تقاريرفلسطين

الموت ينادي من تحت الأنقاض في غزة

في تصعيد مروع لا ينفك عن إرهاب الاحتلال الإسرائيلي الذي يضرب بكل قوة على قطاع غزة تواصل الأعداد المتزايدة من الشهداء والجرحى صعودها بشكل يثير القلق والغضب

حيث استهدفت الطائرات الحربية منزلاً في بلوك 3 بمخيم البريج وسط القطاع في قصف همجي أسفر عن استشهاد 9 مواطنين وإصابة 25 آخرين بجروح متفاوتة

ما يضفي على هذه الجريمة البشعة طابعها الكارثي والمأسوي الذي يعيشه أبناء القطاع

وعلى الرغم من الكارثة فإن عمليات البحث والإنقاذ لم تتوقف حيث تواصل الفرق المختصة جهودها للعثور على المزيد من الضحايا تحت الأنقاض التي باتت تمثل رموزًا جديدة للمأساة الإنسانية المستمرة

فالصمت الدولي لا يمكن أن يعبر عن الفظائع التي يعيشها الفلسطينيون في هذه اللحظات العصيبة

وفي حادثة أخرى مأساوية سقط 3 مواطنين شهداء وجرح آخرون نتيجة قصف إسرائيلي استهدف خيام النازحين في شارع السكة بمخيم البريج

الأمر الذي يسلط الضوء على معاناة النازحين الذين فقدوا منازلهم وكل ما يمتلكونه في وقت أصبحت فيه أعداد الضحايا تتزايد بسرعة

تفوق التصور حيث تم نقل المصابين إلى مستشفى العودة في مخيم النصيرات وسط القطاع

وبالإضافة إلى ذلك فقد ارتقت شهيدة جديدة في قصف آخر استهدف مسجداً في منطقة خربة العدس شمال مدينة رفح مع إصابة عدد من المواطنين

ما يضيف إلى مسلسل الإجرام الإسرائيلي الذي لا يميز بين مدني أو مسلح حيث تتعرض دور العبادة لتدمير ممنهج كما لو كانت جزءاً من سياسة الاحتلال في نشر الفوضى والدمار

منذ السابع من أكتوبر 2023 لا تتوقف آلة الحرب الإسرائيلية عن دك القطاع من جميع الاتجاهات سواء من البر أو البحر أو الجو مستهدفة المدنيين الأبرياء في غزارة وبشاعة لم تشهدها المنطقة من قبل

حيث أسفرت هذه الحملة العدوانية حتى الآن عن استشهاد ما يزيد عن 41,909 مواطنين وإصابة نحو 97,303 آخرين من بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء الذين يعانون من تبعات القصف والتهجير

مع تزايد أعداد الضحايا تظهر الصور المروعة لأناس محاصرين تحت الأنقاض يصرخون طلبًا للمساعدة في وقت تبدو فيه فرق الإنقاذ عاجزة عن الوصول إلى جميع المناطق المتضررة

إذ أن الصعوبات اللوجستية تعقد مهمة هؤلاء الرجال والنساء الشجعان الذين يسعون بكل ما أوتوا من قوة لإنقاذ الأرواح البائسة

في ظل هذه الأوضاع المأساوية تتصاعد المطالبات الدولية بوقف فوري لإطلاق النار وإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح الأبرياء

لكن هذه المطالب لا تلاقي آذانًا صاغية في ظل العنف المستمر والمخططات الإسرائيلية التي تبدو متسارعة ومتزايدة حيث يزداد إحساس الخوف والقلق بين المواطنين في غزة في كل لحظة

ما يحدث في غزة هو مأساة حقيقية وصورة معبرة عن الظلم والعدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني

في وقت نرى فيه أن العالم يقف مكتوف الأيدي أمام ما يحدث في هذه البقعة الجغرافية الصغيرة التي باتت رمزا لمقاومة الاحتلال وبداية لا تنتهي للدماء المسفوكة والمنازل المدمرة والأرواح المفقودة

إن غزة اليوم تنادي بالعالم أن يفتح عينيه على الواقع المرير الذي يعيشه أبناءها فالأعداد تتزايد بشكل يصعب تصوره

ويجب أن تكون هناك خطوة جريئة لإنهاء هذا الكابوس الذي لا ينتهي حيث أن الصمت عن هذه الجرائم الإنسانية هو بمثابة تواطؤ في الجريمة نفسها

مما يتطلب موقفا حاسما وقويا من المجتمع الدولي للحفاظ على ما تبقى من حياة في قلب هذه الكارثة

فهل سيكون هناك صوت يرفع عالياً ليقول كفى لهذا الظلم القائم بينما الموت يواصل الزحف تحت الأنقاض

هل سيستمر العالم في تجاهل صرخات المكلومين في غزة أم أن الإنسانية ستستفيق لتتحرك وتوقف هذا النزيف المستمر في ظل الاحتلال والتعذيب الذي لا ينتهي نحن بحاجة إلى فعل حقيقي الآن

وليس غداً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من أرواح تئن تحت وطأة الفقدان والتهجير والاعتداءات المتواصلة التي لا ترحم

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى