تقاريرفلسطين

يد المقاومة تصطاد أبرز قادة الاحتلال في عام من الصمود والتصعيد

خلال عام من الاضطرابات العنيفة في قطاع غزة استهدفت يد المقاومة أبرز الضباط في جيش الاحتلال مما كشف عن هشاشة القوة العسكرية أمام صمود الشعب الفلسطيني

تزامن ذلك مع تصاعد العمليات العسكرية وارتفاع عدد القتلى من قيادات الاحتلال الذين كانوا ينظرون إلى أنفسهم كقادة لا يقهرون

تحت ظلال الاحتلال الذي طال أمده خرج العقيد شتاينبرج قائد لواء ناحال من خندق الحرب ليسقط ضحية لمدى فشل استراتيجيات جيشه الذي لطالما تباهى بقدرته على قمع الأصوات الحرة في المنطقة

لم يكن شتاينبرج وحده في هذه المأساة بل انضم إليه عدد من زملائه الذين كانوا ينظرون إلى الأراضي المحتلة وكأنها ساحة للعبث مع أرواح المواطنين

العقيد روي ليفي قائد الوحدة متعددة المهام الذي كان يحظى بشهرة واسعة في أوساط الجيش الإسرائيلي لم يكن بعيداً عن هذه الموجة القاتلة

إذ وُجهت له ضربة قاسية كان من المتوقع أن تدمر معنويات جنوده الذين تراجعوا بشكل ملحوظ تحت ضغط المقاومة التي أظهرت قدرات غير مسبوقة في تكتيكاتها القتالية

وحتى العقيد حمامي قائد لواء الجنوب في فرقة غزة لم يكن محصناً من ضربات المقاومة التي لم تتردد في استهداف قيادات الاحتلال

كانت العمليات تشير بوضوح إلى انتهاج أسلوب جديد ومبتكر في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية وخلق حالة من الفوضى داخل صفوف الجنود مما أدى إلى تراجعهم

فيما يُعتبر أحد أبرز قادة الاحتلال العقيد ليئون بار الذي قاد فرقة الضفة الغربية تلقى أيضاً ضربة مؤلمة كان لها صدى واسع في وسائل الإعلام وتجاوزت الأبعاد العسكرية لتدخل في نطاق النضال الشعبي الذي يسعى إلى استعادة الحقوق الفلسطينية

وبالتوازي مع ذلك كان المقدم تسيون قائد كتيبة الاتصالات 481 يتعرض لضغوطات شديدة وسط سلسلة من الخسائر التي جعلت صوته يختفي في ظل الفوضى المتزايدة

المقدم عليم عبدالله نائب قائد اللواء 300 كان ضمن قائمة الأسماء التي أثارت قلق المؤسسة العسكرية بعد أن طالتهم يد المقاومة دون رحمة

إذ أثبتت الأحداث الأخيرة أن الجدران التي بناها الاحتلال لحماية قياداته لم تعد قادرة على الصمود أمام إرادة المقاومة التي أثبتت أنها قادرة على تحقيق المعجزات رغم الإمكانيات المحدودة

المقدم يسرائيل الذي كان مسؤولاً عن إعداد القيادة الجنوبية تعرض أيضاً لضغوط غير مسبوقة في ظل هذه الأوضاع المضطربة

مما أدى إلى انزلاق الأمور نحو المجهول وبدا أن المؤسسة العسكرية غير مستعدة لمواجهة هذا النوع من التحديات التي تبرز فيها القوة الشعبية على حساب القوة العسكرية

ولم يكن المقدم يوناتان قائد كتيبة في لواء جولاني بعيدًا عن هذه المعركة القاسية التي تمثل تحولًا في تاريخ الصراع

كانت الضغوط المتزايدة تدفعه إلى اتخاذ قرارات صعبة وهو في خضم الاشتباكات العنيفة التي لم تتوقف مما جعل منه هدفاً سهلاً أمام الطلقات المتوالية للمقاومة

في السياق ذاته انضم المقدم جينسبيرج الضابط في وحدة الكوماندوز البحرية إلى قائمة القتلى الذين سقطوا على يد المقاومة والتي لم تتوانَ عن توجيه ضرباتها إلى أعتى الجيوش والقيادات العسكرية

وقد بات واضحًا أن أي احتياطات أو استراتيجيات لا يمكن أن تضمن السلامة في مواجهة هذا التحدي الجديد

أما المقدم سلمان حبكة قائد الكتيبة 53 فقد واجه مصيراً مؤلماً في خضم هذه المعركة العنيفة التي استمرت دون هوادة

إذ شكلت خسارته إضافة جديدة إلى رصيد المقاومة الذي يتزايد يومًا بعد يوم لتؤكد على أن الحرب ليست فقط قتالاً بل هي إرادة وصمود أمام قسوة الاحتلال

إن هذه الأحداث تبرز بوضوح كيف أن القادة العسكريين الذين لطالما اعتبروا أنفسهم بعيدين عن متناول اليد

تعرضوا لسلسلة من الضربات القاسية التي عرت عجزهم عن مواجهة إرادة الشعب الفلسطيني الذي لم يتوانَ عن إظهار قوته وقدرته على تجاوز التحديات مهما كانت قاسية ومؤلمة

الاحتلال الإسرائيلي الذي لطالما كان يضرب به المثل في القوة العسكرية الآن يقف في مواجهة حقائق جديدة

تجسدت في مقاومة شجاعة وعزيمة لا تعرف الكلل فمع استمرار هذه الديناميكية المعقدة يظل مصير الاحتلال موضع تساؤل في ظل هذه الظروف التي تشهد تحولاً جذرياً في موازين القوى

الدرس المستفاد هنا هو أن القوة ليست فقط في الآلات والأسلحة بل في الإرادة الشعبية وفي القدرة على التكيف مع الظروف والوقوف أمام التحديات بعزيمة لا تلين

وهذا ما أظهرته يد المقاومة بوضوح مما يجعلنا نتساءل هل نحن أمام بداية النهاية لأسطورة الجيش الذي لا يقهر أم أن الأحداث القادمة ستكشف عن مفاجآت جديدة في ساحة الصراع التي لا تتوقف عن تقديم الدروس اليومية

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button