تقاريرعربي ودولى

السودان في قلب العاصفة: انتصارات الجيش وهزائم الدعم السريع

في مشهد دراماتيكي يجسد عمق الأزمة السودانية منذ انطلاق العملية العسكرية الكبرى في الخرطوم وغيرها من المدن،

تمكن الجيش السوداني من تحقيق انتصارات حاسمة وسريعة بعد فترة من التراجع أمام قوات الدعم السريع. الأحداث تتسارع، والقتال يشتد، والنتائج تتجاوز حدود التصورات.

استعادة جبل موية: نقطة تحول استراتيجي

في خطوة تعتبر بمثابة تحول استراتيجي، استعاد الجيش السوداني، في نهاية الأسبوع الماضي، السيطرة على منطقة جبل موية الهامة، التي كانت بيد قوات الدعم السريع.

وهذه المنطقة ليست مجرد نقطة على الخريطة، بل تمثل حلقة وصل حيوية بين ولايات الشرق ووسط السودان. المعارك التي بدأت في منتصف الأسبوع وانتهت بتحقيق النصر، شهدت مشاركة قوات مكافحة الإرهاب من جهاز المخابرات العامة، مما أضاف قوة وفعالية إلى الهجوم.

التحركات العسكرية استهدفت مواقع دفاعية عدة لقوات الدعم السريع، حيث شنت القوات المسلحة أكثر من أربع هجمات متتالية على المواقع المحيطة بجبل موية، ما أدى إلى إضعاف دفاعات العدو بشكل ملحوظ.

وفقًا لمصادر عسكرية، دارت معركة يوم السبت على مدار سبع ساعات، وفي نهايتها تمكن الجيش من فرض سيطرته على الموقع الاستراتيجي، ليقطع بذلك الطريق الذي كان يعزل ولاية النيل الأبيض عن ولاية سنار، ويُقلل من الضغط على مدينة كوستي التي تعتبر نقطة تواجد رئيسية للجيش.

عمليات عسكرية مكثفة في الفاشر

لم تتوقف الانتصارات عند جبل موية، بل انتقل القتال إلى الفاشر، حيث شنت القوات المسلحة عمليات عسكرية مكثفة ضد معاقل قوات الدعم السريع في المنطقة الشرقية من المدينة.

تلك العمليات، التي وقعت يومي الأحد والاثنين، أسفرت عن خسائر فادحة في صفوف قوات الدعم السريع، التي بدت في حالة من الفوضى بعد الضغوط المستمرة. الهدف من تلك العمليات واضح: تأمين مدينة الفاشر وطرد العدو من المنطقة، في وقت تتوقع فيه القوات المسلحة أن تواصل قوات الدعم السريع حشد قواها لمواجهة الجيش.

الخرطوم: ضغوط عسكرية متزايدة

في العاصمة الخرطوم، أطلق الجيش السوداني عملية برية واسعة خلال الأسبوع الماضي، تمكن خلالها من عبور عدة جسور رئيسية وفرض سيطرته على المداخل والأحياء المجاورة.

وهذه الخطوات تعكس استراتيجية جديدة للجيش تهدف إلى استعادة السيطرة على العاصمة، التي شهدت اشتباكات عنيفة في الأشهر الماضية.

البرهان ينتقل إلى عطبرة: إعادة توزيع السلطات

وفي تطور غير متوقع، أعلن عن انتقال رئيس مجلس السيادة السوداني وقائد الجيش، عبد الفتاح البرهان، إلى مدينة عطبرة، بعيدًا عن بورتسودان.

وهذا القرار يعكس إعادة توزيع السلطات بشكل يتماشى مع تطورات الوضع العسكري والسياسي في البلاد. يبدو أن البرهان يسعى إلى تخفيف الضغط عن بورتسودان، المدينة التي عانت من تكدس مؤسسات الدولة، حيث لم تعد المباني فيها كافية لاستيعاب تلك المؤسسات والعمل بكامل طاقتها.

تغيير المقر يعكس أيضًا حالة من الاستعداد للطوارئ والبحث عن حلول تتيح للسلطات تنفيذ مهامها بفاعلية وسط الفوضى المحيطة.

والبرهان لم يتردد في مغادرة مقر القيادة العامة في الخرطوم بعد أشهر من الصراع، حيث اختار مدينة بورتسودان كمقر مؤقت. ولكن الوضع بات يتطلب تحركًا سريعًا وجريئًا، مما أدى إلى انتقاله إلى عطبرة.

الاستنتاج: مستقبل غامض في ظل الصراع المستمر

مع استمرار المعارك وتزايد الضغوط العسكرية والسياسية، يبقى مستقبل السودان في مهب الريح. الانتقالات المفاجئة للقيادات العسكرية والتغيرات الاستراتيجية تعكس حالة من عدم الاستقرار، في حين يسعى الجيش لاستعادة السيطرة على المناطق الحيوية.

بينما تواصل قوات الدعم السريع الدفاع عن مواقعها، يبقى السؤال قائمًا: إلى أين ستقود هذه المعارك البلاد، وما هي التداعيات المترتبة على المدنيين في خضم هذا الصراع المحتدم؟

السودان يعيش مرحلة حرجة، والتوترات بين الأطراف المختلفة تهدد بمزيد من الانهيار. الأحداث تتوالى بسرعة، وكل خطوة جديدة قد تحمل في طياتها مفاجآت غير متوقعة.

في ظل هذه الفوضى، يبقى الأمل معقودًا على قدرة السودان على تجاوز هذه الأوقات الصعبة واستعادة السلام والأمن في أسرع وقت ممكن.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى