سياسةفلسطين

نشطاء فلسطينيون ينددون بإغلاق حسابات إعلاميين على منصة “إكس” كجزء من حملة لإسكات الأصوات الحرة

استنكر نشطاء إغلاق حسابات إعلاميين وناشطين فلسطينيين على منصة “إكس” (تويتر سابقاً)، معتبرين أن “القرار يأتي ضمن حملة ممنهجة لإسكات الأصوات الحرة التي تدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني في وجه القمع والاحتلال”.

وأشاروا إلى أن الحسابات التي أغلقتها منصة “إكس”، “لعبت دورًا بارزًا في تسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني ونقل جرائم الاحتلال الصهيوني في غزة إلى العالم عبر منصات التواصل الاجتماعي”.

وأكدوا أنها “باتت تمثل جبهة إعلامية قوية في وجه الرواية الصهيونية، مسخرين منصاتهم لنقل الحقيقة وتوعية الجمهور العربي والدولي بمأساة الشعب الفلسطيني خاصة في الحرب المستمرة على غزة”.

وقال الناشط أدهم أبو سلمية، إنه “بالنسبة لي وسائل التواصل الاجتماعي تمثل نافذة مهمة على العالم، لكنها لا تشكل جوهر الوجود الإنساني. فلا قيمة للإنسان إذا أصبح الفضاء الافتراضي يحظى بأولوية على أرض الواقع، حيث تصنع المواقف وتتحقق الإنجازات”.

وأضاف أبو سلمية لـ”قدس برس”، الذي وصل عدد متابعيه إلى مليون شخص قبل إيقافه من قبل منصة “إكس”، أن “تعليق حسابي على منصة X قد يعرقل رسالتي الإعلامية لبعض الوقت، لكنه لن يُضعف التزامي الدائم بنقل الحقيقة وخدمة قضيتنا المركزية، فلسطين”.

وأكد أن “حضوري سيظل الفاعل ميدانياً وسعيي المتواصل نحو الوعي والنضال الإنساني لصالح أمتنا العربية أكبر من أي منصة إلكترونية. فلا يقاس النجاح بعدد المتابعين، بل بمدى الأثر الذي نصنعه في واقعنا ومستقبل أجيالنا.”

وقال الكاتب والمحلل الفلسطيني إبراهيم المدهون “في تطور مؤسف يعكس مدى التأثير والهيمنة التي تمارسها الجهات الصهيونية على منصات التواصل الاجتماعي، قامت إدارة إكس (تويتر سابقًا) بإغلاق حسابي الذي تجاوز عدد متابعيه 100,000 متابع، وذلك رغم عدم انتهاكي لأي من معايير الشبكة، لم أنشر أي صور أو فيديوهات، بل اكتفيت بالتعبير عن آرائي السياسية التي تعكس انتمائي لقضيتي العادلة وشعبي الفلسطيني”.

واعتبر هذه الخطوة “امتداد لمحاولات مستمرة لإسكات الأصوات التي تدافع عن حقوق الفلسطينيين وتسعى لتسليط الضوء على جرائم الاحتلال”.

وأكد في حديث لـ”قدس برس” أن “إغلاق حسابي على إكس هو مؤشر خطير على فقدان هذه المنصة لدورها كمساحة مفتوحة للجميع، حيث تبدو الإدارة منحازة بشكل واضح للجانب الإسرائيلي في تعاطيها مع المحتوى الفلسطيني”.

وأشار إلى أنه “إذا استمرت إكس في سياسة إغلاق الحسابات الفلسطينية، فهذا يعني أنها تخلت عن الحياد وأصبحت أداة مسيسة تخدم الأجندات الصهيونية، مما يفقدها المصداقية كمنصة عالمية تتيح التعبير الحر”.

وتابع المدهون “سأقوم بمراسلة إدارة إكس بشكل رسمي لإعادة تفعيل حسابي، مع التأكيد أنني لم أخالف أيًا من معايير الشبكة”، مشددا أن “هذه الممارسات لن تثنيني عن مواصلة رسالتي، بل ستزيدني إصرارًا على إيصال صوتي وقضيتي إلى العالم”.

وأوضح أنه “في ظل هذه الإجراءات التعسفية، قررت أن أركز بشكل أكبر على منصتي البديلة تليجرام، التي تضم أكثر من 6000 مشترك، حيث سأواصل نشر آرائي ومواقفي بكل حرية وشفافية. بالإضافة إلى ذلك، سأستمر في تعزيز وجودي على باقي المنصات مثل فيسبوك، يوتيوب، وتيك توك، رغم التحديات التي تواجهني هناك أيضًا”.

وأضاف أن “الحرب على وسائل التواصل الاجتماعي هي معركة صعبة وقاسية، لكننا لن نسمح بأن تكون منصة واحدة أو أي جهة أخرى وسيلة لإسكات صوت الحق الفلسطيني”.

إلى ذلك عبر نشطاء عبر منصة التواصل الاجتماعي تضامنهم مع الناشط أدهم أبو سلمية، مطالبين إدارة منصة “إكس” بإرجاع حسابه

وكتب الناشط الفلسطيني خالد صافي عبر حسابه على “إكس”، قائلاً “أدهم أبو سلمية واحد من أقوى الحسابات المؤثرة في المنطقة العربية”

وأضاف أنه “تم استهداف حسابه على X ضمن حملة ممنهجة ضد عدد من الحسابات الفلسطينية الداعمة لفكر المقاومة ومازال مغلقًا حتى الآن نتيجة سياسة تقييد وحجب المحتوى الفلسطيني”.

فيما عبر الشاعر الكويتي أحمد الكندري عبر حسابه على “إكس”، بقوله “أدهم أبو سلمية واحد من أقوى الحسابات المؤثرة في القضية الفلسطينية”، متمنياً “عودته قريبا للمنصة”.

وقال المفكر الموريتاني محمد الشنقيطي عبر حسابه على “إكس”، إن “الأستاذ أدهم أبو سلمية لسان صدقٍ في زمن الزيف، ورجل شهم شجاع يحمل همَّ أهل غزة وفلسطين”.

وختم تغريدته قائلا، “عارٌ على تويتر أن يوقف حسابه!”

أما المؤرخ الفلسطيني خالد الأشقر فأشار إلى أن “الحصار يتجدد على المحتوى الفلسطيني مع دخول العام الثاني للطوفان”، مؤكداً أن “هذه المنصات الغربية ما تزال منحازة إلى رواية الاحتلال وإسناده”.

وزاد، “وما استهداف حساب أدهم أبو سلمية الذي كان جبهة عالية في وجه الرواية الاستكبارية للاحتلال إلا دليل على سقوط منصة X  في اختبار حرية الرأي”.

وكتب المتخصص في شؤون القدس عبدالله معروف عبر حسابه على منصة “إكس”، قائلاً “منصة X توقف حساب الناشط الفلسطيني المعروف الأستاذ أدهم أبو سلمية ابن غزة الكريمة”.

وأضاف أنه “قبل يومين كان إيلون ماسك يقفز كالقرد في تجمع انتخابي لصديقه ترمب، داعياً لانتخابه للحفاظ على “الحق في حرية التعبير!”.

وأشار إلى أن “حرية التعبير عند هؤلاء تنتهي عند أقدام نتنياهو..!”

وقال “لا لإسكات صوت شعبنا.”

وقال الناشط الكويتي خالد العتيبي، إن تعرض حساب أخي العزيز الصديق أدهم أبو سلمية على منصة X إلى إيقاف ضمن حملة ممنهجة لقمع الصوت الفلسطيني الحر والرواية العربية التي تصدع بالحق وتدحض رواية الصهاينة الكاذبة”.

وتساءل عبر حسابه على “إكس”، بقوله: “أين حرية التعبير يا منصة X؟”.

وأصدر مركز “صدى سوشال” للحقوق الرقمية الفلسطينية تقريره “عام من الإبادة الرقمية للفلسطينيين”، والذي شمل رصد الاعتداءات الرقمية التي تزامنت مع الهجمات الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني، من 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 وحتى عامٍ كامل.

وقال التقرير، إن “المحتوى الفلسطيني تعرض على منصات التواصل الاجتماعي إلى أكثر من 23 ألف انتهاك رقمي، حيث استحوذت منصات “ميتا” على نسبة 56% من هذه الانتهاكات، فيما سجلت منصة “تيك توك” نسبة 25%، و”إكس” (تويتر سابقًا) 15%، بينما شكلت “ساوند كلاود” نسبة 3.7%”.

وأشار إلى “تعرض أكثر من 700 رقم واتساب فلسطيني للحظر، مما أدى إلى عزل السكان وزيادة صعوبة تواصلهم مع العالم الخارجي، وقد شكلت هذه الحالات نسبة 76% من سكان قطاع غزة، مما أسهم في تعميق الأزمة الرقمية وفرض عزلة رقمية شبه كاملة على القطاع”.

فيما يتعلق بالصحفيين، ذكر التقرير أن 29% من مجمل الانتهاكات الرقمية استهدفت الصحفيين والصحفيات والمؤسسات الإعلامية، مشيراً إلى أن المركز “تلقى أكثر من 1200 شكوى من صحفيين حول محاولات اختراق لحساباتهم الرقمية، بينما أنشئت  16 حسابًا مزيفًا بأسماء صحفيين بهدف تشويه سمعتهم ونشر معلومات مغلوطة عنهم، مما شكل تهديدًا مزدوجًا على سلامتهم الرقمية والجسدية”.

وذكر “صدى سوشال”، أنه “رصد خلال عام الإبادة، نحو67 مرة استخدمت فيها ”إسرائيل“ وقواتها العسكرية لعبة “مربعات الموت” كأداة للتنصل من مسؤوليتها عن قتل المدنيين الفلسطينيين، حيث نشرت خرائط تقسم قطاع غزة لمربعات مرمزة بأرقام معينة تأمر سكان مربعات محددة من بينها بالإخلاء تحت تهديد القصف والموت. وأعادت تكرار التجربة مع جنوب لبنان”.

كما وثق التقرير”أكثر من 80 ألف منشور تحريضي إسرائيلي عبر منصات التواصل الاجتماعي، بما في ذلك دعوات للإبادة الجماعية، وتبرير العنف والقتل الجماعي بحق الفلسطينيين”.

وقد رصد المركز “340 شكوى تتعلق بخطابٍ تحريضي عبر رسائل واتساب ورسائل قصيرة (SMS)، كم رصد المركز نشر  250 معلومة كاذبة ومضللة خلال هذه الفترة، تراوحت بين معلومات خاطئة كليًا أو تلاعب بالسياقات لتبرير الاستهداف العنيف للمدنيين الفلسطينيين”.

ودعا “صدى سوشال” المؤسسات الدولية إلى “اتخاذ موقف صارم ضد هذه السياسات التمييزية، ومساءلة الشركات التقنية التي تساهم في تعزيز الرواية الإسرائيلية عبر التضييق على المحتوى الفلسطيني، ووقف حملات التحريض التي تهدد حياة المدنيين والصحفيين على حد سواء”.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى