تقاريرحوادث وقضايا

مأساة موت المهندس محمود سعيد تفتح ملف الإهمال في السلامة المهنية

في حدث مأساوي هز الأوساط الهندسية وأثار موجة من الحزن والغضب، توفي المهندس الكيميائي محمود سعيد أثناء تأدية عمله في أحد مواقع شركات البترول.

تفاصيل الحادث المؤلم الذي وقع السبت الماضي أصبحت محور حديث الجميع، حيث سقط المهندس في غلاية كيميائية ونتج عن ذلك إصابته بحروق تصل نسبتها إلى 80%.

وكأن هذه الحادثة لم تكن كافية لتسليط الضوء على الظروف المحيطة بعمل المهندسين، بل أكدت على الحاجة الملحة لتفعيل معايير السلامة والصحة المهنية في كل المواقع.

نقيب المهندسين المهندس طارق النبراوي، وبإحساس عميق بالمسؤولية، أصدر قرارًا عاجلًا بتشكيل لجنة للتحقيق في ملابسات هذا الحادث الأليم.

وقد جاء هذا القرار نتيجة لما تم تداوله بكثافة على منصات التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية، والتي ركزت على أهمية مراجعة بروتوكولات السلامة المتبعة في الشركات، خاصة تلك التي تتعامل مع مواد كيميائية خطيرة.

كان من الضروري توضيح كل جوانب الحادث لضمان عدم تكراره وللحفاظ على حقوق المهندس المتوفي وعائلته.

المجتمع الهندسي بأسره تأثر بشدة بعد هذا الحادث، حيث اجتاحت مشاعر الحزن والألم مواقع التواصل الاجتماعي، وعبّر الكثيرون عن تضامنهم مع عائلة المهندس الراحل.

النبراوي، في بيانه، أكد على ضرورة التحرك السريع لحماية المهندسين والعمال، مشددًا على أن النقابة ستبذل كل جهد ممكن للتأكد من عدم فقدان حقوقه وضمان تحقيق العدالة.

الحادث لم يكن مجرد وفاة عادية، بل كان مؤشرًا على الإهمال والتهرب من المسؤولية الذي تعاني منه بعض الشركات في مجال السلامة المهنية.

الغلايات الكيميائية، التي تصل درجة حرارة السوائل فيها إلى 140 درجة، تتطلب وجود إجراءات صارمة لحماية العاملين، لكن يبدو أن هذه الإجراءات إما غير موجودة أو لم تُنفذ بشكل كافٍ.

حادثة موت المهندس محمود سعيد تمثل جرس إنذار لكافة الجهات المعنية بضرورة مراجعة كل العمليات والإجراءات المتبعة في مواقع العمل.

الإهمال في تطبيق معايير السلامة يمكن أن يؤدي إلى كوارث لا تُحمد عقباها، وهو ما يتطلب تحقيقًا شفافًا وجادًا من قبل النقابة والجهات المختصة.

وإن حادث وفاة المهندس محمود سعيد يجب أن يكون دافعًا حقيقيًا لإحداث تغييرات جذرية في كيفية تعامل الشركات مع سلامة موظفيها.

لن ننسى محمود، ولن نسمح بتكرار هذه المأساة. يجب أن تكون هناك خطوات ملموسة لتحقيق الأمان في بيئات العمل، فكل حياة ثمينة ولا يمكن التفريط بها.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى