في حادثة تعكس حجم المأساة التي يعيشها طلبة كلية الطب بجامعة سوهاج ارتفعت أصوات الدهشة والاستنكار مع إعلان النتائج الأخيرة
حيث كشف النقاب عن رسوب 80% من الطلاب مما يمثل أزمة حقيقية في نظام التعليم الطبي المصري هذه النسبة المخيفة
تثير العديد من التساؤلات حول جودة التعليم والمناهج الدراسية والموارد المتاحة للطلبة الذين أحبطت أحلامهم نتيجة الفشل الجماعي في اجتياز الامتحانات
فقط 75 طالبا تمكنوا من تجاوز هذه المرحلة الحساسة في مسيرتهم الأكاديمية في حين تجمدت آمال باقي زملائهم الذين اجتهدوا لسنوات من أجل تحقيق أحلامهم في أن يصبحوا أطباء
وتبين أن الوضع لا يتوقف عند هذا الحد بل يتجاوز ذلك ليعكس أزمة أعمق في المنظومة التعليمية والتي تفتقر إلى الدعم الكافي والإشراف الفعال
تتوالى ردود الفعل من الطلبة وأولياء الأمور حيث يعبر الجميع عن صدمتهم واستيائهم من تلك النتيجة المروعة وفي ظل غياب الشفافية في إدارة الكلية
وانعدام الحوار البناء بين الإدارة والطلاب يزداد القلق حول مستقبل هؤلاء الشباب الذين قد يتحول حلمهم إلى كابوس مؤلم
وعلى الرغم من الجهود المبذولة من قبل بعض الأساتذة المخلصين إلا أن النتائج المخيبة تطرح تساؤلات حول مدى فاعلية تلك الجهود في تحسين مستوى التعليم
ورفع كفاءة الطلاب في مواجهة التحديات الحالية والتي تبدو أكبر من قدرة أي فرد أو مجموعة على تجاوزها بمفردهم
ينبغي على الإدارة العليا للجامعة ووزارات التعليم العالي والصحة التدخل العاجل لوضع خطة شاملة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل أن يتفاقم الوضع
ويصل إلى مرحلة يصعب فيها التعافي فالوقت يمر والركود يخيم على كليات الطب التي كانت يوما ما منارة للعلم والمعرفة
وستظل هذه الفاجعة تلاحق سمعة الكلية وجامعة سوهاج بأسرها ما لم تتحرك الجهات المعنية بسرعة لتقديم الحلول اللازمة وإعادة تقييم البرامج التعليمية
والمناهج الدراسية وتوفير الدعم الكافي للطلاب الذين يعانون من ضغط كبير وسط ظروف صعبة تتطلب تكاتف الجميع من أجل إنقاذ مستقبلهم ومهنهم التي لطالما حلموا بها