في أجواء مشحونة بالحماسة والتحدي، ألقى المهندس أكمل قرطام، رئيس حزب المحافظين، كلمة قوية خلال مؤتمر الحركة المدنية الديمقراطية، الذي أقيم تحت شعار “من العبور إلى الطوفان: تحديات المواجهة مع العدو الإسرائيلي”، بمقر الحزب في جاردن سيتي.
المؤتمر جمع عدداً من القيادات السياسية والحزبية، مما عكس أهمية الحدث وعمق التحديات التي تواجهها المنطقة.
وفي مستهل كلمته، تطرق قرطام إلى الذكرى السنوية لطوفان الأقصى، مهنئاً الشعب المصري بانتصارات أكتوبر المجيدة، مشيراً إلى تضحيات الشعب الفلسطيني وصموده في وجه الاحتلال.
لقد أثار هذا الإطار التاريخي أهمية النضال المستمر الذي لا يزال يخوضه الفلسطينيون من أجل حقوقهم وحرية أرضهم.
وتوجه قرطام بتحية خاصة للجيش المصري، مشيداً بما قام به من جهود لتحرير الأرض، مبرزاً دور القوات المسلحة في الحفاظ على الوطن ومواجهة التحديات.
واعتبر أن هذا الحضور من الجيش يمثل صموداً تاريخياً ومصدر إلهام للأجيال القادمة في مسيرة الكفاح الوطني.
وفي نقطة محورية من خطابه، وجه قرطام رسالة قوية للشعب الأمريكي، معتبراً أن ما يحدث في غزة يكشف زيف مواقف حكومتهم.
واعتبر أن الشعب الأمريكي شهد بعض الصحوات النادرة التي ترفض السياسات الحالية تجاه العرب، محذراً من أن ما يجعلهم قوة عظمى ليس مجرد الترسانة العسكرية، بل المبادئ التي يجب أن يدافعوا عنها.
توالت الرسائل في كلمته، حيث دعا سلطات الولايات المتحدة إلى مراجعة مواقفها من الكيان الصهيوني، محذراً من أن هذه السياسات تشكل تهديداً أكبر لها من التهديدات التي تواجه الدول العربية. كان التحذير واضحاً بأن استمرار الدعم الأمريكي للاحتلال قد يعود بالضرر على مصالحهم الخاصة.
كما حمل قرطام رسالة لليهود الغربيين، مؤكدًا لهم أن فلسطين ليست أرضهم، داعياً إياهم إلى مغادرتها. هذه الكلمات جاءت في إطار التأكيد على الحق التاريخي للشعب الفلسطيني في أرضه، ورفض أي ادعاءات مخالفة لذلك.
وفي حديثه عن المقاومة، أكد قرطام على ضرورة استعادة الفلسطينيين لكرامتهم وحريتهم، مشدداً على أن العرب ينبغي أن يكونوا أكثر دعماً للمقاومة.
وأشار إلى أن هناك فصلاً بين السلطات العربية والشعوب، حيث أن الشعوب العربية تعبر عن تضامنها وتأييدها للمقاومة، في الوقت الذي قد تتبنى فيه الحكومات مواقف مختلفة.
وعندما انتقل إلى رسالته لشعوب المنطقة، حثهم على ضرورة الوعي والتحرك بشكل فعال ضد الكيان الإسرائيلي.
دعا إلى مقاطعة كافة أشكال التعاون مع الاحتلال، مشيراً إلى أهمية أن تتحد الشعوب العربية وتدعم بعضها في مواجهة التحديات.
وفي الختام، أكد قرطام على هشاشة النظام العالمي الحالي، مشيراً إلى أن النصر لا يأتي إلا بإرادة قوية ومقاومة مستمرة.
كانت كلمته بمثابة دعوة للتوحد في مواجهة التحديات، وضرورة العمل على استعادة الحقوق المشروعة للشعوب العربية.
تجسد كلمة المهندس أكمل قرطام روح النضال العربي وتطلعاته، حيث تركت أثراً عميقاً في نفوس الحاضرين، وفتحت نقاشات واسعة حول استراتيجيات المواجهة والتضامن في ظل الظروف الراهنة.
