تقارير

عام على “طوفان الأقصى”: دمار هائل يصيب المرافق والخدمات والمنشآت في غزة

مع مرور عام على عملية “طوفان الأقصى”، لم تكن خسائر قطاع غزة البشرية فحسب، بل طالت كل جانب من جوانب الحياة، لتمتد آثارها إلى المرافق والخدمات العامة والمنشآت الحكومية والصناعية.

هذا العام كان شاهداً على حجم الدمار الكبير الذي لحق بالبنية التحتية للقطاع، حيث تأثرت كل نواحي الحياة، ما جعل التعافي مهمة شاقة وشبه مستحيلة في ظل الحصار المستمر والاعتداءات المتواصلة.

بدأت موجة الدمار باستهداف فرق الدفاع المدني، حيث فقد أكثر من 85 من كوادر الدفاع المدني حياتهم، وأُصيب ما يزيد عن 250 آخرين أثناء محاولاتهم إنقاذ الضحايا وإطفاء الحرائق.

كما تعرضت أكثر من 80% من آليات ومعدات الإنقاذ الخاصة بالدفاع المدني للتدمير، مما جعل عمليات الإغاثة أكثر صعوبة وتعقيداً.

ولم تسلم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) من هذه الاعتداءات، حيث استُشهد أكثر من 152 من موظفيها، وتعرضت 170 من مبانيها وأصولها للقصف في قطاع غزة، مما أدى إلى تدمير العديد من مراكز الإيواء والمدارس التي كانت تُستخدم كملاجئ للنازحين.

القطاع الصناعي تعرض لضربة موجعة، حيث دُمّرت أكثر من 2,830 منشأة صناعية، إلى جانب تدمير أكثر من 45 ألف دونم من الأراضي الزراعية، ما تسبب في فقدان مصادر دخل أساسية لآلاف الأسر وتفاقم أزمة الغذاء في القطاع.

الدمار لم يتوقف عند المنشآت الصناعية والزراعية فحسب، بل طال البنية التحتية الأساسية، حيث دُمّر أكثر من 200 مقر حكومي وعشرات المرافق الخدمية والمنشآت العامة، بالإضافة إلى مراكز إيواء وصالات رياضية كانت تُعد ملاذاً آمناً للسكان، لتتحول إلى ركام.

وفيما يخص قطاع الطاقة، تعرضت شبكات الكهرباء لدمار كبير، حيث دُمّر أكثر من 70% من شبكات توزيع الكهرباء بالكامل، مما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن معظم مناطق غزة.

كما طالت الاعتداءات أكثر من 3,130 كيلومتر من شبكات الكهرباء، وخرجت أكثر من 700 بئر ومحطة لمياه الشرب عن الخدمة، مما زاد من معاناة السكان في ظل نقص المياه النظيفة.

بالإضافة إلى ذلك، دمّر الاحتلال أكثر من 330,000 متر طولي من شبكات المياه و665,000 متر طولي من شبكات الصرف الصحي، إلى جانب تدمير 2,835,000 متر طولي من شبكات الطرق والشوارع، ما أدى إلى عزل العديد من المناطق وصعوبة التنقل وتقديم المساعدات.

تُقدّر الخسائر الأولية المباشرة لهذه الحرب بأكثر من 33 مليار دولار، مما يجعل عملية إعادة الإعمار تحدياً كبيراً يواجه غزة في الوقت الراهن.

عام كامل مرّ على “طوفان الأقصى”، وما زال القطاع يعيش تبعات هذا الدمار الهائل، وسط تساؤلات حول المستقبل وقدرة المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته تجاه إعادة الإعمار ورفع الحصار عن غزة، ليتمكن سكانها من استعادة حياتهم من جديد.

المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى