قام الكاتب حسام الدين بنشر مقال جريء على موقع “اليوم السابع” يحمل عنواناً لامعاً يحكي فيه عن ذكرى انتصار 6 أكتوبر المجيدة والتي تعد علامة فارقة في تاريخ الأمة وعنوانًا للعزة والكرامة
حيث يركز المقال التي يحمل عنوان “6 أكتوبر .. نُعلّم أولادنا وأحفادنا جيلًا بعد جيل قصة النصر العظيم” على أهمية توصيل هذه القصة للأجيال القادمة مضيفاً أن هذه الذكرى ليست مجرد تاريخ
وإنما تمثل درسًا عظيمًا في التضحية والفداء من أجل الوطن وضرورة إدماج تلك القيم في عقول الشباب والأطفال لتعزيز انتمائهم لوطنهم
ويشير الكاتب إلى ضرورة تلقي تلك القصة بشكل متواصل من الآباء والأجداد ليتسنى للأطفال فهم الأبعاد الحقيقية للصراع وأهمية تصحيح التاريخ بما يضمن جعلهم سفراء للحقيقة ونجومًا في سماء الإبداع والفخر
كما يتطرق المقال إلى الأثر العميق الذي تتركه تلك الذكرى في النفوس وإشعال روح الوطنية في قلوب المصريين وتحفيزهم على العمل المتواصل من أجل نهضة وطنهم
ويؤكد الكاتب أن هذا الدور لا يقتصر فقط على الاحتفالات بل يجب أن يتبع بتعليم مستمر وإثراء الذاكرة الجماعية بما يعكس قوة الإرادة المصرية في مواجهة التحديات وصياغة مستقبل مشرق.
ونظرًا لأهمية ما ورد في المقال، يسر موقع “أخبار الغد” أن يعيد نشر المقال نظرًا للقيمة الكبيرة التي يحملها. نحن نقدم لكم النص الكامل للمقال ليكون في متناول الجميع.
“سوف يأتي اليوم الذي نجلس فيه سويًا، لا لنتفاخر بما حققناه، ولكن لنقول لأبنائنا وأحفادنا إننا حملنا الأمانة بأمانة، وحافظنا على العرض والشرف، وأننا لم نفرط في أرضنا أو كرامتنا، وأننا بذلنا الجهد والعرق والدم من أجل أن تبقى هذه الأمة مرفوعة الرأس، وفي مكانها اللائق تحت الشمس في هذا العالم. وربما جاء يوم نجلس فيه معًا لا لكي نتفاخر ونتباهى، ولكن لكي نتذكّر، وندرس، ونُعلّم أولادنا وأحفادنا جيلًا بعد جيل قصة الكفاح ومشاقه، مرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصر وآماله.
نعم! سوف يجئ يوم نجلس فيه لنقص ونروي ماذا فعل كل منا في موقعه، وكيف حمل كل منا أمانته وأدّى دوره، كيف خرج الأبطال من هذا الشعب وهذه الأُمّة في فترة حالكة ساد فيها الظلام، ليحملوا مشاعل النور وليضيئوا الطريق حتى تستطيع أُمّتهم أن تعبر الجسر ما بين اليأس والرجاء. “
تلك الكلمات العميقة كانت جزءا من خطاب الرئيس السادات الذي ألقاه أمام مجلس الشعب في أعقاب الانتصار تتحدث عن التضحيات والعزيمة و تبرز إرادة المصريين في لحظة حالكة و حرجة من تاريخ مصر الحديث
وها نحن نجلس للمرة الـ51 كي نتذكر و ندرس ونُعلّم أولادنا وأحفادنا جيلًا بعد جيل قصة الكفاح ومشاقه، مرارة الهزيمة وآلامها، وحلاوة النصر وآماله.
ذكرى اكتوبر هي بالقطع مناسبة تتجاوز كونها مجرد انتصار عسكري لتصبح رمزًا للفخر الوطني و ترسخ الثوابت المصرية في القضايا العربية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية التي تساندها مصر منذ اللحظة الأولى ، مصر هي التي خاضت كافة حروبها الحديثة من اجل القضية والشعب الفلسطيني.
مصر هي التي حولت قضية الفلسطينيين من قضية لاجئين إلى قضية شعب ودولة ، فمنذ النكبة في 1948 وحتى اليوم، تظل القضية الفلسطينية هي القضية الاهم التي تحتل الأولوية في السياسة الخارجية المصرية. ولم تتوقف يوما عن تقديم الدعم المادي والسياسي والإنساني ، وكانت دائمًا في مقدمة الدول العربية التي تدافع عن حقوق الفلسطينيين على الساحة الدولية ودعم الجهود الدبلوماسية التي تهدف إلى التوصل لحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، قائم على إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ومع مرور عام على عملية طوفان الأقصى وهي العملية التي نفذتها المقاومة الفلسطينية كانت تعبيرا عن تراكم الغضب الشعبي الواسع من الاحتلال و العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة و المسجد الأقصى والممارسات العدوانية ضد الشعب الفلسطيني وجمود عملية السلام منذ اغتيال عرفات واستفحال الاستيطان .
و هنا يتجلى الموقف المصري الداعم والمساند بشكل لا محدود للشعب الفلسطيني خلال العام الماضي بعد تجدد الانتقام الإسرائيلي الدموي على قطاع غزة أسفر عن تدمير واسع للبنية التحتية وسقوط العديد من الضحايا المدنيين. ورغم الظروف الصعبة، ظلت مصر ثابتة في موقفها الداعم للفلسطينيين، وفتحت معبر رفح لتسهيل مرور المساعدات الإنسانية والإغاثية والتي كانت في معظمها من المصريين شعبا ودولة ، كما استقبلت الجرحى الفلسطينيين لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية و لعبت دورًا محوريًا في التوسط لوقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، في محاولة لحماية الأرواح و مقدرات الشعب الفلسطيني، كما تعمل مصر بشكل دائم على تقديم الدعم السياسي في المحافل الدولية، من خلال الأمم المتحدة ومجلس الامن بهدف وقف العدوان و إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي تضمن للفلسطينيين حقوقهم في العيش بحرية وكرامة.
ان الصراع لم يتوقف كانت حرب اكتوبر احدى حلقاته وطوفان الأقصى حلقة جديدة في مقاومة الاحتلال.