تقاريرعربي ودولى

فى ذكرى أحداث ماسبيرو..عدالة غائبة بين ركام من المظالم الحاضرة

تمر اليوم ذكرى أحداث ماسبيرو التى وقعت مساء التاسع من أكتوبر/تشرين الأول 2011، بعد اعتداء قوات الأمن والشرطة العسكرية على عدد ضخم من المتظاهرين الأقباط، أمام مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون “ماسبيرو”، ما أسفر عن مقتل 27 شخصًا.

وبعد مرور سنوات على تلك الجريمة النكراء وبدلا من محاسبة الجناة طلبت السلطات المصرية من الكنيسة الأرثوذكسية في 2019 إزالة لوح رخامي يحوي أسماء بعض ضحايا مذبحة ماسبيرو، وذلك وفق ما كشف عنه الباحث في الأقليات والحريات الدينية في المفوضية المصرية للحقوق والحريات، مينا ثابت.

وقال ثابت على صفحته بموقع فيسبوك آنذاك إن مسؤولين كنسيين اجتمعوا بعدد من أهالي الضحايا، وأخبروهم بعزمهم إزالة اللوح الرخامي، بناء على طلب من جهاز الأمن الوطني. وأضاف “يبدو أن السلطات الأمنية تنزعج حتى من مجرد لوح رخامي يذكر الحقيقة بشأن جريمتهم التي نجحوا في الإفلات من عقابها حتى الآن”.

البداية

بدأت المذبحة مساء التاسع من أكتوبر/تشرين الأول حينما انطلقت مسيرة من دوران شبرا إلى ماسبيرو، رافعة شعار “فداك يا صليب”، وذلك على خلفية قيام عدد من أهالي قرية في صعيد مصر على هدم مبنى اتخذه الأقباط كنيسة لهم، بدعوى أنه غير مرخّص، وبالتالي دعا أقباط في القاهرة لتنظيم مظاهرات تحت شعار “يوم الغضب القبطي”، ودخلوا في اعتصام أمام مبنى ماسبيرو في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول 2011.

اشتبكت قوات الأمن المصرية مع المتظاهرين قبل أن تنسحب، وتترك قوات الشرطة العسكرية بمدرعاتها ودباباته في مواجهة المسيرة، التي استمرت ساعات طويلة وأسفرت عن مقتل 27 مواطنا.

ومع ذروة الاشتباكات وقتل بعض المتظاهرين توجه المئات من الشباب المصري المسلم والمسيحي، إلى ميدان التحرير، هاتفين “يسقط حكم العسكر”، ومنددين بالتعامل الأمني العنيف للأمن. وتوجهت بعدها مجموعة من السلفيين للتظاهر في ميدان التحرير مرددين “إسلامية إسلامية”؛ فطوّقتهم قوات الأمن المصرية، واحتجزت منهم عشرات، ما دفع الحكومة المصرية آنذاك، لإعلان حظر التجول في وسط القاهرة من الثانية فجرًا وحتى السابعة صباحًا.

أيقونة ماسبيرو

مينا دانيال كان أحد أشهر ضحايا مذبحة ماسبيرو. كان ناشطا بحركة شباب من أجل العدالة والحرية، نجا من الموت مرتين، ومات في الثالثة بقذيفة اخترقت صدره ونفذت من ظهره، نُقل بعدها للمستشفى القبطي في محاولة لإنقاذه، إلا أنه كان قد لفظ أنفاسه الأخيرة، عن عمر يناهز 23 عاما.

ارتبط اسم مينا دانيال بعدد كبير من الهتافات الحماسية في معظم الفعاليات التي أعقبت أحداث ماسبيرو، منها “مينا دانيال مات مقتول.. والمجلس هو المسؤول”، في إشارة إلى المجلس العسكري، و”اقتل خالد اقتل مينا.. كل رصاصة بتقوّينا”، والأول هو خالد سعيد والثاني هو مينا دانيال، و”مينا دانيال يا ولد.. دمك بيحرر بلد”.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى