نتائج الانتخابات التونسية.. إقبال ضعيف واستطلاع رأى يُمهّد لفوز سعيد وتحذيرات من التزوير
شهدت الانتخابات الرئاسية التونسية التى جرت أمس الأحد أدنى معدل مشاركة منذ ثورة العام 2011، فلم تتجاوز نسبة المشاركة 27,7%، وفق ما أعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات. ويتنافس قيس سعيّد مع النائب السابق زهير المغزاوي، والعياشي زمال، رجل الأعمال البالغ 47 عاما والمسجون بتهم “تزوير” تواقيع تزكيات.
وصوت أكثر من 2,7 مليون ناخب، وفق ما أعلن رئيس الهيئة فاروق بوعسكر في مؤتمر صحافيومثلت الفئة العمرية من 36 إلى 60 عاما 65% من نسبة المشاركين في هذه الانتخابات. وأغلق أكثر من خمسة آلاف مركز اقتراع عند السادسة مساء بالتوقيت المحلي بعد أن فتحت منذ الثامنة صباحا.
وأظهر استطلاع لآراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز الاقتراع أجرته مؤسسة “سيغما كونساي” الخاصة وبثه التلفزيون الرسمي، أن سعيّد حاز أكثر من 89% من الأصوات وعلى إثر تلك النتائج خرج العشرات من أنصار سعيد إلى الشوارع للاحتفال، فيما ردد أعضاء حملته الانتخابية شعارات من قبيل “الشعب يريد قيس من جديد.
وعلق نوفل سعيد، شقيق قيس سعيد ومدير حملته الانتخابية بقوله إن “النتائج كانت متوقعة”، مشيرا إلى أنها تؤكد ارتفاع منسوب الثقة بين سعيد والتونسيين، وهو ضمانة لاستقرار مؤسسات الدولة واستقرار البلاد.
رفض وتحذيرات
من جانبها رفضت حملة العياشي زمال نتائج استطلاع الرأي التي أعلنت عنها مؤسسة سيغما كونساي، متهمة التلفزيون الرسمي بمحاولة توجيه الرأي العام.
وقالت، في بيان على موقع فيسبوك “عمدت التلفزة الوطنية بشراكة مؤسسة خاصة معروفة لسبر الآراء، وهي مؤسسة غير رسمية، الى نشر نتائج سبر آراء مزعوم لنتائج الانتخابات الرئاسية، في تجاوز لنصوص القانون وبغاية توجيه الرأي العام نحو تقبل نتائج بعينها”.
وأضاف البيان: ويهم مكتب الحملة أن يعبر عن رفضه القاطع للنتائج المنشورة وهو في انتظار النتائج الأولوية، وهو على ثقة تامة من مرور المرشح العياشي زمال إلى الدور الثاني.
بدوره قال المرشح زهير المغزاوي لوسائل الإعلام إن النتائج التي نشرتها مؤسسة سيغماي كونساي “غير صحيحة، وكل المعطيات لدينا تؤكد ذلك، وهي محاولة لتهيئة الرأي العام للنتائج التي ستعلن عنها هيئة الانتخابات غدا”.
ودعا المغزاوي هيئة الانتخابات إلى تحمل مسؤوليتها التاريخية في حماية المسار الانتخابي، داعيا قوات الجيش والأمن أيضا “لحماية هذا المسار الانتخابي من كل محاولات العبث به، لأن المسألة اليوم ليست نتائج انتخابات فقط، بل مسألة أمن قومي لتونس، وسلامة مستقبلها، وبالتالي أنا كلي ثقة أن مؤسسات الدولة التونسية ستعلن غدا عن نتائج انتخابات مغايرة لما تم الإعلان عنها من خلال شركة سبر الآراء. وخاصة أن الأرقام التي لديها تؤكد أنها غير صحيحة”.
كما توجه المغزاوي بالحديث للرئيس قيس سعيد بقوله: “كما احترمناك، احترم عقول التونسيين، فالمعارضة تقدمت بمرشحين اثنين، والإعلان عن هذه النتائج هو ضحك على عقول الناس.
قمع وانتقادات
ويتعرض سعيّد لانتقادات شديدة من معارضين ومن منظمات المجتمع المدني، بسبب تكريسه الكثير من الجهد والوقت لتصفية الحسابات مع خصومه، وخصوصا حزب النهضة الإسلامي المحافظ الذي هيمن على الحياة السياسية خلال السنوات العشر من التحوّل الديمقراطي التي أعقبت الإطاحة بالرئيس بن علي في العام 2011.
وتندد المعارضة التي يقبع أبرز زعمائها في السجن ومنظمات غير حكومية تونسية وأجنبية، بـ”الانجراف السلطوي” في بلد مهد لما سمي “الربيع العربي”، من خلال الرقابة على القضاء والصحافة والتضييق على منظمات المجتمع المدني واعتقال نقابيين وناشطين وإعلاميين.