مقالات ورأى

أنور الرشيد يكتب: الحل بالدولة المدنية2/1

تلقيت يوم أمس من أحد المتابعين الكرام سؤالًا عن الحل بشأن ما طرحته في مقال الأمس المعنون: هل فقدت هذه الأمة الأمل بخلاصها؟ الذي طرحت به الاستراتيجية الصهيونية، وتآمر الشرق والغرب على هذه الأمة، ودور تجار الدين بتغييب عقولها.

هناك حلول وليس حل لمعضلة هذه الأمة التي تخرج من حفرة، وتقع في دحديرة تخرج من مطب واقع بالآخر تكرر تجاربها مليون مرة على مر التاريخ، ولكنها لا تستفيد من نتائجها؛ وتصر على تكرار تلك التجارب رغم كارثية نتائجها؟ لذلك هي في حيص بيص حضاري وغير قادرة على الخروج من دحديرتها التاريخية بسبب المحددات التي وضعت على تفكيرها وعقولها.

الحل لهذه الأمة بسيط جدًّا وسينقلها من عالم الماضي الكارثي لعالم حضارة اليوم ألا وهو اعتماد نظام مدني دستوري قائم على أسس تنموية مدنية، وهذا لا يعني تنحية المعتقدات الدينية جانبًا كما سيروِّج أعداء الدولة المدنية المستفيدين من وضع الأمة الضائع في متاهات الحضارة البشرية، فالدولة يجب أن تكون محايدة بهذا الأمر لأن مواطنيها تجمعهم مظلة الدولة، ولدى كل منهم مقدساته الملتزم بها، وهذا الأمر ليس اختراعًا للعجلة من جديد يكفي أن تستفيد هذه الأمة من تجارب الأمم الأخرى، وهي ماثلة أمامنا ولا تحتاج لعناء كبير لفهم حقيقة أن خلاص الأمم في مدنيتهم التي تحفظ للجميع حقوقهم تحت مظلة المدنية.

من غير ذلك ستظل هذه الأمة تائهة في عالم الحضارة البشرية؛ تتخبط بدمائها، ولن تنتصر لذاتها أن لم تفعِّل عقلها وتنتهج النهج المدني للرقي بذاتها.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى