأقصى” وإنما قبل ذلك بكثير.
مشيرا إلى أن هناك حالة ضعف شديدة تنتاب إيران الآن ووكلائها بسبب الضربات العسكرية الإسرائيلية المتتالية والمتقنة في ظل الاختراق الأمني لإيران قبل وكلائها.
وهناك صراعة أجهزة داخل إيران يجعلها منشغلة عن فكرة متابعة عمليات التجسس أو أنشطة المخابرات الأخرى.
هذا واعتبر الكاتب والباحث السياسي إيهاب عباس أن الاختراق على هذا المستوى لا يمكن معرفة إلى أي مدى قد وصل.
وأضاف عباس: لا نعرف إلى أي مدى وصل الاختراق الإسرائيلي وهل كان العميل له صلات مع أذرع أخرى في الدولة.
قد يكون الاختراق من جاسوس وقد تكون شبكة تسقط واحدا تلو الآخر، و لو كانت هناك شبكة فإنها ستكون في حالة خوف من انكشافها بسبب انكشاف أحد أعضائها وهو ما سيتضح في الفترة المقبلة.
هناك تساؤل بشأن مدى ارتباط الكشف عن هذا العميل وبين العملية التي كانت إسرائيل تعتزم القيام بها ضد إيران وقد يؤدي انكشاف العميل إلى تأجيلها.