ماهر المذيوب: انقلاب قيس سعيد مستمرا ومقاومته السلمية ما زالت حيّة
قال النائب التونسي ماهر المذيوب إن انقلاب قيس سعيد على التجربة التونسية ما زال مستمرا وذلك عقب إعلان نتيجة الانتخابات الرئاسية وفوز سعيد بولاية ثانية بنسبة 90.69% بعد انتخابات غير حرة، غير نزيهة، وغير شفافة على حد قوله.
وأضاف المذيوب في منشور على صفحته بالفيس إن الانتخابات الرئاسية فقدت الحد الأدنى من المعايير الدولية للإنتخابات، وبمباركة مباشر من أعلى أجهزة النظام العربي الرسمي: الجامعة العربية والبرلمان العربي.
وأشار المذيوب إلى أن هذه الانتخابات تكون تونس قد طوت صفحة الثورة السلمية الملهمة، ومرحلة الانتقال الديمقراطي نهائياً، وأعادها قيس سعيد إلى مربع الإستبداد الأسود، مما يبشر بأيام صعبة وقاسيةعلى عموم الشعب التونسي، وللأسف الشديد.
وعدد المذيوب في منشوره عدة ملاحظات انتخابية جاءت كالتالي:
- بلغ العدد الإجمالي للناخبين 2,808,548 من إجمالي 9,753,217 مواطنا مسجلا ، أي بنسبة 28%، وهي من أدنى النسب تونسياً ودولياً، مما يجعل قيس سعيد رئيساً أقلِّياً بامتياز.
- قاطعت الأغلبية الكبرى من الشعب التونسي هذه الإنتخابات بإرادة وتصميم، بنسبة قاربت 75% لأسباب متعددة، فكانت صفعة جديدة للنظام القاعدي الجديد، ولأستاذ القانون الفاشل بأقسى العقوبات: الغياب و”الفصل الميت” (Classe Morte).
شارك فيها “الربع” من أصحاب المصالح في النظام الجديد،
من عائلته، وحكومته، ومجالسه التشريعية والقاعدية، وإطارات وعمال الشركات الأهلية، وكل من مست الثورة مصالحهم.
كما ذهب إليها منسوبو الإدارة التونسية العتيدة، إذ يعلم كل من
لا يصوت، ولا يغمس إصبعه في الحبر يوم الإنتخاب، ما ينتظره هو وعائلته الكريمة من وصم وتهميش و”برد الفريجيدار”.
أما مقاطعة الشباب فقد كانت واضحة، مما يشير إلى خيبة أمل مريرة من “بلاد هايلة”.
- تميزت المرحلة السابقة بمقاطعة شاملة لخريطة طريق قيس سعيد ونقاطه الانقلابية الخمس.لكن الإنتخابات الرئاسية شهدت مغامرة بطولية محفوفة بالمخاطر، ووثبة نضالية محترمة لثلة مباركة من الشخصيات الوطنية التي حاولت الترشح للإنتخابات الرئاسية، لكن قوبلت بعنف غير مسبوق، وتضييق شديد، وكافة أنواع التشويه الخبيث والشيطنة الدنيئة، والتحريض الخطير، والتشفي العجيب، والانتقام المتعدد، والتنكيل الممنهج.
فأصبح هؤلاء الأبطال إما معتقلين في السجون أو مهجرين قسرياً تلاحقهم بطاقات التفتيش و الإتهامات الرخيصة بالعمالة للخارج. وقد أثبت قيس سعيد لهؤلاء وللجميع، بالحجة والبرهان، استحالة التغيير من داخل نظامه القاعدي التعسفي والمغلق تماماً. - أسفرت هذه الانتخابات عن تثبيت أعمدة النظام القاعدي الجديد، وقياداته الأساسية، وشخصياته الرئيسية: شقيقه نوفل، وعاكشة شقيقة زوجته، وصهره من آل شبيل. لم يكتف هؤلاء بقيادة حملته الانتخابية، بل أصبحوا ناطقين رسميين باسمه ورسامي مستقبل تونس، مما يمثل انتكاسة شديدة وانتصاراً فظيعاً لطبيعة أستاذ قانون على قرون من الثقافة، وعلوّاً شاهقاً لحكم العائلة، واستخفافاً غير مسبوق بذاكرة وذكاء الشعب التونسي.
- قيس سعيد كائن يعيش وينتعش بالتقسيم والانقسام، وإذكاء الفتنة بين الناس جميعاً. وللأسف، ساهمت أفعاله المعتادة
في إذكاء روح التشاحن والتباغض بين المشاركين والمقاطعين، والمناضلين داخل تونس وخارجها. قد تكون هذه السياسات قد حققت بعض النجاح المؤقت، لكنه بلا معنى. - لم يغادر أنصار الحرية ومربع الثورة جمهورية الفيسبوك، ولم يدركوا أن صناعة الرأي العام في تونس حالياً تتم في التيك توك، خصوصاً عبر المؤثرات النسوية.
- للأسف الشديد، تونس مقبلة على أيام صعبة وقاسية في ظل حكم قيس سعيد، لكني على ثقة تامة بأن الشعب التونسي يعلم جيداً كيف يواجه كل ذلك بذكاء نادر وثقة تامة في مستقبل أفضل.
- لم نغير، ولن نبدل، أو نتغير. بالعكس، لقد مدتنا هذه المحطة المهمة بنفس عميق للذود عن سيادة القرار الوطني، والمقاومة السلمية المدنية للانقلاب الدائم والمستمر. سنظل ندافع حتى آخر قطرة دم عن تطلعات شعبنا في العيش بكرامة، وفي دولة القانون والحكم الرشيد، وعن أبطال تونس المعتقلين السياسيين والمُهجّرين قسرياً.