عام على “طوفان الأقصى”: الصحافة الفلسطينية في مرمى النيران
مع مرور عام على أحداث “طوفان الأقصى”، تستعيد الذاكرة الفلسطينية مشاهد الصمود والمقاومة، ولكنها أيضاً تستذكر الثمن الباهظ الذي دفعه القطاع الصحفي خلال هذه الفترة العصيبة.
فقد كانت تلك السنة شاهدة على استهداف منهجي للصحفيين والمؤسسات الإعلامية الفلسطينية، مما جعلهم في الخط الأمامي للصراع، ليس فقط من أجل نقل الحقيقة، بل أيضاً كضحايا لهذا النزاع.
منذ انطلاق أحداث “طوفان الأقصى”، استُشهد أكثر من 174 صحفياً وإعلامياً، من بينهم أكثر من 12 صحفية، في أثناء تغطيتهم للأحداث ونقلهم لصوت الشعب الفلسطيني ومعاناته.
هذه الخسائر تعكس حجم التحديات التي يواجهها الصحفيون الذين يعملون في بيئة مليئة بالمخاطر، حيث يسعون لكشف الحقيقة ونقلها للعالم رغم القمع والاستهداف المستمر.
إلى جانب الشهداء، أصيب أكثر من 80 صحفياً خلال تغطيتهم للاشتباكات والغارات الجوية والهجمات على المناطق السكنية، ما يعكس خطورة المهنة في ظل هذه الظروف.
ولم يقتصر الاستهداف على الاعتداءات الجسدية، بل شهدت السجون الإسرائيلية اعتقال أكثر من 36 صحفياً، ممن عُرفت أسماؤهم، في محاولة لعرقلة دورهم وكسر إرادتهم في نقل الأحداث.
الاعتداءات طالت أيضاً البنية التحتية الإعلامية، حيث دُمّرت أكثر من 182 مؤسسة إعلامية ومقر صحفي، نتيجة للاستهداف المباشر خلال القصف والغارات الجوية.
كما أُغلقت أكثر من 25 إذاعة محلية، ما زاد من صعوبة إيصال الصوت الفلسطيني وحجب المعلومات عن الجمهور.
رغم هذه الخسائر، تظل الصحافة الفلسطينية مستمرة في عملها، مدفوعة بروح التضحية والإصرار على نقل الحقيقة إلى العالم، مستذكرة تضحيات شهدائها وجرحاها ومعتقليها.
ففي ذكرى “طوفان الأقصى”، يؤكد الصحفيون الفلسطينيون أن معركتهم ليست فقط معركة نقل الحدث، بل هي أيضاً معركة البقاء في وجه كل محاولات إسكاتهم وتقييد دورهم في توثيق التاريخ الفلسطيني وصموده.