عربي ودولى

القبة الحديدية في قفص الاتهام.. هل نجحت في حماية إسرائيل

كشف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن أهمية “القبة الحديدية” للمرة الأولى عام 2006 بعد الضرر البالغ الذي لحق بالمنشآت الإسرائيلية في نفس العام  بعد هجوم من حزب الله باستخدام 4 آلاف صاروخ موجه، ومنذ تلك اللحظة، بدأت الشعارات الرنانة حول فعالية منظومة “القبة الحديدية” .

الهدف الرئيسي من استخدام هذه المنظومة هو حماية المباني والمنشآت الإسرائيلية من الهجمات المباشرة والموجهة عبر استخدام الصواريخ، وخلال السنوات الماضية، تطورت المنظومة لتشمل أكثر من جزء يعمل معًا لإعاقة مختلف أنواع الصواريخ، ولكن كيف تعمل هذه المنظومة تقنيًا؟ وهل هي منيعة كما يحاول جيش الاحتلال الترويج لها؟.

وجيش الاحتلال يستخدم مجموعة من الأنظمة الأخرى بشكل فردي ومتفرق، من ضمنها نظام “باتريوت” الأمريكي لاعتراض القذائف التي لا يمكن لنظام “آرو 3” الوصول إليها.

ورغم أن هذه المنظومة قد طورت للمرة الأولى في عام 2006، فإنها تعتمد على خوارزميات وأنظمة ذكاء اصطناعي سريعة وقوية للغاية من أجل ضمان استشعار مدى الصواريخ واعتراضها في وقت قياسي قبل وصولها إلى الأهداف المختلفة، وهي أنظمة يتم تطويرها باستمرار لتصبح أكثر قوة وسرعة في التعامل مع الهجمات المختلفة.

هل تعد “القبة الحديدية” فعالة؟

ظلت منظومة “القبة الحديدية” لفترة طويلة عائقًا أمام محاولات الهجوم المختلفة داخل الحدود الإسرائيلية بدءًا من الهجمات القصيرة المدى من حماس والمقاومة الفلسطينية وحتى الصواريخ الطويلة المدى من إيران وحزب الله، ولكن هذا الوضع تغير كثيرًا مع أحداث أكتوبر الماضي.

إذ تمكن أفراد حماس من توجيه ضربات موجعة داخل حدود “القبة الحديدية” عبر استخدام المسيرات والمتفجرات القصيرة المدى، وهو ما أبرز عجز المنظومة وآليات تخطيها.

وقد تكرر الأمر مجددًا في الهجوم الأخير الذي شنه الجيش الإيراني على إسرائيل، إذ أطلق ما يقرب من 200 صاروخ، ورغم تضارب الأنباء عن نجاح هذه الهجمة حيث يرى الجانب الإسرائيلي أنها فشلت بينما تروي إيران قصة مغايرة، فإن النتيجة تظل واحدة، فقد تسببت الهجمة في أضرار متنوعة لعدد من المباني والمراكز الحيوية داخل “القبة الحديدية” ودفعت بالمدنيين إلى الاختباء في الأنفاق الخاصة للحماية من هجمات الصواريخ.

وبشكل عام يصعب تحديد فعالية منظومة “القبة الحديدية” في السنوات الأخيرة بسبب تضارب الأنباء، حيث ترفض إسرائيل الاعتراف رسميًا بالأضرار الواقعة نتيجة الهجمات المختلفة.

تعمل القبة الحديدية بالتوازي معًا لاعتراض مختلف أنواع القذائف والطائرات والمسيرات والصواريخ .

حالات الفشل 

رغم ادعاءات جيش الاحتلال الإسرائيلي حول جدارة “القبة الحديدية” فهي ما تزال نظاما آليا معرضا للفشل، وهو الأمر الذي أثبتته الهجمات الأخيرة ضده إلى جانب المقاطع المنتشرة التي تثبت الأضرار الواقعة على المباني والمنشآت الإسرائيلية.

ويرى مايكل كلارك المحلل العسكري لدى شبكة “سكاي نيوز” أن هذه المنظومة معرضة للفشل مثل جميع أنظمة الحواسيب، ويرجح كونها معرضة للاختراق من قبل قراصنة محترفين بافتراض درجة التأمين المعقدة المستخدمة في حمايتها، ولكن لا يوجد نظام كمبيوتر لا يمكن اختراقه مهما كان معقدًا ومحميًا.

كلارك يضيف: الهجوم المخطط له والمنظم بعناية قادر على اختراق أنظمة حماية “القبة الحديدية” بشكل سهل ويسير، خاصةً إذا أمضت الجهات المهاجمة فترةً كافية لدراسة آلية عمل المنظومة والبحث عن نقاط الضعف والثغرات الموجودة في شبكة التغطية الخاصة بها.

ويعزز المقال الذي نشره موقع “فورتشن” (Fortune) في أكتوبر الماضي من هذه النظرية، قائلًا بأن النظام يفشل في التعامل مع الهجمات المتتابعة المتتالية والهجمات الكبيرة التي تحدث مرةً واحدة رغم انتشار قاذفات الصواريخ التابعة له وتنوع مدى الفاعلية الخاص بها.

ونقطة ضعف أخرى في هذه المنظومة وهي تكلفة إطلاق الصواريخ المختلفة، حيث تصل تكلفة بعض الصواريخ إلى مليون دولار مقارنةً مع تكاليف أقل للصواريخ التي تستخدمها إيران أو حماس، وهو ما يتيح لهم الهجوم بأعداد مضاعفة تفوق قدرة “القبة الحديدية” على التصدي لها.

هذه الثغرات قد يكون من الصعب التعامل معها كونها تحتاج إلى تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي والمستشعرات بشكل كبير، وهو الأمر الذي يضع ثقلًا ماديًا مضاعفًا على الاقتصاد الإسرائيلي الذي يواجه تحديات عدة منذ بدء الحرب الأخيرة، كما يمكن تطوير صواريخ وقذائف لا يمكن تتبعها عبر مستشعرات الرادار التي يعتمد عليها نظام “القبة الحديدية” المباشر.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى