تواجه العلاقات المصرية الإسرائيلية توترًا متزايدًا في الآونة الأخيرة، على خلفية عدة ملفات حساسة تتعلق بمحور “فيلادلفيا” الحدودي بين مصر وقطاع غزة، والذي ترفض إسرائيل الانسحاب منه، ما يضع القاهرة في مواجهة جديدة مع حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو عبر عن رفضه لمشاركة مصر في المفاوضات الجارية بشأن صفقة تبادل الأسرى وإنهاء الحرب في غزة.
كما أشارت إلى أن تل أبيب لم تعد بحاجة لدور الوساطة المصرية في هذه المفاوضات، ما أثار غضب المسؤولين المصريين الذين اعتبروا ذلك مخالفة لاتفاقيات السلام الموقعة بين البلدين، وخاصة ما يتعلق بمحور “فيلادلفيا”.
وتأتي هذه التصريحات في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، التي أوقعت عشرات الآلاف من الضحايا، مما زاد من تعقيد الأوضاع الدبلوماسية بين البلدين.
فمصر، التي طالبت بانسحاب الجيش الإسرائيلي من محور “فيلادلفيا”، هددت باتخاذ إجراءات تصعيدية، بما في ذلك سحب سفيرها من تل أبيب، والتوجه إلى مجلس الأمن للضغط على إسرائيل.
علاوة على ذلك، تأخر استقبال السفير الإسرائيلي الجديد في القاهرة، ما اعتبره الإعلام العبري “مماطلة متعمدة” من جانب السلطات المصرية كرد فعل على السياسات الإسرائيلية.
في إطار هذا التصعيد، زار رئيس أركان الجيش المصري الفريق أحمد خليفة الحدود مع قطاع غزة في استعراض للقوة، مما فسره المحللون بأنه رسالة موجهة لتل أبيب.
ورغم أن البعض يرى أن التصعيد لن يصل إلى حد الاشتباك العسكري، إلا أن التوتر الحالي يضع العلاقات المصرية الإسرائيلية أمام اختبار حقيقي، وسط تحديات اقتصادية وأمنية متزايدة.