تقاريرمصر

فساد شركة الوجة القبلي لإنتاج الكهرباء .. استيلاء على المال العام وغياب المحاسبة

تشهد شركة الوجة القبلي لإنتاج الكهرباء التابعة لوزارة الكهرباء في مصر حالة من الفوضى غير المسبوقة يتحدث عنها العاملون فيها بمرارة في ظل نظام تسود فيه الرشوة والمحسوبية وتتحكم فيه مصالح فئة معينة على حساب المال العام فهل هناك من يسمع

في الأروقة المظلمة من الشركة تتصاعد أصوات العاملين المحتجين على الاستيلاء السافر على أموال الدولة فالأرض التي يُزعم أنها ملك الدولة في الوحدة الثالثة بأسيوط تم بيعها لأشخاص بملايين الجنيهات وهو ما يطرح تساؤلات عدة حول كيفية تداول هذه الأملاك العامة وما هو دور الجهات المعنية في هذا التلاعب

تبدأ القصة من لجنة شراء الأراضي التي يرأسها عضو مجلس الإدارة والذي يبدو أنه كان له اليد العليا في تسوية القضايا المرفوعة ضد بعض الأفراد الذين استولوا على هذه الأراضي دون وجه حق في حين تم تجاهل حقوق الآخرين الذين لم يحصلوا على مستحقاتهم هل يُعقل أن يتم تجاهل هذه القضايا بناءً على علاقات شخصية

ويؤكد العاملون أن الأمور تزداد سوءًا مع استمرار تحركات بعض الشخصيات البارزة داخل الشركة التي تكتفي بالصمت في وجه هذه الانتهاكات الجسيمة فالمديرون ينعمون بمناصبهم بينما الفساد يضرب بجذوره في كل ركن من أركان الشركة ولا من رقيب

تسود حالة من الفوضى في تعاملات الموظفين مع الموارد البشرية حيث يشير البعض إلى أن رئيس قطاع الموارد البشرية لم يقم بتحويل ملفات التزوير والاختلاس إلى النيابة العامة وهو ما يطرح علامات استفهام حول نزاهته وقدرته على اتخاذ قرارات حاسمة في هذا الشأن بل كيف يمكنه تجاهل مثل هذه الانتهاكات وهو في موقعه القيادي

من جهة أخرى يُثير وجود هدايا فودافون وما يُعرف بالنقاط المرتبطة بها تساؤلات عن مكان الأموال التي يتم استلامها سنويًا حيث تشير التقارير إلى أن الشركة تتلقى هدايا تصل إلى 100 ألف جنيه سنويًا من هذه الشركة لم يتم إدخال أي منها ضمن المستندات بشكل رسمي فإلى أين تذهب هذه الأموال وكيف يُمكن لأحدهم أن يجني ثمار هذه الممارسات

تُعد القضية أعمق من مجرد غياب الشفافية فالأرقام تتحدث عن نفسها في كل عام حيث يستمر النهب المنظم لأموال الشركة دون رقيب أو حسيب بينما يتم تهميش العاملين الذين يسعون إلى الحفاظ على حقوقهم المشروعة

وفي سياق متصل يُظهر المديرون انحيازًا صارخًا تجاه بعض الأفراد في حين يتم التعامل مع الآخرين بصورة قاسية فالبعض يُحال إلى التحقيقات بينما يُمنح الآخرون حصانة لا يمكن تصورها تحت غطاء النفوذ والعلاقات الشخصية وهذا ما ينذر بكارثة تؤثر على سمعة هذه الشركات

وتتوالى الاستفهامات حول كيفية إدارة هذا الفساد حيث يسرد العديد من الموظفين قصصًا عن فساد محلي يتفشى تحت نظر المسؤولين ومع ذلك لا يُتحرك ساكن بل يظل الوضع على ما هو عليه مما يزيد من استياء العاملين والشعب بشكل عام

ما يحدث ليس مجرد مشاكل إدارية بل هو فساد يطال الجميع وينذر بكارثة حقيقية فهل من يقظة من قبل الجهات المسؤولة أم أن الوضع سيبقى كما هو

وفي إطار متصل يستدعي هذا الوضع تدخل الجهات الرقابية لمراجعة كل صغيرة وكبيرة في أعمال هذه الشركات لمحاسبة كل من تسول له نفسه العبث بأموال الدولة ويجعل كل موظف يراوده الأمل بأن هناك من يمكنه التصدي لهذا الفساد والظلم

لا يمكن الاستمرار في السكوت عن هذه الانتهاكات فالفساد في شركة الوجة القبلي لإنتاج الكهرباء ليس مجرد فوضى إدارية بل هو تهديد حقيقي لاقتصاد البلاد وحق المواطن في الحصول على خدمات كهربائية دون قيود أو مشاكل فهل من مُجيب على هذه الأسئلة المحيرة التي تؤرق العاملين والمواطنين على حد سواء

ولذلك فليس لدينا خيار سوى التكاتف ضد هذا الفساد والعمل على فضح كل من يتسبب في هذه الأزمات المتتالية في الشركات ذات الصلة مما يستدعي اتخاذ خطوات حقيقية نحو الإصلاح الجاد وإعادة الحقوق إلى أصحابها

ولا بد من التأكيد على أهمية التصدي لهذا الفساد بصورة حاسمة دون تهاون لضمان مستقبل أفضل لمصر وشعبها فالصمت لم يعد خيارًا والوقت قد حان لنظهر للعالم أن هناك من يقف في وجه الظلم ويطالب بالحقوق الضائعة

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى